يصل الموفد الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل خلال ساعات الي المنطقة في محاولة لانقاذ مفاوضات السلام المباشرة. وسيبحث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحا عبارة عن حل وسط للمفاوضات، يتضمن ضمانات أمريكية حول قضايا لها علاقة باللاجئين والترتيبات الأمنية ووضع إسرائيل كدولة يهودية. وقالت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية إن الاقتراح الامريكي يدعو الي تمديد العمل بتجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية لعدة أشهر مقابل الضمانات الأمريكية. إلا أن الصحيفة تعتقد أن نتنياهو لن يقبل العرض الأمريكي في الوقت الراهن. وقالت الصحيفة إن دبلوماسيا أوروبيا قال إن نتنياهو أوضح لمسئولين أمريكيين أن أي تمديد لتجميد عمليات البناء لن يطبق علي مواقع المستوطنات الرئيسية وأن عمليات بناء 2000 وحدة سكنية كانت تراخيص بنائها قد صدرت بالفعل سيسمح لها بالإستمرار. ومن المقرر أن يجتمع ميتشل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله غدا الخميس. وفي حديث لاذاعة "اوروبا1" في باريس، قال أبومازن : "نطلب تجميد الاستيطان طالما ان هناك مفاوضات، لانه ما دام هناك مفاوضات، هناك امل". واضاف ان علي نتنياهو ان "يعلم ان السلام اهم من الاستيطان". وقال "ان عملية السلام فرصة تاريخية، ولا ادري متي ستسنح مجددا". واكد "لا نريد وقف هذه المفاوضات، لكن اذا استمر الاستيطان، فسنضطر الي وقفها". وكان الرئيس عباس قد طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي اول أمس بتمديد العمل بتجميد الاستيطان لثلاثة او اربعة اشهر لاعطاء فرصة لمفاوضات السلام. كذلك دعا عباس الي اشراك الاتحاد الاوروبي - باعتباره مقدم الاموال الاول للسلطة الفلسطينية- في مفاوضات السلام وهو ما طلبه الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي. وقال عباس ان الفكرة هي استحداث "اداة تضم بعض الدول بما فيها دول اوروبية لمساعدة عملية السلام علي المضي قدما". ومن جانبها، أجرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع نتنياهو، واشار المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي الي ان هذه المحادثة كانت مهمة جدا ومفصلة ومباشرة. علي صعيد آخر، دعا 87 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي (100عضو) الرئيس الامريكي باراك اوباما الي بذل ما في وسعه لاقناع الرئيس عباس بعدم الانسحاب من المفاوضات. وكتب اعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم الي الرئيس الامريكي "انه لجوهري ان تبقي الاطراف كافة علي طاولة المفاوضات، ويجب الا يهدد اي طرف بالانسحاب منها في وقت بدأت المحادثات لتوها". كما اعتبر اعضاء مجلس الشيوخ ان البلدان العربية في استطاعتها تقديم دعم سياسي واقتصادي افضل لهذه العملية، بما يشمل دعما ماليا متزايدا للسلطة الفلسطينية. في غضون ذلك،زعم وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ان الفلسطينيين ضيعوا الوقت خلال فترة تجميد الاستيطان التي استمرت عشرة اشهر. وقال ليبرمان انه خلال تلك الفترة "ضيع الفلسطينيون الوقت ورفضوا بالكامل قبول هذه المبادرة واتهموا اسرائيل بانها غير صادقة، معتبرين ان هذا الامر ليس جديا". ودعا الفلسطينيين الي استمرار المفاوضات بلاشروط. ومن جانبه، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان نتنياهو يتحمل مسئولية انهيار المفاوضات، موضحا ان السبب هو اصرار حكومة اسرائيل علي مواصلة النشاطات الاستيطانية وقيامها برعاية هجوم المستوطنين وتوفير الحماية وكل الدعم والاسناد لهم". علي صعيد آخر، قالت صحيفة هآارتس إن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت استئنافا قدمه فلسطينيون قالوا فيه إنهم يملكون منطقة في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة مما سيسمح للمستوطنين المضي قدما بخططهم البناءة في تلك المنطقة.