استحوذت أول مناظرة تشهدها مصر في تاريخها بين مرشحين للرئاسة علي اهتمام العالم وبصورة غير مسبوقة تبارت الصحافة العالمية في تحليل وتفنيد ما جري في المناظرة التي جمعت عمرو موسي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ليلة الخميس الماضي وتراوحت تعليقات الصحف ما بين اعتبار المناظرة حدثا تاريخيا في دولة كان اسم الرئيس فيها معروفا قبل انعقاد الانتخابات، وبين اعتبارها دليلا علي ان معركة الرئاسة ستنحصر بين الإسلاميين ممثلين في محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وأبو الفتوح الذي يطرح نفسه كمرشح إسلامي ليبرالي من ناحية ورموز عهد مبارك ممثلين في موسي وأحمد شفيق من ناحية أخري وتوقفت بعض الصحف العالمية عند ما أسمته بدور الاسلام في الحياة العامة في مصر، وكيف أثبتت المناظرة بين موسي وأبو الفتوح علي انه أصبح نقطة للخلاف ومثارا للجدل بين مرشحي الرئاسة. صحيفة »جارديان« البريطانية توقفت عند استحواذ المناظرة علي اهتمام ملايين المصريين الذين لم يجتمعوا بهذه الأعداد من قبل امام شاشات التليفزيون لمشاهدة برنامج واحد وفي آن واحد، باعتبار أنها أول مناظرة رئاسية في تاريخ مصر الحديث، ولأنها بين أبرز مرشحين موسي وأبو الفتوح واللذين حاول كل منهما النيل من الاخر لتزكية نفسه عليه.. وقالت »جارديان إن موسي الليبرالي هاجم عضوية أبو الفتوح في جماعة الإخوان المسلمين رغم انشقاقه، وحاول دمغه بأنه إخواني الهوي والانتماء بينما هاجم أبو الفتوح الاسلامي المعتدل موسي، وحاول دمغه بأنه جزء لا يتجزأ من نظام مبارك الذي سقط، رغم خروجه من النظام قبل عشر سنوات. صحيفة بريطانية أخري هي »ديلي تلجراف« اعتبرت أن أهم ما جاء في المناظرة التي جرت بين كل من موسي وأبو الفتوح، رغم اختلافهما في كل شئ هو موقفهما من اسرائيل ومعاهدة السلام بين البلدين الموقعة منذ عام 9791 ونقلت الصحيفة سؤال أبو الفتوح لموسي أن يعلن موقفه عما إذا كان يعتبر إسرائيل عدواً؟ ورد موسي بأن اسرائيل بلد يتبني مواقف عدائية، بينما كان اعتبرها أبو الفتوح وبوضوح عدوا، في الوقت الذي طالب فيه كلاهما بضرورة إعادة التفاوض علي بنود اتفاقية السلام بين البلدين واعتبروها غير عادلة وهو ما اعتبرته الصحيفة بمثابة جرس إنذار لإسرائيل.. أما صحيفة »لوس أنجلوس تايمز« الأمريكية فقالت إن تبادل الاتهامات والتراشق بالكلمات، بين موسي وأبو الفتوح يعد بالنسبة للمصريين لحظة نادرة، وضربا من الخيال، فقد كان من المستحيل رؤية هذا المشهد فيما مضي واعتبرت الصحيفة أن أفضل ما فعلته المناظرة للمصريين هو أنها كسرت رتابة عصر مبارك الذي لم يكن من حق أحد ان يناظره أحد. صحيفة أمريكية كبري أخري هي »واشنطن بوست« ذهبت الي حد اعتبار المناظرة دليلا أكيدا علي أن الرئيس القادم لن يكون فرعونا جديدا أو ديكتاتورا مثل مبارك، حيث يخضع لمراجعة تاريخه وبرنامجه قبل الذهاب الي مراكز الاقتراع، لأول مرة تتاح فيها الفرصة للمصريين للتعرف عن كثب علي المرشحين من خلال المناظرات قبل اختيار رئيسهم. أما صحيفة »نيويورك تايمز« فقالت ان المناظرة التي جمعت بين أبو الفتوح وموسي كشفت النقاب عن أن دور الإسلام في حكم مصر الجديدة وتطبيق الشريعة الإسلامية هو محور الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة. وأخيرا، اعتبرت صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية أن تركيز موسي وأبو الفتوح أثناء المناظرة علي الهجوم الشخصي المتبادل، ومقاطعة بعضهما البعض لم يساعد المصريين علي تكوين رأي او اتخاذ قرار حاسم بشأن أي منهما في الوقت الذي أكدت فيه المناظرة أن الانتخابات المقبلة ستكون مواجهة بين الإسلاميين ورموز عهد مبارك.