كانت مصر علي موعد لتكريم أحد أبنائها المخلصين في أعرق مكان أكاديمي وعلمي وثقافي علي أرضها جامعة القاهرة لمنحها أعلي درجة علمية وهي الدكتوراة الفخرية، لصاحبة الفضل لأكبر مشروع ثقافي عرفته مصر والمنطقة العربية الذي تمر عليه عشرون عاما من الإبداع والأصالة والمعرفة. تعطرت به أرض مصر من مطروح غربا إلي أسوان جنوبا ومن الدلتا شمالا إلي شلاتين شرقا بمشروع »مكتبة الأسرة« الذي يدخل عامه العشرين ولا تخلو مكتبة في أي بيت مصري من إصدارات هذه المكتبة التي قدمت خلال الأعوام العشرين الماضية ذخائر الإبداع والمعرفة المصرية والعربية والإنسانية النادرة، إلي جانب العديد من الموسوعات المهمة التي تحتوي علي كنوز من الأصالة والمعرفة ساهمت إلي حد كبير في إثراء المعرفة الثقافية للأسرة المصرية وعلامة فارقة في مسيرتها الحضارية لم يكن مشروع مكتبة الأسرة مجرد إصدارات كتب تثري معرفة المواطن المصري خاصة شباب مصر ولكنه مشروع تنويري أنقذ ثقافة مصر وتراث أبنائها من كبار الكتاب والمفكرين وخلاصة تجاربه وابداعاتهم علي مر السنين من التغريب المتعمد الذي حاول البعض القيام به. فمن ينسي إصدارات مكتبة الأسرة طوال عشرين عاما من مؤلفات مشاهير الكتاب المصريين أمثال الدكتور أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة، محمد حسين هيكل الأديب المصري صاحب كتاب »حياة محمد« والذي تم ترجمته لمختلف لغات العالم. وطه حسين أديب مصر العملاق الذي تفخر به مصر دائما صاحب الأيام ودعاء الكروان وحديث الأربعاء والشيخان وعلي هامش السيرة ونجيب محفوظ الكاتب والأديب والمبدع والتي ترجمت معظم مؤلفاته إلي اللغات العالمية والذي نال جائزة نوبل عن استحقاق وجدارة، فمن ينسي إصدارات مكتبة الأسرة لمؤلفاته الرائعة مثل الثلاثية »قصر الشوق، بين القصرين، السكرية« فضلا عن الإصدارات الرائعة »لمكتبة الأسرة« لكثير من الأدباء المعاصرين من أمثال يوسف إدريس، صاحب الفرافير والعسكري الأسود وقاع المدينة ومن ينسي أيضا إصدارات مكتبة الأسرة طوال عشرين عاما متواصلة من ذخائر الموسوعات والمؤلفات في أوروبا وأمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا والتي ساهمت إلي حد كبير في الاطلاع علي ثقافة العالم بمختلف اتجاهاته. إن أهمية مشروع مكتبة الأسرة يرجع إلي حد كبير في إنقاذ ثقافة مصر من التغريب والنسيان الذي حاول الكثيرون من أصحاب الميول المتطرفة والأفكار الهدامة المتأثرين بثقافات بعض الدول التي كانت تهدف إلي تشجيع تهميش دور مصر التنويري في المنطقة العربية والإسلامية. إن جهود السيدة العظيمة »سوزان مبارك« الراعي الأمين لمشروع مكتبة الأسرة منذ ولادته وحتي الآن وطوال عشرين عاما من الرعاية والتطوير وإثراء وتنوع إصدارات تلك المكتبة المصرية الرائدة، دون كلل أو ملل كان له أكبر الأثر في شعور جموع المصريين خاصة الشباب بالامتنان والتقدير. ولنا أن نتخيل غياب مكتبة الأسرة باصداراتها المتنوعة في مختلف نواحي المعرفة وانفراد الإظلاميين وحدهم وتفردهم بالساحة الثقافية لمصر. ان ثقافة مصر التنويرية مدينة بهذه الإصدارات طوال العشرين سنة إلي هذه السيدة العظيمة من مصر سوزان مبارك صاحبة الهلال الأحمر ومشروع المائة مدرسة وقانون حماية الطفل المصري.. إن مصر صاحبة ورائدة الثقافة العربية تهدي أجمل تحية واجبة إلي صاحبة الفضل في وجود هذه المكتبة الثقافية الرائدة التي تزين بها جبينها وتتباهي بها بين الأمم، وتهنئ من القلب حصولك علي الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة عن جدارة واستحقاق. »فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض« صدق الله العظيم