يسدل اليوم الستار علي صراع دور الثمانية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم يورو 2012 ويتحدد بشكل نهائي أطراف المربع الذهبي لثاني أكبر بطولة كروية علي وجه الأرض. يلتقي المنتخبان الانجليزي والإيطالي في مباراة مرتقبة في التاسعة إلا الربع مساء اليوم بتوقيت القاهرة في ختام مباريات دور الثمانية للبطولة المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا، ويصعد الفائز إلي الدور قبل النهائي للقاء الماكينات الألمانية التي حققت فوزا كبيرا بأربعة أهداف مقابل هدفين علي اليونان أمس الأول.ويتشابه المنتخبان في بعض النقاط أبرزها الثقافة الدفاعية التي يجيدها كلا المنتخبين ولاعبي البلدين بل ويمتد الأمر إلي الأندية المحلية التي تجيد هذه الطريقة عن أقرانهم في سائر بلدان أوروبا. ومواجهة اليوم تشهد سعي المدرب روي هودجسون الذي يتحدث الايطالية وعلي دراية كبيرة بدوري الدرجة الاولي الايطالي للاطاحة بالمنتخب الأزوري.وكان من الممكن أن تقود القيادة الفنية للانجليز في هذه المباراة للايطالي فابيو كابيلو لولا استقالته في فبراير الماضي.ويدرك هودجسون اكثر من كثيرين غيره مدي قوة الصراع الثقافي بين فلسفة الكرة في كل من البلدين.ورغم معلوماته وخبراته فان هودجسون اكتسب الكثير من خبراته الكروية من خلال العمل مرتين مع انترناسيونالي الايطالي في اواخر تسعينات القرن الماضي. ولم يحقق هودجسون الفوز بأي لقب في ايطاليا الا انه قاد انترناسيونالي الي نهائي كأس الاتحاد الاوروبي في 1997 حيث خسر بركلات الترجيح امام شالكه الالماني وهو واحد من عدد قليل من المدربين الانجليز الذين عملوا في ايطاليا وحققوا قليلا من النجاح هناك. واضافة الي هذه المفارقة فان اثنين من اكثر المدربين نجاحا في انجلترا هما ايطاليان.. روبرتو مانشيني الذي قاد مانشستر سيتي للفوز بدوري انجلترا الممتاز لاول مرة منذ 1968 وروبرتو دي ماتيو الذي قاد تشيلسي الي الفوز بدوري ابطال اوروبا في الشهر الماضي. ورغم الاهمية الكروية لايطاليا وانجلترا الا ان منتخبي البلدين لم يلتقيا كثيرا في بطولات كبري. وسيكون لقاء اليوم هو الثالث في تاريخ لقاءات الفريقين في بطولة كبري بعد فوز ايطاليا 1-صفر في كأس اوروبا 1980 وفوزها 2-1 في مباراة المركز الثالث في كأس العالم 1990.ولهذا فان المباراة تمثل مواجهة نادرة بين منافسين كبيرين يتشابهان في اللجوء للاسلوب الدفاعي ويختلفان في اشياء اخري كثيرة. في المقابل فإن المنتخب الإيطالي الذي كان من أوائل المتأهلين إلي نهائيات البطولة فإنه لم يقدم العروض القوية في النهائيات الحالية وصعد دور الثمانية بشق الأنفس في الجولة الأخيرة بعد أن كان مهددا بوداع مبكر للمنافسات. وكانت بعض الشكوك قد حامت خلال الساعات الأخيرة حول قدرة لاعب الوسط تياجو موتا علي المشاركة مع الفريق في مباراته أمام انجلترا بسبب اصابته بشد في عضلات الفخذ الخلفية..وشارك تياجو موتا البرازيلي المولد من البداية في جميع المباريات الثلاث لايطاليا في دور المجموعات ومن المحتمل أن يحل محله ريكاردو مونتوليفو كما يتنافس انطونيو نوتشيرينو اليساندرو ديامانتي علي المشاركة. كما تأكد غياب المدافع جورجيو كيليني بسبب اصابة في الفخذ يكافح حتي يكون لائقا للمشاركة في مرحلة تالية من البطولة بينما يعاني المدافع الاحتياطي انجيلو اوجبونا من مشكلة بسيطة في الركبة لكن طبيب الفريق أكد أنه سيكون لائقا لمباراة اليوم. وتبدو مشكلة المنتخب الإيطالي الأبرز هي عدم القدرة علي تسجيل الأهداف. حتي أن صحيفة لا جازيتا ديللو سبورت كتبت في صفحتها الرئيسية تحت عنوان التعادل أو الفوز مع المشاكل فيما وصفت صحيفة لا ستامبا المهاجم الشاب ماريو بالوتيللي وانطونيو كاسانو بأنهما خارج نطاق الخدمة. المطلوبان المهاجم الانجليزي القوي واين روني والمهاجم الايطالي الخطير انطونيو كازانو يضعهما المراقبون والخبراء اليوم في مقدمة الأوراق المؤثرة وهما بالتأكيد مطلوبان من جانب المدافعين والمدربين للسيطرة علي خطورتهما.. ضبط زوايا كلاهما نصف فريقه الحارس الايطالي الأشهر بوفون والحارس الانجليزي الكبير جوهارت وكل منهما يحاول ضبط زوايا الحائط البشري للتصدي لمنافسة.