مرة أخري نعود للحديث عن بيت العائلة وكيف تربينا ومن الذي تولي تربيتنا ؟.. تربيت في بيت العائلة كمعظم أبناء جيلي.. كان يعيش في البيت جدي وجدتي ووالدي ووالدتي وأخواتي وعمي وزوجته وأولاده وعمتي.. كان يجمعنا الطعام والحديث الطيب.. أجلس بجوار جدي لأستمع لصوته العذب في قراءة القرءان وأذهب معه لأداء الصلاة في أوقاتها في المسجد.. خاصة صلاة الفجر حيث كان يوقظني قبل الفجر في ساعتين بدون مبالغة.. يقف بجوار سريري ويوقظني بحب وحنان حتي أستفيق وهو لا يمل.. يسبح علي مسبحته التي أفتح عيني علي نورها.. وكان يعلمني الأحاديث الشريفة والحكمة وكيف أمشي في الشارع لا أستبق مسناً وعجوزاً وعندما أسأله يقول لي حتي لا يشعر العجوز بالضعف.. وحببني في القراءة خاصة كتب التراث والتاريخ وقراءة الصحف.. ألحقتني الأسرة بكتاب البلدة.. وعندما أحفظ أي سورة تجتمع الأسرة في المساء ويستمعوا لما حفظت من القرءان وأجد في عيونهم الحفاوة بي وتشجيعي.. تعلمت من جدي لأبي الكثير وتأدبت علي يديه من مكارم الأخلاق.. كان جدي موظفاً في السكة الحديد وظل يعمل حتي خروجه علي المعاش حتي توفي عن عمر يناهز 82 سنة.. رحمه الله.. هذا واحد ممن تربيت علي أيديهم ولا يتسع المقام هنا لسرد المزيد معه وعنه والقائمة تطول.