جدل كبير أثارته الزيارة المفاجئة التي قام بها المفتي المصري الشيخ علي جمعة للمسجد الأقصي منذ اسبوع والتي صاحبها غضب شديد من تصرف المفتي الذي كان بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لنوع جديد من التطبيع مع المحتل الإسرائيلي الذي أصدر قراره في نفس الوقت بمنع الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس من دخول الأقصي لمدة شهرين. وقد كان لنا هذا الحوار مع الشيخ عكرمة ليوضح لنا حقيقة ما يحدث في الأقصي. في البداية لماذا اصدرت اسرائيل قرارها بمنعك من دخول المسجد الأقصي لشهرين؟ ليست هذه هي المرة الاولي التي امنع فيها من دخول الأقصي فهذه هي المرة الثالثة التي يصدر فيها الاحتلال الاسرائيلي هذا القرار والهدف واضح وهو أنهم يريدون كتم الافواه وتوقيف أي معارض لتصرفات الشرطة الإسرائيلية التي تقوم بإدخال الجماعات اليهودية المتطرفة إلي باحات المسجد الأقصي يوميا حيث يسيطر الاحتلال علي جميع بوابات الأقصي. كان لك رأي معارض للزيارة التي قام بها المفتي المصري والشيخ الجفري للمسجد الأقصي قبل أيام..ما السبب؟ الذي يستطيع ان يمنع الناس من دخول الأقصي هو الذي بيده السماح لهم بزيارته واحب ان اوضح ان الدخول إلي القدس يتم بطريقتين إما من خلال تأشيرة إسرائيلية وإما من خلال تنسيق أمني إسرائيلي أي أن في الحالتين اسرائيل هي التي تتحكم في من يدخل إلي الأقصي. وبالتالي فإن أي زيارة يقوم بها رجال الدين الإسلامي للأقصي لن يحل المشكلة. فالقدس تحتضر وهي في حصار أشد من حصار غزة. ولا يجوز أن نشغل أنفسنا لأكثر من أسبوعين بالحديث عن قضية زيارة القدس هل هي مشروعة أم غير مشروعة؟ وهذا يبعدنا عن القضية الأساسية. هل تري أن ما يحدث من تطبيع ديني سواء مسيحي أو إسلامي وراؤه مخطط اسرائيلي؟ هذا صحيح فمن الواضح أن الهدف من هذه الزيارات هو إلهاء الناس واشغالهم بهذه القضية حتي تستمر إسرائيل في تهويد المدينة كما يحدث يوميا وبناء المستوطنات بالإضافة للأنتهاكات اليومية لباحات الأقصي .وبالتالي فإن هذه الزيارات لم تؤثر بشيء علي الوضع المزري الذي تعاني منه مدينة القدس ولا علي وضع القضية الفلسطينية عموما. ولكن هناك دعوات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمسلمين بزيارة الأقصي فما رأيك في ذلك؟ لا تعقيب علي هذه التصريحات وقد ابديت وجهة نظري في هذا الموضوع. ماذا عن حملة " أهلا فلسطين " التي قام بها نشطاء من انحاء العالم وقدموا للمطارات الإسرائيلية بهدف دعم القضية الفلسطينية؟ ما في شك أن أي صوت يأتينا من الغرب لدعم القضية الفلسطينية نحن نرحب به في فلسطين. وإسرائيل شعرت بخطورة هذا التوجه فمنعت هؤلاء النشطاء من الدخول ورحلتهم من مطاراتها وهذا يؤكد علي ما قلته سابقا في انها من يتحكم في موضوع الزيارات. فالزيارة التي تخدمها ترحب بها والزيارة التي تزعجها تمنعها. هل برأيك تأثرت صورة إسرائيل في العالم بعد منعها لهؤلاء النشطاء من دعم فلسطين؟ موقف اسرائيل من نشطاء السلام جعلها تنكشف أمام العالم بأنها دولة عنصرية غير حضارية محتلة ولكن العبرة في النهاية بالأنظمة الحاكمة في الغرب وخاصة أمريكا التي تدعم إسرائيل ظلما وبهتانا وتعارض الإسلام والمسلمين. هل هناك إجراءات ستتخذها للطعن في القرار الإسرائيلي بمنعك من دخول الأقصي؟ لا يوجد مجال للطعن فالمحاكم الإسرائيلية تخضع للأجهزة الامنية ولا يوجد قضاء إسرائيلي لذا لا فائدة ترجي من اللجوء لقضائهم . وانا لا اريد ان اعرض الأقصي للمحاكم كي لا نخضع الأقصي لقرارات محاكم اسرائيلية فهو أسمي من قراراتهم بكثير. في النهاية كيف تكون النصرة الحقيقية للاقصي والقضية الفلسطينية؟ النصرة للأقصي والقدس تكون بالإسراع في وضع ميزانية سنوية للقدس لتدعم مؤسساتها المختلفة ومنها المؤسسات الدينية والحل الآخر هو مسئولية الدول والحكومات بالعمل علي إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وتحرير الأقصي.