لاشك انها عملية صعبة جدا.. ان »يفلفص« الرئيس الدكتور محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين. وفي الحقيقة فإننا لا نطلب منه ذلك.. ولا نريده أن يبذل مجهودا كبيرا في ان يخلع عباءة جماعة الإخوان تماما.. كل ما نطلبه هو أن يكون رئيسا لكل المصريين.. وان يكون عادلا بينهم.. ومتوازنا بين كل التيارات.. لا نطالبه بأن يطلق الجماعة بالثلاثة.. علي الأقل فإن الجماعة هي التي قدمته للناس نائبا برلمانيا ودفعته للسباق الرئاسي حتي لو كان احتياطيا.. ودعمته حتي فاز بالمنصب.. فهي إذن لها كل الفضل عليه.. وفي رقبته كل الدين لها. الذي نطالب به هو أن تبتعد الجماعة عنه.. ولو مؤقتا.. يعني لا تتحدث باسمه.. لا تتفاوض باسمه.. لا تظهر في أي مناسبة ممثلة له لأنه أصبح له الآن من يمثله، ومن مصلحة الجماعة أن تتركه قليلا يمارس دوره الذي يريده الشعب المصري كله وليس الجماعة فقط.. الدور الذي يتمناه من لم ينتخبه أولا.. وقبل من انتخبه.. فمن لم ينتخب الدكتور مرسي رئيسا له نفس الحق.. بل يزيد علي حق من انتخبه. ثم.. لا يصح بعد ان دخل الرئيس القصر.. ان نحاصره كل يوم بمظاهرات وتجمعات ومطالب فئوية أو جمهورية أو طائفية.. لاننا بهذا نحكم عليه بالفشل من أول يوم.. ولا نترك له أي فرصة كي يلتفت حوله أو يدرس جميع الأمور.. أو حتي يلتقط أنفاسه. نصف الناخبين كانوا مع الرئيس مرسي.. ونصفهم لم يكونوا معه.. هذا النصف الأخير لم يكن يتمني له النجاح مرشحا للرئاسة.. ولكن بعد أن نجح.. فانه لا يجب ان نتمني له الفشل رئيسا.. لأن فشله مرشحا سيعود عليه هو شخصيا.. أما فشله رئيسا فسوف يعود علي البلد كله.. ولن يستفيد أحد من ذلك. أيضا.. إذا كان البعض يوجه بعض الاشارات الساخرة المتهكمة علي المرشح الدكتور مرسي.. فإنه لا يصح أن يستمر ذلك علي الرئيس الدكتور مرسي. من حق الذين لم يناصروه.. ألا يكونوا معه.. ولكن علي الجميع أن يحترموه.. وأن يؤجلوا موقفهم إلي انتخابات أخري.