جمال الغيطانى خلال السنوات الماضية قدم المشروع القومي للترجمة انجازا ملموسا منذ ان اسسه الدكتور جابر عصفور، أعني تلك المؤلفات الخاصة بمصر القديمة والتي ترجمت عن الفرنسية والإنجليزية والألمانية والهيلوغريفية. المؤلفات عن مصر القديمة في كل لغة والابحاث الجادة في تلك اللغات ومن قصور حركة الترجمة قلة ما ينقل عن اللغات الأخري، يمكن القول ان هناك في العالم هوسا بالحضارة المصرية. ولا يمر يوم الا وتصدر رواية مستوحاة أو كتاب. ما أركز عليه المؤلفات العلمية وهذا ما ركز عليه المشروع. اخيرا صدر كتاب »أسرار مصر الشعائر والطقوس السرية«، للباحث الاسكتلندي لويس سبينسبي، ترجمه علي أمين وراجعه علاء الدين شاهين، ورغم ان الكتاب قديم إذ صدر في الخمسينيات من القرن الماضي إلا انه يضيف جديدا فمازالت الحياة العلمية والدينية داخل المعابد المصرية مجهولة ولا يعرف عنها الكثير، سواء الطقوس التي كانت تمارس أو العلوم التي تدرس، فقد أسسه المصريون لربط العلم بالدين، وهذا ما استمر في الجامعات العريقة مثل الأزهر والزيتونة ومراكز بغداد وفارس والسوربون واكسفورد وغيرها، كانت المعابد مقرا للفلسفة والطب والفلك، وحتي الان يطلق المصريون علي الطبيب كلمة »الحكيم«، للأسف اعتبر المصريون علومهم من الأسرار، اقاموا حولها الأسوار ومنعوا تداول النصوص خارجها واقتصر الأمر علي الكهنة. إلي ان بدأ عصر الاضمحلال وجاء إلي مصر الأجانب. خاصة اليونانيين، وتعرف فيثاغورث وغيره علي علوم المصريين ونقلوها وأسسوا عليها. نسبت النهضة إليهم ولحق بمصر غبن شديد إلي ان بدأت المؤلفات الحديثة التي وضعها علماء المصريات تنصف اجدادنا الاقدمين ومنهم هذا الكتاب، في حدود ما أعلم لا يوجد إلا كتاب واحد لعالم مصري يتناول الحياة العلمية في المعابد وهو للدكتور بهاء الدين محمود صدر في سلسلة »مصر للمصريين« عن الهيئة العامة للكتاب، ومازال هناك الكثير في جميع لغات العالم ما يستحق الترجمة عن الحضارة المصرية المهم دقة الاختيار والاستمرار.