سعدت بتكريم جامعة القاهرة للسيدة الفاضلة سوزان مبارك ومنحها درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية، و كان ضمن الأسباب التي دعت الجامعة لمنحها الدرجة العلمية الرفيعة خدمة العمل الثقافي، بالاضافة الي مساندة المرأة المصرية في الحصول علي جميع حقوقها التي كفلها لها الدستور وحماية الطفل ومكافحة الاتجار بالبشر. وللحقيقة فإن هذه الدرجة العلمية الرفيعة من جامعة القاهرة لم تكن الأولي في حياة السيدة الفاضلة العلمية او العملية، فقد سبق و حصلت علي الدكتوراه الفخرية في القانون من كلية ويست مينستر تقديراً لجهدها المتميز في خدمة الشعب المصري، كما حصلت علي الدكتوراه الفخرية من جامعة ايوا بمدينة سول الكورية تقديراً لجهودها في تشجيع تعلم المرأة والتنمية الاجتماعية في مصر، كما حصلت علي الدكتوراه الفخرية في الاداب الانسانية من الجامعة الامريكيةبالقاهرة، ايضاً حصلت علي الدكتوراه الفخرية من الجامعة الامريكية باسبانيا تقديراً لجهودها في ميدان العمل الاجتماعي في وطنها. هذا بالاضافة الي العديد من الاوسمة و الميداليات وشهادات التقدير العالمية الاخري .. ولقد تشرفت بلقاء السيدة الفاضلة وتحدثت اليها في العديد من المرات، و لمست في حديثها حبها الشديد للثقافة والفنون لما في كل منهما من إثراء و سمو للروح، و كان اكثر ما تحرص عليه هو دعم وجود الكتاب المطبوع في حياة كل فرد من افراد الاسرة المصرية، و للحق، كانت فكرة مهرجان القراءة للجميع التي ظهرت الي الوجود قبل عشرين سنة مضت، هي الفكرة التي حافظت علي وجود الكتاب في حياة المواطن المصري قبل ان تطيح به تكنولوجيا العصر الحديث، فقد تزامن اطلاق مهرجان القراءة للجميع مع بدايات ظهور جهاز الكمبيوتر في مصر وتسلله ليحتل مساحة كبيرة من اهتمامات المواطن المصري وخاصة فئة الأطفال والشباب، ومع التطورات الهائلة في تقنيات ذلك الجهاز الرهيب لك ان تتخيل ذلك الموقف الصعب الذي كان سيصبح فيه الكتاب المطبوع لو لم تكن له قوة الدفع الكبيرة التي تمتع بها من مهرجان القراءة للجميع وصاحبة فكرته السيدة الفاضلة سوزان مبارك. و لقد كانت إحدي فضائل ذلك المهرجان السنوي تيسير الكتاب بقليل من الجنيهات في مقدور اي مواطن بسيط دفعها ليحصل علي رواية، او مرجع، او مسرحية او اي كتاب ثقافي آخر في شتي العلوم و المعارف بأقلام كبار الكتاب المصريين و العرب و العالميين، وكل ذلك كان و لا يزال ميسراً طوال ايام العام بعد ان كان قاصراً علي اشهر الصيف فقط، و من خلال مهرجان القراءة للجميع و كتبه المتوفرة بجنيهات قليلة أمكن تأسيس مكتبة صغيرة في كل بيت مصري، و ان كان عدد كتبها قليلاً، الا ان وجودها داخل البيت له اكبر الأثر في نفس كل من يسكن ذلك البيت الصغير .. و اصبح للكتاب اعتراف بأهميته في تكوين شخصية قاطني البيت من الكبار و الصغار والف الجميع تواجده بينهم كمصدر للثقافة و المعرفة لا تقل اهميته عن اهمية جهاز الكمبيوتر الساحر ذي الامكانيات الجذابة. ان اطلاق السيدة الفاضلة لمهرجان القراءة للجميع قبل عشرين عاماً مضت و اصرارها و حرصها علي رعايته طوال تلك السنين، أنقذ الكتاب المطبوع الذي هو اصل الثقافة، من الغرق في بحر التكنولوجيا الحديثة التي تضافرت عناصرها لتهجم عليه و تلقي به بين امواجها العاتية نحو اعلان وفاته في قاع محيطها، الا ان وجودة بالثمن اليسير من خلال مهرجان القراءة للجميع وقف حائلاً دون ذلك، ليصمد الكتاب مدعوماً من الدولة موجوداً علي ارفف المكتبات العامة و رف مكتبة المنزل حتي وإن كان عدده قليلا علي ذلك الرف .. السيدة الفاضلة سوزان مبارك بنت نهر النيل الخالد حافظت علي خلود الكتاب المصري وانقذته من الغرق و الذوبان بين امواج بحر التكنولوجيا الحديثة من مواقع الانترنت الخلابة علي الشبكة العنكبوتية، والعاب الفيديو جيم الممتعة علي اجهزة الكمبيوتر، والمسابقات ذات الجوائز علي اجهزة المحمول المؤثرة .. ولهذا فانها تستحق اكثر من الدكتوراه الفخرية التي منحتها لها جامعة القاهرة اخيراً.رئيس تحرير مجلة ابطال اليوم الصادرة عن مؤسسة اخبار اليوم