الأستاذ :- محمد بركات ما يحدث ويجري في العباسية، وشارع الخليفة المأمون، هو بالقطع محاولة خطيرة ومريبة لتكرار السيناريو المأساوي أو الكارثي، إذا أردنا التعبير الصحيح، بكافة فصوله ومشاهده، وسط حالة من حالات التجاهل، وعدم الاهتمام، توحي بشبهة الموافقة الصامتة، من جانب العديد من القوي والفاعليات والأحزاب السياسية المتواجدة علي الساحة، وهو ما يثير الدهشة والاستنكار في ذات الوقت. هذا الذي يجري أمام محيط وزارة الدفاع، وحولها، من اعتصامات، ومظاهرات، وانفلات خارج إطار السيطرة وخارج اطار الالتزام بالقانون، هو في حقيقته ومضمونه محاولة مشبوهة، ومرفوضة،لإثارة الفوضي، ودعوة لإشاعة العنف، وتهديد حقيقي لأمن واستقرار الوطن، وسعي خبيث وواضح لتعطيل المسيرة الوطنية نحو الانتخابات الرئاسية، وتسليم السلطة لإدارة مدنية منتخبة مع نهاية الشهر القادم. ومن الواضح أن هناك إصرار مرضيا خبيثا ومشبوها من قوي وجهات بعينها، علي جر البلاد والعباد الي حالة من العنف والفوضي غير الخلاقة، وذلك بمحاولة استدراج القوات المسلحة، أو إجبارها، بكافة الوسائل والطرق علي الصدام والعنف مع الشراذم المنفلتة والخارجة علي القانون، والساعية للاعتداء علي مقر وزارة الدفاع، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن المسئولية والواجب الوطني والقانون، والشرف العسكري، يلزم جميع أفراد قواتنا المسلحة بالدفاع والذود عن هذا المقر باعتبارها رمزا لشرف العسكرية وهيبة الدولة في ذات الوقت. وهناك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها علي الجميع الآن، ويأتي في المقدمة منها: هل هؤلاء الساعون للاعتداء علي مقر وزارة الدفاع هم من الثوار،..، أم من أعداء الوطن، والساعين لهلاكه، والمستهدفين لسقوط الدولة المصرية، وهدم العمود الرئيسي والصلب الذي يحفظ عليها أمنها واستقرارها، وسلامتها، وهيبتها، وهو قواتها المسلحة؟! ولمصلحة من يعمل هؤلاء؟ ومن يدفع بهم الي محيط وزارة الدفاع، ومن يمولهم وينظم صفوفهم؟! وأخيرا وليس آخرا نأتي الي الدور الغائب للقوي السياسية، وحزب الأغلبية بالذات، وكذلك البرلمان، في هذه الكارثة وصمتهم المثير للانتباه أمام محاولة واضحة وغير مسئولة لإعادة تكرار السيناريوهات المأساوية والتي لا ينجم عنها سوي الإنفلات والعنف والفوضي والمزيد من الضحايا. ونواصل غداً إن شاء الله.