محمد بركات قد يكون من الضروري أن نلفت النظر الآن، ورغم الظروف الخاصة التي تمر بها مصر حاليا، وهي علي أبواب استكمال هياكل وأعمدة الدولة الرئيسية، بوجود رأس السلطة التنفيذية، رئيس الجمهورية المنتخب، الذي أوشك علي تولي جميع مسئولياته، وسلطاته، والقيام بالمهام الموكولة إليه، في إطار الدستور والقانون، إن الوقت قد حان لتعدي حدود اللحظة الراهنة بالرغم من أهميتها، وبكل ما فيها من فيض الانفعال، وتدفق المشاعر، كي ننظر إلي ما بعدها. ومن الضروري أن ندرك الأهمية البالغة للتوافق الفوري والشامل بين جميع القوي والفاعليات وجميع ألوان الطيف السياسي في مصر علي استشراف افاق المستقبل، والتحرك المدروس والجاد والسريع للأمام، في إطار خطة عمل واضحة تحدد الأهداف التي نسعي إليها لمواجهة المتطلبات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نمر بها حاليا. والضرورة تقتضي أن نبدأ فورا في اتخاذ الخطوات العملية اللازمة للانطلاق بمصر علي طريق النهضة الحقيقية، وصولا إلي الدولة الوطنية الحديثة، القائمة علي الديمقراطية، والحرية والمواطنة والعدالة الاجتماعية، وسيادة القانون،..، وذلك يتطلب منا جميعا الإدراك الواعي بخطورة استمرار جميع المظاهر السلبية الداعية للانفلات، ومخالفة القانون، والمعطلة للعمل والإنتاج. وفي هذا السياق، لابد أن يدرك كل مواطن مصري الآن أن العمل والعمل فقط، هو الطريق لتحقيق جميع أمانيه، وطموحاته علي المستوي الخاص والعام، وأنه الطريق الذي اخذت به كل الأمم، وجميع الشعوب، للوصول إلي غاياتها وتحقيق أهدافها في الحياة الكريمة لمواطنيها، ويجب أن نؤمن جميعا أن الجدية والاخلاص في العمل هما الوسيلة الوحيدة والمشروعة لتغيير واقع الأفراد والشعوب والدول إلي الأفضل. واحسب أن الوقت قد حان الآن، ونحن علي أبواب استكمال هياكل الدولة، أن نقول بوضوح إن مصر في حاجة ماسة لحشد جميع الطاقات الخلاقة والمبدعة لابنائها الآن وفورا، لإدارة دولاب العمل والإنتاج في الدولة كلها، وإعادة الحياة لطبيعتها في كل المصانع والشركات والمؤسسات الخدمية والإنتاجية، ووضع نهاية لحالة البلادة والفوضي، والتسيب، وتوقف الإنتاج، وتعطل عجلة العمل السائدة في أماكن كثيرة نتيجة الظروف الاستثنائية التي عاشت فيها البلاد. ولابد أن ندرك أن ذلك أصبح ضرورة ملحة لوقف حالة النزيف الجارية للاقتصاد الوطني، تمهيدا لمعاودة الانطلاق للأمام، تحقيقا لآمال وطموحات الشعب، في دولة حديثة وقوية. يا سادة يجب أن نتغير إلي الأفضل، وذلك لن يتحقق بالكلام والشعارات دون العمل. »إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم« صدق الله العظيم.