جلال عارف إذا كانت الدولة ستقف عاجزة عن محاسبة واحد مثل الأخ أبو إسماعيل وهو يرتكب جرائم التزوير في أوراق ترشيحه، ثم وهو يقوم بتحريض أتباعه علي محاصرة وزارة الدفاع وبدء كارثة العباسية.. فعلينا أن نقرأ الفاتحة علي القانون، وأن نستعد للأسوأ من كوارث أبو إسماعيل!! وإذا كانت الدولة لم تعد تلك القدرة علي محاكمة رجال راشدين ومسئولين عن قوي سياسية فاعلة، يدعون علنا للكفاح المسلح إذا لم تخضع المؤسسات الرسمية لرغباتهم وتحقق مصالحهم الشخصية.. فعلينا أن ننتظر الفوضي القادمة، وأن نعد قبور الضحايا والشهداء من الآن!! ومادامت الدولة تترك منابر المساجد للجهلة أو المغرضين، فعلينا ان نعذر البسطاء الذين تم التغرير بهم باسم الدين الحنيف، وعلينا أن ندرك فداحة الجريمة التي يرتكبها خطيب يقف وسط ميدان العباسية في مناخ ملتهب فلا يراعي الله في وطنه، ويتحدث كأنه ذاهب لقتال كفار قريش!! ومع ذلك فما قاله هذا الخطيب لا يقارن بما قاله آخر كان الناس يتحملون جهله الذي ينشره من علي منبر يفترض الا تقال منه الا كلمة الحق. ولكن حين يتطور الامر الي الدعوة لتعليق المشانق لقادة جيش مصر، ولاقتحام مؤسسات الدولة، وحين يتم ذلك باسم الدين البرئ من هذه الجرائم في حق الوطن.. فإن سكوت الدولة يصبح جريمة أكبر لا يمكن التسامح فيها!! أسوأ ما يمكن ان يحدث.. ان يكتفي الجميع بتبرئة أنفسهم، وبتكرار الحديث عن حق التظاهر السلمي الذي لا خلاف عليه، وعن أخطاء ارتكبناها جميعا في إدارة المرحلة الانتقالية، وعن صراع محموم علي السلطة لا أعرف ماذا بقي منها ليكون موضع صراع!! ثم.. نغمض العيون عن المخاطر الكبري التي أصبح علينا ان نواجهها بعد كارثة العباسية. إن الذين اختطفوا الثورة من اصحابها الحقيقيين، يحاولون الآن أن يفقدوها أهم ما انتصرت به وهو أنها كانت وظلت رغم كل التحديات »ثورة سلمية«.. في كارثة العباسية تسلل السلاح مع فئة تريد ان تحيل نداءات التحريض علي الكفاح المسلح التي سمعناها في الفترة الاخيرة الي واقع مدمر للثورة وللوطن! المشهد الآخر الذي لا يمكن تجاهله أو التعامل معه باستخفاف، هو ما أشرنا اليه بالأمس من وجود محمد الظواهري وأعوانه ورفع رايات »القاعدة« السوداء والهتاف لبن لادن والدعوة للجهاد ضد مجتمع الكافرين.. لقد واجهنا هذا »الارهاب« من قبل ودفعنا الثمن غاليا. فلا تغمضوا العيون، ولنواجه الخطر قبل ان يتوحش.