موعد أذان الفجر اليوم في القاهرة وجميع المحافظات للصائمين يوم عرفة    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 5 يونيو 2025    المصرية للاتصالات WE تعلن الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس في مصر    إعلام فلسطيني: الاحتلال يقصف بكثافة خيام نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة    جماهير الأهلي تطالب بمحاسبة هاني شكري.. وتحرك قانوني عاجل    «وكمان تيشيرت أحمر».. مدرب الزمالك السابق يتحسر على انتقال زيزو إلى الأهلي    «صحة مطروح» تستعد لعيد الأضحى    أكثر من مليون ونصف حاج.. بدء تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث سير ببني سويف    لقطات جديدة من حفل زفاف محمد شاهين والمنتجة رشا الظنحاني، ومفاجأة من العروس (فيديو)    تهنئة عيد الأضحى 2025.. أجمل عبارات التهنئة لأحبائك وأصدقائك (ارسلها الآن)    الإفتاء تحسم الجدل.. هل تسقط صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد؟    ما هى أوقات استجابة الدعاء في يوم عرفه 2025 وأفضل الأعمال المستحبة؟.. الإفتاء توضح    غرفة عمليات ذكية لضمان أجواء آمنة.. صحة مطروح تُجهز الساحل الشمالي ل صيف 2025    أوكرانيا تعتمد على زيادة إنتاج الأسلحة في الخارج    «الطقس× العيد».. حار إلى شديد الحرارة وتحذير من الشبورة والرياح واضطراب الملاحة (نصائح الأرصاد)    «الأرصاد» تكشف عن حالة الطقس اليوم الخميس.. والعظمى بالقاهرة 35    ب3 أرقام.. كريستيانو رونالدو يواصل كتابة التاريخ مع البرتغال    أحمد سالم: صفقة انتقال بيكهام إلى الأهلي "علامة استفهام"    بحضور نجوم الفن.. حماقي وبوسي يحييان حفل زفاف محمد شاهين ورشا الظنحاني    رسميًا.. الهلال السعودي يعلن تعاقده مع سيموني إنزاجي خلفًا لجيسوس    البيت الأبيض يرد على انتقادات ماسك لقانون الموازنة: العلاقات متناغمة وترامب ملتزم بدعم القانون    أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق يكرم حفظة القرآن الكريم بمدينة طهطا    9 ذو الحجة.. ماذا يفعل الحجيج في يوم عرفة؟    سعر السمك والجمبري والكابوريا بالأسواق اليوم الخميس 5 يونيو 2025    نجاح أول جراحة لاستبدال الشريان الأورطي بمستشفى المقطم للتأمين الصحي    نصائح مهمة يجب اتباعها على السحور لصيام يوم عرفة بدون مشاكل    صحة الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى خلال إجازة عيد الأضحى    التعليم العالى تعتزم إنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية    القائد العام للقوات المسلحة ووزير خارجية بنين يبحثان التعاون فى المجالات الدفاعية    قبل صدام بيراميدز.. كم مرة توج الزمالك ببطولة كأس مصر بالألفية الجديدة؟    نجاة السيناريست وليد يوسف وأفراد أسرته من حادث سير مروع    أغانى الحج.. رحلة من الشوق والإيمان إلى البيت الحرام    أيمن بهجت قمر يحتفل بتخرج ابنه: أخيرا بهجت عملها (صور)    "عاد إلى داره".. الرجاء المغربي يعلن تعاقده مع بدر بانون    مطار العاصمة الإدارية يستقبل أولى الرحلات القادمة من سلوفاكيا على متنها 152 راكبا (صور)    الرسوم الجمركية «مقامرة» ترامب لانتشال الصناعة الأمريكية من التدهور    محافظ الدقهلية يتابع عمليات نظافة الحدائق والميادين استعدادا للعيد    الوزير: "لدينا مصنع بيفتح كل ساعتين صحيح وعندنا قائمة بالأسماء"    وزيرة البيئة تنفي بيع المحميات الطبيعية: نتجه للاستثمار فيها    حدث ليلًا| استرداد قطعًا أثرية من أمريكا وتفعيل شبكات الجيل الخامس    دعاء من القلب بصوت الدكتور علي جمعة على قناة الناس.. فيديو    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عزون شرق قلقيلية بالضفة الغربية    الأمم المتحدة تدعو إلى التوصل لمعاهدة عالمية جديدة لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية    «مدبولي» يوجه الحكومة