اكدت سوريا رفضها لأن يكون لجامعة الدول العربية اي دور أو تمثيل في خطة المبعوث الدولي والعربي إلي سوريا كوفي عنان، متهمة الجامعة العربية بانتهاج سياسات منحازة وسلبية لمصلحة جهات عربية واقليمية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة، لكنها أكدت استمرارها "في التعاون الايجابي" مع عنان. فقد قال المندوب السوري الدائم لدي جامعة الدول العربية يوسف الاحمد في تصريحات نشرتها صحيفة تشرين الحكومية ان تلك الجهات تعرقل اي حل سياسي يقوم علي الحوار الوطني وتشجع وتمول اطرافا في المعارضة و"مجموعات ارهابية متطرفة" تعمل علي تأجيج الأزمة وإشاعة الفوضي وعدم الاستقرار في البلاد. واعتبر المندوب السوري ان الجامعة "باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز وغير البناء لدول خليجية معروفة بعينها لا يمكن أن تصبح طرفا نزيها يسهم في الجهد الدولي الذي تمثله اليوم خطة عنان". ورأي ان الجامعة اختارت "ان تكون طرفا منحازا. وانتقد القرارات التي اصدرها مجلس الجامعة السبت الماضي في قطر والتي طالبت بتطبيق خطة عنان عبر اللجوء الي الفصل السابع الملزم من ميثاق الاممالمتحدة، من دون الاشارة الي عمل عسكري. في الوقت نفسه، اتهمت صحيفة الوطن السورية أمس السعودية "بالتآمر" لإحداث "فتنة" في لبنان. في حين حذرت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الحاكم أمس من اي تدخل عسكري خارجي في سوريا سيثير فوضي وقالت ان القوي الخارجية غير مؤهلة للتدخل. معتبرة ان التخلي عن خطة عنان لوقف العنف قد يدفع سوريا الي "حرب شاملة". من جهتها، دعت وزارة الخارجية الصينية المجتمع الدولي الي دعم جهود وساطة عنان بقوة اكثر وطالبت بأن تطبق كل الاطراف المعنية علي الفور وبشكل شامل قرار الاممالمتحدة ذات الصلة ومقترحات عنان. وحذرت من أن التدخل الخارجي من شأنه ان يتسبب في المزيد من المعاناة. من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحفي في السويد إنها ستجتمع في اسطنبول غدا الاربعاء مع عدد من مسئولي دول في المنطقة تخشي وقوع حرب اهلية في سوريا تجر بقية دول المنطقة بالكامل بشكل لا يمكن التنبؤ به. ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس ان مسلحين من المعارضة قتلوا 80 جنديا علي الأقل في مطلع الاسبوع في تصعيد للهجمات اعقب تهديدات من بعض القادة في الجيش السوري الحر (الذي يضم عسكريين منشقين) باستئناف القتال اذا لم يلتزم الرئيس السوري بشار الأسد باتفاق وقف اطلاق النار الذي تدعمه الاممالمتحدة. وقال مقاتلون من المعارضة للمرصد إنهم دمروا دبابات وقتلوا أكثر من مائة جندي في انحاء سوريا إلا ان المرصد تمكن من تأكيد أسماء 80 جنديا منهم فقط عن طريق اطباء محليين. وأوضح المرصد ان نحو 6 نقاط تفتيش تعرضت لهجمات وتم تدميرها في قرية اريحا بمحافظة إدلب خلال 24 ساعة. وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت امس بين عناصر من القوات النظامية السورية ومسلحين من المعارضة في منطقة جبل الزاوية بمحافظة ادلب، واشار المجلس الوطني السوري، الائتلاف المعارض الرئيسي، الي قيام دبابات وراجمات ومدفعية بقصف العديد من مدن وبلدات محافظة إدلب. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية نقلا عن ناشطين معارضين أن مدينة حمص تعرضت لقصف مدفعي أمس. وتأتي الاشتباكات غداة مقتل 46 شخصا في اعمال عنف بينهم 19 مدنيا و19 جنديا و8 منشقين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني ان السلطات السورية أفرجت عن مزارعين لبنانيين خطفهما يوم الاربعاء الماضي مسلحون مجهولون من شمال لبنان ونقلا عبر الحدود الي سوريا.