محمد بركات خروجا عن دائرة الاهتمام الطبيعي والواجب بالأحداث الجارية، وعلي رأسها تطورات معركة الانتخابات الرئاسية، وما يتصل بها من أحكام وقضايا، وأيضاً الإجراءات الجارية لتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، اضطرتنا الظروف القاهرة للكتابة بالأمس، عن ظاهرة "الزبالة" أو القمامة والنفايات، التي فرضت وجودها القبيح علينا، نظرا لانتشارها في كافة الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية بالقاهرة والمحافظات، وأصبح من الصعب تجاهلها، لما لها من دلالة بالغة السوء والخطر . وأشرنا في هذا السياق الي الوضع المزري الذي أصبحت عليه كافة الميادين والشوارع بالعاصمة، بعد أن تحولت الي أسواق عشوائية ومرتع لكل ألوان الطيف المنفرة والمستفزة، بما يحتشد فيها من نفايات السلوك ومظاهر البلطجة، وزبالة التصرفات المتدنية واللا أخلاقية، كما اشرنا علي وجه الخصوص الي تكدس طريق مصر الإسكندرية الزراعي، من بدايته في شارع أحمد حلمي، وحتي القليوبية، بأكوام من النفايات، وتلال من " الزبالة " ومخلفات المباني وبقايا الردم والهدم وغيرها . وقد انتهيت من ذلك بمطالبة المحافظين ورؤساء المدن والأحياء بالقاهرة والمحافظات للتحرك السريع والقيام بواجبهم في التصدي لهذه الظاهرة بالغة السوء والفجاجة، وكانت نيتي منعقدة علي العودة للكتابة اليوم في الشأن العام، المتصل بقضية الدستور وتطورات المعركة الانتخابية، بعد أن أديت واجبي في التنبيه لخطورة ظاهرة " الزبالة " والانفلات السلوكي . ولكن ذلك لم يحدث للأسف ،حيث طرأت علي الساحة واقعتان مؤسفتان، وعلي درجة بالغة من السوء والتدني والانفلات الأخلاقي والسلوكي، بما يستوجب التوقف عندهما ولفت الانتباه إليهما بقوة، نظراً لما لهما من دلالات ومعان خطرة تتطلب المواجهة السريعة والحازمة . الأولي ما تواتر من أخبار حول وقائع تحرش جنسي تعرضت له بعض السيدات والفتيات من أخواتنا وبناتنا خلال تواجدهن في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به ،..، وهذا أن صح أمر بالغ الانحطاط ممن قاموا به ويستوجب اشد العقاب والردع، حتي نضع له حداً ونهاية . أما الواقعة الثانية، فهي ما يتردد، وما تناقلته الصحف ووكالات الأنباء عن ضبط أحد نواب البرلمان من التيار الديني متلبساً بفعل فاضح داخل سيارة ،..، ولا أريد أن استطرد في التوضيح، فالكل أصبح ملما به ،..، ولكن من الواضح أننا أصبحنا في مواجهة موجة من " زبالة " السلوك ونفاية التصرفات اللا أخلاقية . ونواصل غداً إن شاء الله.