بالجاهزية لتلافي أي أزمات خلال عيد الأضحى    نجل سميحة أيوب يكشف موعد ومكان عزاء والدته الراحلة    "عصام" يطلب تطليق زوجته: "فضحتني ومحبوسة في قضية مُخلة بالشرف"    التأمين الصحى بالقليوبية: رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات استعدادًا لعيد الأضحى    مسابقة لتعيين 21 ألف معلم مساعد    دبلوماسية روسية: أمريكا أكبر مدين للأمم المتحدة بأكثر من 3 مليارات دولار    مفتي الجمهورية يهنئ رئيس الوزراء وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى المبارك    «الأوقاف» تعلن موضوع خطبة عيد الأضحى    حفروا على مسافة 300 متر من طريق الكباش.. و«اللجنة»: سيقود لكشف أثري كبير    مصادر مطلعة: حماس توافق على مقترح «ويتكوف» مع 4 تعديلات    مصر تطلع المبعوث الصيني للشرق الأوسط على جهود وقف النار في غزة    نور الشربيني تتأهل لربع نهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للاسكواش وهزيمة 6 مصريين    فوائد اليانسون يخفف أعراض سن اليأس ويقوي المناعة    وفد الأقباط الإنجيليين يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية في حوار لا تنقصه الصراحة:
البرلمان استغل توكيل الشعب وباع الجمعية التأسيسية لنفسه
نشر في الأخبار يوم 10 - 05 - 2012


د. صفوت البىاضى أثناء حواره مع » الأخبار «
هو ليس مجرد رجل دين يشغل منصب رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر لكنه مفكر وتربوي له العديد من الكتب والمقالات شغل منصب رئيس مجلس كنائس الشرق الاوسط لمدة 6 سنوات ولايزال الرئيس الفخري له، اختير أمينا عاما لمدارس سنودس النيل الانجيلي لمدة 02 سنة، حصل علي بكالوريوس العلوم اللاهوتية عام 16 ثم درجة الماجستير في القانون من جامعة القاهرة عام 17 والماجستير في التربية من جامعة نيويورك عام 07 ودرجة الدكتوراه من سان فرانسيسكو عام 59 اختير عضوا باللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، هو القس الدكتور صفوت البياض رئيس الطائفة الانجيلية بمصر.
حاورته »الأخبار« في قضايا لا تنقصها الصراحة قال ان الأحداث الأخيرة التي تشهدها مصر لا تسر عدوا ولا حبيبا وانه ليس ضد أي مرشح للرئاسة يفصل بين علاقته الدينية والمصلحة العامة للوطن ويري ان البرلمان خرق اتفاقه مع الشعب وباع التوكيل لنفسه في الجمعية التأسيسية للدستور وأوضح أهمية إضافة الفقرة الخاصة بالأقباط في المادة الثانية للدستور وتحدث عن الزواج المدني للأقباط وموافقته علي رسامة المرأة قسا في الكنيسة وأشياء أخري في هذا الحوار..
في البداية ماذا عن رأيك في الأحداث التي شهدتها مصر في الأيام الأخيرة؟
لا تسر عدوا أو حبيبا وهي تمثل خطرا ينهش في جسد الأمة.. فلا يعقل ان نسعي لهدم آخر أركان الدولة المصرية متمثلة في وزارة الدفاع.. هذا ليس من الثورة فالمظاهرات والشباب الذين يشاركون عموما نوعان.. الأول مخلص يتمني ان يأخذ خطوة للأمام يتطلع إلي مزيد من الحريات خاصة ونحن عشنا عصرا من الظلم والقهر والتضييق علي الحريات منذ عام 2591 حيث كان لا صوت يعلو علي صوت المعركة وبعد انتهاء المعركة وتحقيق النصر وتوقيع اتفاقية سلام لم يحدث شيء والوضع ظل علي ما هو عليه ولم يجد الشباب أنفسهم في أي موقع ويقف عدد كبير منهم في طابور البطالة ومن يجد عملا منهم يتقاضي مرتبا صغيرا لا يكفي متطلبات الحياة وتأثيث عش الزوجية ويظلون يعيشون في تخبط مع أمواج الحياة.
والنوع الثاني من الشباب الذين يندفعون للمشاركة في الأحداث هم المستغلون الذين يجدون أنفسهم في الفوضي ويروجون لبضاعتهم ويحصلون علي مصدر رزق حتي لو كان علي حساب مصلحة الوطن وللأسف هناك تيارات سياسية وحزبية تدفعهم للتخريب وتستغلهم عن طريق الأموال وأحيانا باسم الدين حتي ان كثيرا من المظاهرات يغلب عليها النزعة الدينية مع ان الدين هو علاقة الإنسان بالله ويجب ابعاد الدين عن السياسة حتي ينصلح حال الأمة.
