من حق جماعة الإخوان المسلمين، أن تدعو لمليونيات في ميدان التحرير للمطالبة بما يعتقدون - من وجهة نظرهم - أنه يحقق رغباتهم وأهدافهم.. كما أنه من حق قيادات الإخوان أن يستعرضوا قوتهم ويحشدوا أنصارهم، الذين لا يملكون غير السمع والطاعة لأوامر المرشد، وإلا كان مصيرهم الخروج من جنة الإخوان والفصل من الجماعة.. ومن حق حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية للإخوان - السعي للهيمنة علي كل السلطات والتكويش علي أغلب المناصب، ما دامت الساحة خالية، إلا من الإخوان الأكثر تنظيما وخبرة بألاعيب السياسة . لكن ليس من حق الإخوان ولا غيرهم الهجوم علي القوات المسلحة والإساءة لمجلسها الأعلي - عمال علي بطال - وكأنها أصبحت اللبانة التي يتشدق بها كل الباحثين عن أدوار في الشارع السياسي، خاصة أن الهتاف بسقوط حكم العسكر لم يعد له معني مع إقتراب نهاية الفترة الانتقالية، لكنه يتسبب في الوقيعة وزيادة الفجوة بين الشعب وجيشه الذي لا يريد قادته الاستمرار في الحكم يوما واحدا إضافيا. ورغم قناعتي أن المجلس العسكري قد فشل في إدارة المرحلة الانتقالية بامتياز، لأنه كان بالإمكان إدارة البلاد بحكمة أكثر قد تجنبها مخاطر عديدة، ومع يقيني أن المجلس العسكري اصطدم منذ توليه المسئولية بأشخاص يبحثون عن مصالحهم فقط وهو ما صعََّب مهمته، إلا أن كلمة الحق تفرض علينا أن نذكر أنه لو كانت الحسنة الوحيدة للجيش هي دعم الثورة وحماية الثوار فهذا يكفي، والتاريخ سيذكر لهم أنهم أدوا دورهم في ظروف صعبة وأحوال غاية في السوء. الغريب أن من ينادون بسقوط حكم العسكر، يريدون السيطرة ولو بالقوة علي كل شئ، فطموحهم يفوق الخيال وأحلامهم تناطح السحاب، لنكتشف أخيرا أننا تخلصنا من نقرة الحزب الوطني لنقع في دحديرة الحرية والعدالة، وقضينا علي حكم الفرعون مبارك لنقع في قبضة المرشد بديع!