بالرغم من الحراك السياسي الذي احدثته انتخابات مجلس الشعب والمجال الذي اصبح مفتوحا امام الاحزاب السياسية لاستغلال الفرصة والنزول للشارع وعرض افكارها وبرامجها إلا ان هذه الاحزاب دخلت في خلافات شديدة مع بعضها وكتل تتعارض مع بعضها واحزاب حاولت التنسيق فيما بينها وتشكيل كتلة معارضة وفشلت وكونت كل مجموعة ائتلافا يختلف مع غيره ائتلافات المعارضة ثم عاد الخلاف ليدب داخل الائتلاف الواحد واصبحت القضية الاساسية هي تكوين الائتلاف بينما تناسي رؤساء الاحزاب الهدف من تكوينه وهو النزول للشارع والتعريف ببرامجهم ومحاولة الفوز بمقاعد في مجلس الشعب ودعم مرشحيهم في الانتخابات وكان الائتلاف الاول يضم الاحزاب الاربعة الاكبر في مصر وهي احزاب التجمع والوفد والجبهة والعربي الناصري وقامت هذه الاحزاب بعقد عدة اجتماعات اكدت تفاهمها علي كيفية التنسيق بينهم في خوض الانتخابات ثم قاموا بالاتفاق علي عدة مطالب سياسية من الحزب الوطني لضمان نزاهة الانتخابات وبالفعل وافق الحزب الوطني علي العديد منها واعلن رؤساء الاحزاب سعادتهم تجاه تجاوب الوطني معهم الا ان الخلافات دبت بينهم مرة اخري فأعلن حزب الجبهة انسحابه من الائتلاف ثم يغيب الحزب الناصري من بعده عن حضور اجتماعات الائتلاف دون اعلان موقفه في الوقت الذي يواجه حزب الوفد تيار شديد داخله يطالب بمقاطعة الانتخابات بينما أعلن حزب التجمع علي لسان رئيسه د. رفعت السعيد موقفا واضحا منذ بدء تشكيل الائتلاف بخوض الانتخابات واكده السعيد خلال المؤتمر الذي اعلنه امس. اما كتلة الاحزاب الاخري كانت قد رفضت الانضمام للائتلاف الاول بحجة ان دعوته اليهم للانضمام له كانت علي استحياء وتضم هذه الكتلة احزاب الغد والجيل والاحرار وشباب مصر والامة والخضر ومصر العربي الاشتراكي واطلق رؤساء الاحزاب علي هذا الائتلاف اسم تحالف الاحزاب وقاموا بعقد عدة اجتماعات مع بعضهم اعلنوا بعدها التنسيق الكامل بين مرشحيهم في الانتخابات والتنسيق الكامل في الحملات الانتخابية وعقد غرفة عمليات مشتركة لمتابعة سير الحملات الانتخابية ويوم الانتخابات بصفة اساسية الا ان هذا التحالف واجه رفضا كبيرا من عدد كبير من الاحزاب الاخري خاصة انه يضم احزابا متنازع علي رئاستها حيث انضم المتنازعون الي تحالف احزاب اخري يضم احزاب الاتحادي الديمقراطي والشعب الديمقراطي والامة ومصر العربي الاشتراكي والجمهوري الحر والمحافظين واطلقوا عليه اسم كتلة الاحزاب السياسية واعلنوا رفضهم لاي من الكتلتين السابقتين مؤكدين انهم سيشاركون في الانتخابات بأقل عدد من المرشحين ولكنهم سيحققون نتائج غير متوقعة بينما اكد موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد ومنسق تحالف الاحزاب ان التحالف مفتوح للجميع والدعوة تامة ومستمرة لاي حزب للانضمام أكد احمد جبيلي رئيس حزب الشعب الديمقراطي وحسن ترك رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي رفضهم ان يكونوا قطع شطرنج يحركهم الاخرون كيفما شاءوا مؤكدين ان لهم مواقف وتفكيرا يجب ان يتم احترامها. ويظل الخاسر في كل هذه الصراعات الحزبية في النهاية هم مرشحو هذه الاحزاب الذين يئنون من انشغال احزابهم في هذه الصراعات بدلا من الوقوف معهم ومساندتهم.