وقال علي العموم ادعو للهدوء لأن الفترة المتبقية لتسليم السلطة قاربت علي الانتهاء.
مصلحة الوطن أولاً
هل تؤيد مرشحا إسلاميا للرئاسة؟
أؤيد المرشح الذي يضع مصلحة الوطن في أول اهتماماته والذي يفصل بين علاقته الدينية والمصلحة العامة للوطن.. فالدين كما قلت هو علاقة بين الإنسان والله كما ان السياسة لا تعرف العداوة الدائمة ولا الصداقة الدائمة ولكن تعرف المصلحة الدائمة فالمصالح هي عصب السياسة عكس الدين الذي يضم قيما غير متغيرة وثابتة تستمر مع الإنسان في كل الظروف والأزمان. وقال علي سبيل المثال فإن فضائل الصدق والأمانة والاحترام والعطاء والاخلاص والوفاء هي قيم روحية لا تتغير لكنها تتغير في السياسة.
وانا لا أرفض رئيسا متدينا يعرف الله يكون أمينا مخلصا يعطي كل ذي حق حقه لا يفرق بين أحد حتي لو كان مختلفا عنه في العقيدة أو الدين. وأرفض المرشح الذي يخلط السياسة بالدين مستغلا ذلك في تحقيق مصالحه الشخصية أو الحزبية.
ما هو موقف الكنيسة من الانتخابات؟ ضحك وقال إذا حدثت انتخابات.. فإذا استمر الحال علي ما هو عليه من اضطرابات ومظاهرات تعصف بالوطن وبدون وضع دستور أو حتي الاتفاق علي مواد الدستور فلن تجري انتخابات. إذن لابد ان يحدث الاستقرار أولاً، كما ان الكنيسة تشجع المواطنين علي ممارسة حقهم الانتخابي فهذه أمانة يجب ان يؤدوها ويختاروا من يرونه صالحا للفترة القادمة دون ضغوط من أحد فالجميع أصبح اكثر وعيا في السياسة بعد ثورة 52 يناير.
مشكلة وضع الدستور
كيف تري استمرار الخلاف حول الجمعية التأسيسية للدستور؟
أنا أول من كتبت انه لا يجوز ان يشارك احد من البرلمان في كتابة أو لجنة وضع الدستور فهذا ليس اقلالا من دور وقيمة البرلمان ولكن لتعارض المصالح، فالبرلمان ينوب عن الشعب وهو وكيل من الشعب والدستور هو خارطة الطريق لكل الشعب بما فيها البرلمان بشقيه الشعب والشوري، وأعطي مثالا بأنه لو اراد إنسان ان يوكل إنسانا آخر بشأن شراء سيارة أو منزل أو أي شيء ثمين وقام الوكيل باستغلال التوكيل وباع لنفسه الشيء الذي أؤتمن عليه فإنه يكون قد خان الأمانة وخرج عن مبادئ الاتفاق، وفي هذه الحالة فإن مجلسي الشعب والشوري قد باعا لنفسيهما توكيل الشعب بتشكيل لجنة وضع الدستور وهذا هو الخطأ.
ما هي أهمية إضافة الفقرة الخاصة بالأقباط في المادة الثانية ؟
اشكر فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي اضافها في وثيقته إيمانا منه بأنها لا تضر المسلم في شيء ولانها تجنب الأقباط الصدام مع القضاء كما حدث في السنوات الماضية.. حيث ان عبارة ولغير المسلمين ان يلجأوا إلي الاحتكام لشرائعهم في أحوالهم الشخصية.. فإذا تركت المادة الثانية كما هي فهذا يعني ان الأقباط لهم الحق في الجمع بين أكثر من زوجة ولهم حق التطليق وهو ما يختلف عن شريعة الكتاب المقدس وعندما يلجأ احد لطلب الزواج الثاني للمحكمة تقضي له بذلك وتلزم الكنيسة.. وهو من الصعب تطبيقه لانه مخالف للشريعة ويقال ان الكنيسة فوق القانون لذلك يجب حسم هذه الأمور بإضافة هذه الفقرة في الدستور وكما قلت لا تضر أي مسلم بل تخدم مصلحة الوطن.
