الجماهير هي الكلمة الفاصلة في الساحة الرياضية.. لها فعل السحر تأثيرا علي العروض والنتائج والتوابع والتداعيات.. تستطيع ان تدعم فريقا وتشحذ همم لاعبيه فينتصرون ويحققون البطولات ويسجلون الأرقام.. وتعاند فريقاً آخر فتحبطه وتدمر معنويات عناصره فتخور قواهم وتفتر عزائمهم.. وموقفها الداعم أحيانا والرافض أحيانا أخري مقبول ومعقول.. أما مواقفها الهائجة والمائجة والهادرة فمردودها لا يستطيع أحد أن يتحمله بل لعل ساحتنا الرياضية ومدرجاتنا وملاعبنا تمر بحالة من السكون والكمون والخمول والموات بسبب لحظات هياج غير محسوبة راح ضحيتها 47 شهيدا بخلاف آلاف الجرحي والمصابين.. ورغم أهمية أدوار ومواقف الجماهير لم ألمح صوتا عاقلا واحدا من جميع المسئولين عن الرياضة وحتي في الحكومة ومجلسي الشعب والشوري يدعو للعلاج والترشيد والنصح.. بل لعلي أتابع أصواتا مائجة وتافهة تحض علي التشرذم وتدعو للتفتت وتؤجج الفتن وتعمق الخلاف.. أصوات تدفع للانفلات وترفع راية العصيان.. ولقد ضربت الجماهير الأوروبية المثل والقدوة في المدرجات الاسبانية والإنجليزية والإيطالية.. أوضحت وجود مسافات قمرية شاسعة بيننا وبينهم خسر برشلونة وريال مدريد وميلان ومانشستر ولم نلمح زجاجة فارغة أو حتي لفظة نابية أو هتافا سيئا.. ويا عالم تعلموا من الأصحاء الأسوياء.. ولا تتأثروا بالمرضي وغير العقلاء.