بقيام ثورة 52 يناير وقيادة الشباب لها.. وسقوط الحكم الفاسد.. استبشر المواطن خيرا في مستقبل مصر.. وظهور قيادة جديدة شابة قادرة علي قيادة البلاد إلي الأفضل.. وتحقيق الديمقراطية التي افتقدها الشعب علي مدار أكثر من 06 سنة. فجأة تبدلت الأحوال واستولي فصيل واحدعلي كل شئ بدءاًً من مجلسي الشعب والشوري وانتهاء بالنقابات المهنية.. وتم تهميش كل التيارات الأخري التي قادت الثورة.. بل كانت في طليعة من تحملوا القتل والتعذيب في بدايتها.. وكل من استشهد في الثورة كان منهم.. وليذكروا كم شهيداً سقط من القيادات التي تحاول الاستئثار بالحكم.. إن من استشهد كان من المواطنين الغلابة الشرفاء.. الذين فتحوا صدورهم لتلقي رصاص الغدر نيابة عن من يدعون البطولة الآن. بعد نجاح الثورة.. ومساندة المجلس العسكري لها.. والاحتكام الي الشرعية القانونية بدلا من الشرعية الثورية.. تمت انتخابات مجلسي الشعب والشوري وخرجت بتحقيق الاخوان والمتحالفين معهم للأغلبية.. وسيطروا علي المجلس التشريعي.. وأصبح بيدهم استصدار قوانين تزيد من سيطرتهم وأعلنوا مقاطعتهم للمليونيات.. لأنها تعوق العمل والتقدم.. معلنين بأن الشرعية اصبحت للبرلمان وليس للميدان. فجأة بعد صدور الحكم القضائي في قضية القرن ومعاقبة الرئيس المخلوع وحبيب العادلي بالسجن المؤبد وبراءة الآخرين لعدم وجود الأدلة.. لم يعجب هذا الحكم مجلس الشعب وخرجوا في مليونيات »تضم الآلاف من البلطجية والباعة الجائلين »للتنديد باحكام القضاء.. بل ورفضها كلية ومطالبا بإعادة محاكمة القتلة من جديد.. ناسين أنهم رضوا بشرعية القانون.. وليس شرعية الثورة.. وبالتالي كل ما يطالبون به ليس له سند قانوني.. بل إنهم أيضا خصصوا احدي جلساته للتعليق والتنديد بالحكم.. ولم يكن الهدف هو الحكم نفسه.. بل كان الهدف هو الدعاية لمرشحهم الدكتور محمد مرسي ضد أحمد شفيق مرشح الفلول. بعد الهجوم القاسي وغير المبرر من جانب مجلس الشعب ضد القضاة.. كان من اللازم الدفاع عن انفسهم.. ورد المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة في مؤتمر صحفي علي هجوم مجلس الشعب بما هو أقوي منه.. وأصبح السجال القانوني مادة خصبة للفضائيات لكي تجذب المزيد من المشاهدين والإعلانات. إذا كان الحكم لم يعجب مجلس الشعب.. فماذا يكون المواطن العادي.. إذا لم يعجبه حكم صدر ضده .. هل يحمل الرشاش الآلي ويقتل كل من أصدر الحكم.. عندما يحدث هذا.. نكون جميعاً قد فقدنا ثقافة الحوار واحترام القانون.. واحتكمنا الي شريعة الغاب.. التي نعيشها الآن! انتقاد الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح للدكتور محمد مرسي قبل الانتخابات.. واتهامه للإخوان بأنهم من خائني العهد.. وبعد الانتخابات تقرب اليهم بكثير من عبارات الغزل.. هل هذا منطق!! حمدين صباحي.. بعد انتخابات المرحلة الاولي رفض دعوة أنصاره الي النزول إلي الميدان.. وإعلانه بأن الانتخابات تمت في حياد وشفافية.. وبعد عدة أيام تغير الحال ووقف في ميدان التحرير يدعو للثأر والثورة من جديد.. ورفض نتيجة الانتخابات وتشكيل مجلس رئاسي لقيادة البلاد.. هل هذا منطق!! قبل الختام: إذا سجدت للخالق فأخبره بأسرارك.. ولا تسمع من بجوارك وناجه بدمع قلبك.. فهو لقلبك مالك.. وإذا زارك يوم جديد.. فقل مرحبا بضيف كريم.. ثم احسن ضيافته.. بفريضته تقضي.. وسنة تؤدي وقرآن يتلي.. وتوبة تتجدد.. من رسالة للقارنة دعاء عكاشة »ام كنزي«.