قيل إنك تشجع الزواج المدني.. هل هذا صحيح؟
انا لا اشجع الزواج المدني في مصر.. لكنه واقع وحقيقة موجودة فعندما يتزوج قبطي مصري من فتاة أجنبية سواء عربية أو أجنبية يتم كتابة العقد في الشهر العقاري وإذا تم اقامة حفل في الكنيسة يكون مجرد احتفال اشهار وليس للكنيسة دور في توثيق العقد لان الزواج الكنسي يكون لمتحدي الملة والطائفة فقط.
وقلت ان الراغبين في الزواج المدني ليس لهم الحق في ان تدخل الكنيسة طرفا فيه ولا يتم التوثيق عن طريقها.. ومع ذلك لا تمنعهم من حضور الاجتماعات الروحية لان الكنيسة مفتوحة أمام الجميع.
حوار الثقافات
لجنة الحوار بين الأديان كان لك دور فاعل فيها.. إلي أين وصلت وهل مازال هناك تواصل لدورها؟
أفضل ان اسميها لجنة حوار الثقافات وليس حوار بين الأديان وهذه اللجنة لعبت دورا كبيرا في عهد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل وقداسة البابا شنودة الذي رحل ايضا واستمر دورها مع الشيخ الطيب من خلال جلسات حوار مع مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط شاركت فيها الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية مع الأزهر للتقريب بين القيم الروحية المشتركة في الأديان. وقال ان تفضيلي لتسميتها لجنة حوار الثقافات لانه لا يوجد أحد يقبل ان يتنازل عن دينه، كما ان نصف سكان العالم لا يتبعون أيا من الديانات الثلاث وبالتالي يتم استبعادهم عندما نقول حوار الأديان.. لكن في حوار الثقافات لا يمكن فصل الثقافة عن القيم الروحية والدينية والإنسانية.. المهم هو التواصل والتعاون والالتزام بالقيم الإنسانية المشتركة.
هل انت راض عن أداء البرلمان؟
لا اتصور ان برلمانا يغلق أبوابه ويترك قضايانا المشتعلة والمظاهرات التي تحرق البلد ولم ينزلوا للشباب الذي اختارهم ليقفوا بينهم ويثبتوا مطالبهم أو يقوموا بتوعيتهم ضد الخطر الذي ينتظر مصر من احداث العنف وتعطيل الانتخابات. أعضاء البرلمان اكتفوا بأن يجلسوا في الغرف المكيفة والبدلات السخية والشعب يموت جوعا في الخارج، نواب الشعب أصبحوا بعيدين عن الشعب.
هل تتوقع ان يناقش المجلس قانون دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية لغير المسلمين؟
إذا كان البرلمان لم يهتم بالقضايا الحياتية التي تهم معظم الناس فهل يضع علي أجندته مثل هذه القوانين حتي قانون الثانوية العامة الذي اصدره المجلس هو قانون فوقي لم تتم دراسته أو الاستعداد له ولم يسمعوا لاصحاب الشأن من المتخصصين لتجهيز المقررات الدراسية وبحث الاستعداد في المدارس وسماع رأي أولياء الأمور والطلاب أنفسهم.
كما لم يتم حتي الآن الانتهاء من تطبيق الحد الأدني للأجور والحد الأقصي للدخول الذي يحدث شرخا كبيرا في المجتمع ويحقق العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة.
دور جديد
تقييمك لأداء المجلس العسكري في الفترة الانتقالية؟
المجلس العسكري وجد في ظروف اضطرارية لم يكن مخططا لها بأن يتسلم السلطة.. وكان الهدف هو انقاذ البلاد.. ولان هذا الدور جديد علي أعضاء المجلس فقد كانت لهم اخطاء غير مقصودة وكانت بدايتها الاعلان الدستوري الذي يمثل الولادة بدون أب فقد ترك هذا الاعلان الأمور تفسر علي طريقة المصطبة أو التفاهم العرضي، البرلمان يفسر بطريقته والمجلس يفسر بطريقته.. ولو جاء الدستور أولا الذي هو شهادة ميلاد للمؤسسات والسلطات وأوضح خارطة الطريق لما كنا عشنا هذه الاضطرابات والاحداث التي استمرت اكثر من اللازم.. وفي نفس الوقت كان يجب ان يحدث نوع من التقارب والتفاهم بين المجلس العسكري والبرلمان والحكومة حتي نعبر بالبلاد هذه المرحلة الحرجة في تاريخ مصر.
