تناولت الصحف الأجنبية أول مناظرة رئاسية في مصر التي عقدت ليلة الخميس واستمرت لأربع ساعات، ورأت معظم الصحف الأجنبية أنها حظيت باهتمام واسع لدى الناخب المصري، واعتبروها علامة إيجابية في طريق مصر نحو الديمقراطية، خاصة بعد أن سيطر على المشهد السياسي مشاهد الاحتجاجات والدماء. وفي صحيفة "نيويورك تايمز" كتب ديفيد كيرباتريك تقريرا بعنوان "الحملات الانتخابية في مصر تركز على دور الإسلام في الحياة العامة" وقد لفت نظر الصحيفة في المناظرة التليفزيونية التي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة إثارة دور الإسلام في الحكومة المصرية في مركز الحملة الانتخابية، يصف أبو الفتوح نفسه بأنه ليبرالي إسلامي، ويتلقى انتقادات حول برنامجه الانتخابي ما إذا كان ديني أم علماني. وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن جميع المرشحين متفقين على أن قضية الأمن العام والاقتصاد من أهم القضايا بالنسبة للناخب، إلا أن عمرو وأبو الفتوح أثاروا مرارا الأسئلة حول معنى الشريعة الإسلامية، ومكانتها في مصر، ودور الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين، الأمر الذي لم يكن ليحدث قبل الإطاحة بالرئيس مبارك العام الماضي. وقدم عمرو موسى نفسه من خلال المناقشة على أنه البديل العلماني ذو الخبرة السياسية للحكم الإسلامي، واتهم مرارا أبو الفتوح بأنه يحمل ضمن أجندته أفكار الإسلاميين المتشددين، وفي بعض الأحيان استند إلى معلومات محرفة من تاريخ منافسه أبو الفتوح. وتلفت الصحيفة النظر إلى موقف جماعة الإخوان المسلمين من برنامج أبو الفتوح، واعتبرت أنها تخلت عن جهودها كحركة إسلامية معتدلة، حيث صعدت الهجوم على أبو الفتوح باعتباره قريب من "الليبراليين المهرطقين"، وبدت متعاطفة مع أطروحات الإسلاميين الأكثر تشددا. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في موضوع نشرته تحت عنوان "اشتباك مرشحي الرئاسة في مناظرة تليفزيونية بمصر" أن المناظرة بين مرشحي الرئاسة عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، لايمكن تصورها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، واعتبرتها تدل على الملحمة السياسية المضطربة في الطريق نحو الديمقراطية الجديدة، في مناظرة تليفيزيونة "آسرة وكأنها مشهد سوريالي". وترى الصحيفة الأمريكية أن مشهد المناظرة كان لحظة نادرة في منطقة مفتونة بالثورات يسيطر عليها الحكام المستبدون، ويسودها القلق السياسي. وتعتبر الصحيفة المناظرة جزء من إعادة الحياة إلى المسرح السياسي معيدا إلى ذاكرة المصريين مباديء الثورة بعد سيطرة الاحتجاجات وإراقة الدماء على المشهد السياسي، وتراجع مصر من صورة أيقونية ملهمة إلى أخبار تحذيرية، في الوقت الذي تحاول فيه البلاد تجاوز الحكم العسكري والتخلص من إرث مبارك الفاسد. وتقول "لوس أنجلوس تايمز" أن موسى يصور نفسه كدبلوماسي محنك قادر على استعادة الاستقرار، وأبوالفتوح استخدم لهجة إسلامية معتدلة متناغمة مع المثل العليا للثورة، وتضيف الصحيفة أن هناك فارق جوهري بين المرشحين، يعكس الانقسام الموجود في البلاد المتعلقة بثورة أطاحت بمبارك ولكنها لم تنته، ففي المناظرة هاجم موسى أبو الفتوح الذي حضر الاحتجاجات متهما إياه بالتعاطف مع المتظاهرين على حساب الأمن القومي، وجاء أبو الفتوح رده ملمحا إلى أن موسى خدم في عهد مبارك منذ عقد من الزمان، في إشارة إلى اتهام بالتواطؤ مع قمعه الذي أدى إلى الثورة. وتصف الصحيفة مشهد المناظرة بين موسى وأبو الفتوح وهما يقفان جنبا إلى جنب في منصة التتويج وتفصل بينهما مساحة ضيقة، أبوالفتوح يحدق في كثير من الأحيان نحو موسى، الذي بدا – كما ترى الصحيفة – أكثر استرخاء، وتشتد المناظرة بينهما حينا وتهدأ حينا، وتقول الصحيفة أن هذا المشهد سحر الملايين الذين اعتادوا على رتابة مبارك الذي يحتل المنصة وحده بلا منافس. ومن جانبها اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن أول مناظرة بين مرشحي الرئاسة تدعو إلى الاستقرار على حساب الحماس الثوري، وتقول إن بعض المصريين يرونها كخطوة أخرى في مسار مصر نحو الديمقراطية بعد الإطاحة بمبارك في ثورة العام الماضي. وقارنت الصحيفة هذا المشهد بآخر انتخابات رئاسية أجريت في عهد الرئيس السابق عام2005 والتي حملت أسماء متعددة للمرة الأولى، لكن كان ينظر إليها باعتبارها مزورة. وفي محاولة قراءة سياسية للمناظرة التليفزيونية ترى الصحيفة أن أبو الفتوح كان يتقرب من الثوار الذين يؤيدون الاحتجاجات في مصر، ويسعى أيضا لاسترضاء الإسلاميين المحافظين الذين أيدوه في خطوة استيراتيجية ضد الإخوان. على النقيض من موسى الذي استهدف من خطابه هؤلاء الذين تعبوا من الاضطرابات والاحتجاجات المستمرة والمتلهفين للاستقرار. #222222; font-family: 'Times New Roman', serif; font-size: x-large;" لوس أنجلوس تايمز: المناظرة لحظة نادرة في منطقة مليئة بالثورات والاستبداد والاضطرابات كريستيان ساينس مونيتور: تدعو إلى الاستقرار على حساب الحماس الثوري