عندما يبكي الإنسان وتسيل دموعه كالماء شفافة لكنها ربما تكون مالحة أو مُرة أو بطعم السكر.. هذا علي حسب حالة الإنسان حزينا أو سعيدا، ولكن الرمال عندما تبكي فهذا أمر يختلف، فرمال سيناء تشبعت بدماء الشهداء، لذلك فهي تبكي دما.. فكل حبة رمل من أرض »سيناء المصرية« تئن وتبكي مستنكرة لما يحدث فيها من اهمال.. هذه الأرض الطاهرة التي شهدت علي مر التاريخ حروبا ضد الطامعين، ولن أتوغل تاريخيا سأكتفي بمثالين »أحمس طارد الهكسوس، ورمسيس الثاني طارد الحيثيين«.. اما في الماضي القريب فتأتي حروب 7691 »الهزيمة وليست نكسة« التي راح ضحيتها 021 ألف شهيد من خير جنود مصر روت دماؤهم أرض سيناء، ثم تأتي بعد ذلك حرب الاستنزاف بعد احتلال اسرائيل »سيناء المصرية« التي استشهد فيها 2882 شهيدا و5826 جريحا واستمرت هذه الحرب لنحو عدة سنوات بعد هزيمة 7691 وأصدرت القيادة العسكرية المصرية توجيهات قبل أن ينصرم شهر يونيو 7691 تحدد فيها »ان مرحلة اعادة التنظيم بنيت علي أساس عزيمة وإيمان المقاتل في جيشنا وقدراته علي القتال، معتمدا علي الضبط والربط والأخلاق والروح القتالية تمهيدا لإعادة قطعة غالية من جسد مصر وهي سيناء بالكامل«. ومن أجل هذا قامت حرب الاستنزاف استعدادا لحرب أكتوبر 3791 التي راح ضحيتها أيضا 8528 شهيدا واستردت مصر جميع سيناء بالكامل بدماء أبنائها، فأين نحن من هذه الدماء وبكاء الرمال عليهم، يا أبناء مصر حافظوا علي »سيناء« من الذين يسعون لبيعها أو تأجيرها فهي مصرية إلي يوم القيامة بإذن الله.