تبادلتم الزيارات مع وفد من جماعة الإخوان المسلمين ووقعتم بروتوكولا مشتركا.. هل هناك من جديد؟
بالفعل قمنا بزيارة لمقر الإخوان في المقطم وردوا لنا الزيارة في مقر الطائفة الانجيلية بمصر الجديدة انطلاقا من تشجيع الحوار بين جميع الفصائل من ابناء مصر وهناك مثل يقول تكلم فأعرف من انت. لقد جاء الوقت لنسمع الإخوان المسلمين وعلي المجتمع ان يحكم.. وقد كان اللقاءان طيبين وتم توقيع بروتوكول بيننا أكدنا خلاله ان كل ابناء الوطن شركاء في مصير واحد ومستقبل واحد لهم نفس الحقوق والواجبات وان احترام العقائد والمقدسات واجب علي الجميع والتصدي لأي ازدراء بعقائد الآخرين والحض علي كراهيتهم وكذلك اكدنا حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية والحق في بناء دور العبادة واصلاحها وترميمها دون عائق وحق اصحاب كل ديانة في الاحتكام لشرائعهم في أحوالهم الشخصية. وتم الاتفاق علي تشكيل لجنتين لتفعيل التعاون بيننا ولم يحدث من ذلك شيء حتي الآن.. ونتمني ان نري هذه البنود تتحقق علي أرض الواقع.
وماذا عن تقييمك للمجلس الاستشاري؟
أمام قلة خبرة أعضاء المجلس العسكري وصدامهم مع القوي السياسية كان لزاما ان يتم تشكيل مجلس استشاري يعمل علي التقارب بين العسكري والقوي السياسية والثورية وقد اجاد هذا المجلس إلي حد ما وأري ان يكون للرئيس القادم مجلس استشاري يضم عددا من المستشارين في جميع المجالات بعيدا عن الحكومة لتقديم النصح للرئيس وتوجيه نظره في حالة الخطأ.
وماذا أيضا عن علاقتك بالأزهر والأوقاف؟
الشيخ أحمد الطيب هو طيب الأصل وهو اسم علي مسمي.. تجمعني به علاقة حب بأسرته في الأقصر وقت ان كان رئيسا لجامعة الأزهر وهو إنسان عاقل وحكيم ووطني. كما ان الدكتور القوصي وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي الديار من الشخصيات المحترمة الوطنية وعلاقتنا بالأزهر والأوقاف لم تنقطع.
وعلاقتك بالبابا شنودة.. وهل كان يحدث بينكما تنافر؟
البابا شنودة من الشخصيات النادرة في التاريخ لثقافته وطول خبرته في المنصب حيث يعد احد 7 بطاركة في تاريخ الكنيسة يقضي اكثر من 04 عاما في منصبه، اضافة إلي ثقافته السياسية التي جعلته يفهم في السياسة اكثر من السياسيين.. كل هذه الصفات جعلت منه شخصا متفردا.
وقال أهم صفات البابا شنودة انه انفتح علي المجتمع عندما اقام موائد الافطار الرمضانية وجعل إخوننا المسلمين يدخلون الكنائس ويعرفون ما بداخلها ونتبادل الحب علي المائدة التي لا يعرفها الغرب حيث من فضائل الشرق »اكل العيش والملح معا« وما له من دور في التقارب الفكري والوجداني.. ومن أهم مواقفه عندما قاطع زيارة القدس عام 77 وهو قرار مؤلم له شخصيا ومؤلم للكنيسة حيث ان له تواجدا في القدس »مطران ودير ورهبان« لها أصول تاريخية ومع ذلك وضع كل هذا جانبا انتصارا للحق ومن أجل الصالح العام ليقول للشعب الإسرائيلي انه مصري مع العدل والحق ويعطي درسا لاسرائيل انه إذا لم تحل القضية الفلسطينية وان لم تتوقف سياسة القهر والعنف ضد الشعب الفلسطيني فلن يزور القدس.
رجال الأعمال
اين رجال الأعمال الأقباط؟
اعتقد انهم موجودون. رجل الاعمال اهتمامه الأول اعماله ومشروعاته وإذا لم يكن المناخ معدا لا يغامر برأسماله.. حيث معروف ان رأس المال جبان.. يهرب من الجو غير المستقر والمشكلة حاليا ان المصانع متوقفة والقرارات متوقفة والاستثمار يحب المناخ الهادئ وعموما بعد انتخابات الرئاسة تستقر الأمور ويظهر جميع رجال الاعمال بما فيهم الاقباط بشرط ان تقدم الحكومة لهم التسهيلات والوعود اللازمة لتشجيعهم.
