ففي الوقت الذي انفعلت فيه عدة صحف عالمية بفوز أبو الفتوح بمعظم أصوات المصريين في الخارج، واعتبرته مؤشرا علي تعاظم فرصه للفوز بالرئاسة كصحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية، أكدت صحيفة »جارديان« البريطانية إنه ورغم ذلك فلا تزال انتخابات الرئاسة في مصر غير معروفة النتائج، ولا يمكن التكهن بها. وبينما ذهبت صحيفة »لوس أنجلوس تايمز« الأمريكية إلي أن تطبيق الشريعة ليست من أولويات المصريين في معيارهم لاختيار الرئيس القادم، وإنما انتشالهم من أزماتهم المعيشية، مما يعزز فرص مرشح كعمرو موسي، أعربت صحيفة »ذي إيكونوميست« البريطانية عن توقعها بأن يكون تطبيق الشريعة - الذي يراهن عليه التيار الإسلامي وهو ما لم يعلنه صراحة من عدمه - موضوعا حاسما في الانتخابات وهذا ما يجعل مصر هذه الأيام علي مفترق طرق ما بين التصويت لمرشح ينقلها لدولة دينية أم لمرشح يحاول صبغها بصبغة دينية. صحف أخري، لم تجعل لا الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية، ولا قضية تطبيق الشريعة هي العنصر الحاسم في انتخاب الرئيس الجديد، وإنما اعتبرت إن موقف المرشح من إسرائيل هو الفيصل! من هذه الصحف صحيفة »ديلي ستار« البريطانية التي قالت إن المرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية أصبحوا يزايدون علي بعضهم البعض في إظهار عداء كل منهم للدولة العبرية عند تزكية أنفسهم لدي الناخبين. فقد توقعت صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية أن يكون المرشح الإسلامي الليبرالي الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح هو المرشح الأوفر حظاً في الفوز في انتخابات الرئاسة في مصر. وقالت الصحيفة إن تقدم أبو الفتوح في الحصول علي أصوات المصريين بالخارج وتربعه في معظم استطلاعات الرأي علي قائمة المرشحين الثلاثة عشر قبل انتخابات الأربعاء دليل علي قدرته علي حسم المعركة في النهاية لصالحه، في ضوء أنه مرشح منشق عن جماعة الإخوان المسلمين ويكتسح مرشحها محمد مرسي. وتوقعت الصحيفة أن يكون أبو الفتوح الذي توهم كثيرون بأنه انتهي في الشارع بمجرد خروجه من عباءة الإخوان، هو الطرف الثابت في أي جولة إعادة بينما سيكون الطرف المتغير من فرسان المقدمة الآخرين. أما صحيفة »الجارديان« البريطانية فقد تحدثت عن مخاوف من تجدد أعمال العنف خلال الأيام القليلة القادمة بما يهدد سير أول انتخابات رئاسية غير معروفة النتائج، وغير معرفة أيضا صلاحيات الرئيس الذي ستأتي به، في ضوء عدم كتابة الدستور حتي الآن. وقالت صحيفة »لوس انجلوس تايمز« الأمريكية أن تطبيق الشريعة ليست من أولويات المصريين في معيارهم لاختيار الرئيس القادم، فأغلبهم يبحث عن رئيس قادر علي إخراج البلاد من كبوتها الاقتصادية وتوفير متطلبات الحياة اليومية للمواطنين. وقالت الصحيفة إن هذه المتطلبات هي بالنسبة لمعظم المصريين أهم بكثير من مسألة تطبيق الشريعة. وتحت عنوان »الجمهورية الثانية في مصر.. التحديات السياسية والاقتصادية«، نشرت مجلة »الايكونوميست« تقريرا عن مصر مابعد انتخاب رئيسها، وما إذا كانت في طريقها لكي تكون دولة دينية أم دولة علمانية . وقالت المجلة إن المناظرات الرئاسية التليفزيونية وما شهدته من عنف متبادل بالألفاظ والإشارات تؤكد عدم تركيز المرشحين علي تقديم برامج وإنما التركيز علي تحطيم مصداقية الآخر بضربه تحت الحزام بعيدا عن البرنامج، مما أربك المشاهدين . ووصفت الصحيفة المناظرات بأنها عكست الصراع بين مرشحي الرئاسة وهو الصراع الذي تعيشه مصر بأسرها بين الدولة العلمانية والدولة الدينية. قالت صحيفة »الديلي ستار« البريطانية إن إسرائيل أصبحت »قربة« تمرين الملاكمة الذي يضربه كل المرشحين المتنافسين للحصول علي الأصوات، والمزايدة علي كره الدولة العبرية هو سيد الموقف، حتي أن جميعهم يطالب بإعادة النظر في معاهدة كامب ديفيد للسلام.