في الأسبوع الماضي زار القاهرة المفكر والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي (جيل ليبوفيتسكي) للمرة الاولي، بمناسبة ترجمة كتابيه (المرأة الثالثة) ترجمة دينا مندور، و(شاشة العالم) ترجمة راوية صادق.. جيل ليبوفيتسكي مفكر مختلف تماما، فهو مشغول بجمال المرأة، والموضة، والمكياج، والطعام، وأوقات الفراغ ، والإعلانات، مشغول بتأمل الواقع، وتفاصيل الحياة اليومية.. هل نتجه نحو تأنيث السلطة ؟ سؤال شغل الفيلسوف، وهو موضوع كتابه (المرأة الثالثة.. ديمومة الأنثوي وثورته) والصادر عن المركز القومي للترجمة، ترجمة دينا مندور. والمقصود بالمرأة الثالثة، المراحل التي مرت بها المرأة، وتاريخ جمالها الاجتماعي والتاريخي، (فالمرأة الأولي) هي التي صنفها مجتمع الرجال علي أنها دونية، تستحق اللعنة، وهي الخاضعة تماما لسيطرة الرجل، ليست لديها السيطرة علي مصيرها، وهو ما استمر حتي القرون الوسطي، و(المرأة الثانية) هي المناضلة الساعية الي المساواة بالرجل، وهي التي اشاد بها الرجل وتغني بمفاتنها، وتظاهر بحبها علي أمل الايقاع بها، واستمرت هذه الفترة منذ بدايات عصر النهضة الي القرن العشرين، أما (المرأة الثالثة) التي عملت فيها المرأة بكثافة خارج البيت، وحصلت علي أرفع الشهادات أسوة بالرجل، واستطاعت تحقيق ذاتها وشخصيتها دون تدخل الرجل، فهي الأكثر حرية، تستخدم حقوقها كما تشاء.. أنه الوضع الراقي للمرأة، برأي الفليسوف الفرنسي اعترضت إحدي عالمات الأجتماع الفرنسيات علي نظرية (الأنثي الخالدة ) التي يطرحها ليبوفيتسكي في كتابه، فكتبت ساخرة "من المضحك الظن بأن الرجال لن يتمكنوا ابدا من طي غسيل العائلة، اسوة بما قيل قبل خمسين عاما حول عجز النساء عن قيادة السيارات "!!