حسنا فعل البيت الفني للمسرح بإعلانه عقد مؤتمر لتطوير آليات الإنتاج والدعاية والبحث عن هوية نهاية الشهر الحالي بمسرح متروبول .. هذا الإعلان الذي يأتي متزامنا مع سؤال جري طرحه خلال الأيام الماضية عن تراجع حركة الإنتاج في مسرح الدولة وهل يعد هذا تراجعا عن الدور المنوط به في الحركة المسرحية خاصة أن هذا الإنتاج يمثل تقريبا حوالي 90٪ مما ينتج في مصر . هذا السؤال الإجباري يبدو ضروريا في ظل محدودية الإنتاج بالفرق الخاصة التي توقفت تقريبا في ظل حالة الضبابية والغموض التي تسود الشارع المصري وعدم عودة الأمن إلي شوارعنا بالدرجة المطلوبة وتوقف حركة السياحة العربية التي كانت أحد روافد الضخ المالي لهذه الفرق . إذا تمعنا النظر في تيار الحركة المسرحية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة وجدنا توهجا وتألقا لمسرح الدولة وحركة بعث للفرق المستقلة التي طرحت نفسها كمتنفس لشباب المسرحيين إضافة لفرق مسرح الثقافة الجماهيرية التي تناضل للحفاظ علي حركة مسرحية مصرية . لا أحد ينكر أن المسرح في العالم تعرض في السنوات الأخيرة للتراجع ولكننا في مصر لنا حالتنا الخاصة والاستمرار في تنظيم المهرجانات أعطي زخما شديدا للحركة المسرحية مع الاستقرار الذي افتقدناه بفعل الظروف السياسية وأن ما يحدث علي الساحة السياسية يؤثر بدون شك علي المسرح ووجوده وإن كنا نستثني الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير حيث أحتفي المسرح المصري بثورة كل المصريين وقدم عروضا احتفالية بالثورة العظيمة .. لكننا الآن في حاجة ماسة للبحث عن هوية للمسرح المصري وفي حاجة ماسة أيضا لتسويق العروض المسرحية فالمسألة ليست إنتاجا فقط للمقاعد الخالية فهذا هو إهدار للمال العام وآن الأوان لإعادة النظر في آليات الإنتاج بحيث يستفيد المواطن المستهدف من دعم المسرح وتختفي ظاهرة دفع الممثلين نسبة من الشباك ليرتفع الستار عن العرض فهذا أيضا يمثل إهدارا للمال العام .. كما أن الدعاية في مسرح الدولة فقيرة جدا إلي درجة عزوف معظم النجوم عن العمل في عروضه وفي نفس الوقت فإن الدعاية مكلفة وتستهلك جزءا كبيرا من ميزانية العرض وتحتاج المسألة إلي ضرورة البحث عن طرق جديدة للدعاية وعقد اتفاقيات بين وزارتي الثقافة والإعلام لتنشيط المسرح المصري وهذا يصب في النهاية في الميزانية العامة للدولة فمصر البلد الكبير الذي يعتمد علي مرجعية ثقافية تعود إلي آلاف السنين يمكن أن يصبح جاذبا ثقافيا هاما من خلال خطة يتعاون فيها الجميع . عموما وقد حدث وأعلن البيت الفني للمسرح عن مؤتمره الذي يبدأ 24 يونيو الحالي فقد تحركنا خطوة نحو وضع أيدينا علي الجرح الذي يحتاج إلي علاجه من خلال تنفيذ التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر .. لا نريد أقوالا .. بل أفعالا إذا كنا فعلا نفكر في العلاج بصدق ورغبة فالإدراج الحكومية مليئة بعشرات الآلاف من التوصيات لم تنفذ حتي الآن وإنما أهدرنا مقابلها ملايين الجنيهات في مؤتمرات ليتها ما عقدت . في كل الأحوال أتمني لهذا المؤتمر أن ينجح في الخروج بتوصيات يلتزم بها القائمون علي البيت الفني للمسرح وأن يكون هناك خطة طويلة الأجل وأخري قصيرة الأمد نحو إصلاح حال المسرح المصري .
لا أعتقد أن مؤلفا مسرحيا واحدا يستطيع وصف الحالة الدرامية لثورتنا المصرية العظيمة التي أهينت وسرقت وأصبحت ملاذا لكل من هب ودب ليتحدث باسمها.. تلك الثورة الجليلة التي حررت السنة المصريين وجعلتهم أحرارا ولن يورثوا بعد اليوم سواء جاءت الصناديق بالفريق أحمد شفيق أو الدكتور محمد مرسي.. مصر لن تعود للوراء مطلقا ولن نخشي رئيسا كائنا كان فالحرية التي منحتها الثورة لكل المصريين تعني أننا إلي الأمام فما زلنا علي استعداد للتضحية بكل غال وثمين من أجل أن تستمر الثورة .