يتردد ان نحو 001 ألف قبطي هاجروا من مصر بعد الثورة خوفا من سيطرة الإسلاميين علي البرلمان؟
لا اعتقد صحة هذه الأرقام هناك كثير من الشباب يخرج للبحث عن فرصة عمل سواء في دول عربية أو أجنبية وانا اشجع ذلك بدلا من ان يتعرضوا للغرق في البحر اثناء الهجرة بطرق غير شرعية.
وقال مسألة الخروج الجماعي للأسر أنا لا أحبذها أو اشجعها لان الله الموجود في مصر هو الموجود في أمريكا أو استراليا وكندا وهي الدول التي تفتح باب الهجرة فقط.. والإنسان الذي يؤمن ان عناية الله تحيط به يعرف ان الخطورة موجودة في كل مكان واعتقد ان خروج الاقباط من مصر خسارة للمسلمين وخسارة لمصر وهو وضع لا يرضاه من يتقلدون الحكم حتي لو كانوا من الاسلاميين لان قوة مصر في وحدة نسيجها الوطني.
ما رأيك في أحداث الفتنة الطائفية؟
الفتنة الطائفية أساسها الجهل والانغلاق علي الآخر. علينا كمسيحيين ان نشارك اخوتنا المسلمين بما عندنا دون تفرقة وننفتح عليهم ونقسم اللقمة بيننا نبدأ بأنفسنا ولا ننتظر الآخر نكون سباقين في العطاء وهذا ليس رياء ولكن حسب تعاليم المسيح.. وبذلك نكسر الحاجز بيننا ونكسب محبة الجميع.
أخذ سنودس النيل الانجيلي قرارا برسامة المرأة قسا وقوبل هذا القرار باستهجان من البعض ما ردك؟
لا أري ان هناك فرقا بين المرأة والرجل فالله خلق الإنسان ذكرا وأنثي.. كما ان الله روح ولا يوجد روح ذكر أو أنثي، فهو ليس عنصريا وهناك بعض المتشددين الذين يأخذون قول الرسول بولس »فلتصمت المرأة في الكنيسة« عليهم ان يفرقوا بين الجو الذي كتبت فيه هذه النصوص حيث كان مختلفا كليا عن الآن كما كان يقول انسيموس الذي ادعوه أخا وليس عبدا أي أنه كان هناك عبيد.. والآن لا يوجد عبيد.. المشكلة ان المجتمع الشرقي يفرق بين الرجل والمرأة وكلما ارتقي المجتمع كما في دول الغرب لا تجد تمييزا بين احد.
ما رؤيتك لمنظومة التعليم في مصر وكيف يمكن تطويرها لتساير النظم العالمية؟
مصر تأخرت كثيرا في المنظومة التعليمية مما جعل المدارس الخاصة تأخذ مكانة أعلي بكثير من مدارس الدولة في حين ان في العالم المتقدم تجد المدارس الحكومية أفضل بكثير من المدارس الخاصة بالامكانيات المتاحة لها.
وأشار في هذا الشأن إلي ان المنظومة التعليمية تحتاج إلي تغيير جذري يتمثل في إعداد المدرس عمود العملية التعليمية بشكل جيد ورفع مستواه المهني والعلمي والمادي وتطوير المدارس وكذلك تطوير المناهج الدراسية.
متي نري رئيس مجلس الشعب أو الشوري مسيحيا؟
عندما نجد أعضاء مسيحيين موضحا ان شعبنا لم يصل بعد إلي النضج السياسي ومازال الشخص المناسب هو القريب مني أو المشترك معي في الثقافة الدينية أو الاجتماعية وبالتالي أصبح صعبا وصول عدد من مرشحي الاقباط للبرلمان وتعجب لماذا لا تطبق تجربة الكوتة للاقباط في البرلمان وهو نظام مطبق حاليا في تجربة ال05٪ للعمال والفلاحين. وكان مطبقا بالنسبة للمرأة.. ثم ان كوتة العمال والفلاحين اصبح لا يستفيد اصحابها منها حيث سطا عليها كثير من أصحاب السلطة والجاه واستولوا عليها من أصحابها.. فإذا ترك الأمر لاختيار الأغلبية للاقباط لا يختار أحد.
كما ان الكوتة علاج لمرض لا علاج له وان تطبيق جزء منه علي بعض الفئات يجعل القانون أعرج وتطبيقها لا يحرم المجتمع من فئة مهما كانت نسبة تمثيلها في المجتمع من المشاركة في الحياة السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.