في موسم الاستخدام السييء للدين الحنيف من أجل الصراع علي السلطة نري العجب هذه الأيام!!.. الفتاوي تنهال لخدمة هذا المرشح أو لتكفير الآخر، والحرام يتحول إلي حلال والعكس صحيح، والكل يدعي امتلاك الحقيقة واحتكار الحديث باسم الإسلام!! آخر الفتاوي جاءت من داعية شهير، يقول فيها ان سرقة الأبناء للبطاقات الخاصة بآبائهم حلال إذا كان ذلك سيمنعهم من انتخاب الفلول!! ولست بالطبع مع الفلول ولا أتمني نجاحهم، ولكن »الفتوي« تطرح العديد من الاسئلة وتثير العديد من المخاوف والمخاطر. ان صاحب الفتوي يعلم بلاشك انه شخصيا والعديد ممن كانوا معه علي المنصة وهو يصدر فتواه، متهمون عند الكثيرين بأنهم كانوا من الفلول »!!« فهل تنطبق عليهم الفتوي؟ وهل سيكون من حق الأبناء من أنصار الثورة ان يسرقوا بطاقات آباء وقفوا حتي اللحظة الأخيرة يدافعون عن حكم مبارك ويدينون المظاهرات ضده ويتهمون من يخرج عليه بالكفر؟ وهل سيكون من حق الأبناء أن يسرقوا بطاقات آباء أصدروا الفتاوي قبل شهور بأن الثوار ليسوا إلا مجموعات من البلطجية ومدمني المخدرات والترامادول؟! وهل سيكون من حق الأبناء أن يسرقوا بطاقات آباء تواري ضميرهم وهم يصدرون الفتاوي بتجريم الفتاة التي تم سحلها وتعرية جسدها لأنها خالفت الشرع ولبست »عباية بكباسين«؟! الأخطر من كل ذلك ان ما يقوله مفتي سرقة البطاقات يفتح أبوابا لا نعرف أين تنتهي؟.. لقد علمتنا التجارب أن ما يبدأ بالخناجر والمطاوي الصغيرة ينتهي بالمذابح والاغتيالات »!!« وأن ما يبدأ بأبناء أبواسماعيل ينتهي حتما بأبناء الظواهري »!!« وأن من يفتي بسرقة البطاقات سوف يفتي بعد ذلك بسرقة محلات الذهب »!!« والأدهي من ذلك ان مفتي سرقة البطاقات يفتي في نفس الوقت باستخدام المساجد في معركته الانتخابية.. فهل ستقف يا مولانا علي منابر المساجد لتدعو للسرقة؟ وهل سنسمح بدفن القانون لنجد المهاويس علي المنابر يروجون للفتنة ويفتحون علينا أبواب الجحيم؟! اتقوا الله في دين هو الرحمة، وفي وطن هو الأمان!