أحمد جلال إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر في انتخابات الرئاسة لم يكن مفاجأة، رغم الذهول الذي أصاب البعض والصدمة التي شعر بها الكثيرون، لأن المنطق يؤكد أنها فرصة ذهبية للإخوان لكي يفوزوا بمقعد الرئاسة، والتاريخ يشهد أن الإخوان لا ترضيهم فكرة المشاركة وانما السيطرة والمغالبة، والعقل يقول إن السياسة لا تعرف الأخلاق، حتي لو كان من يمارسها هم الإخوان المسلمون، وإلا كيف تقوم الجماعة بترشيح نائب المرشد، رغم أن كل قيادتها وجعوا دماغنا وشبعونا تصريحات فشنك عن رفضهم القاطع ترشيح أحد قيادتها للرئاسة! الطريف أن أحد قيادات الإخوان ما زال يضحكنا رغم انتهاء المسرحية، عندما أعلن أن قرار الترشيح تم اتخاذه لأن الجماعة خاصمت المجلس العسكري لأنه رفض إقالة الجنزوري وطلعتله لسانها ورشحت الشاطر.. فهل هكذا يتم التحكم في مصير وطن ومصائر شعب؟! الغريب أن إعلان ترشيح الشاطر افتقد الكياسة المعهودة من الجماعة، والذكاء المفروض أن يتم به إعلان قرار بهذه الخطورة، فالطبيعي أن الشاطر مرشح حزب الحرية والعدالة وهوالمفروض حزب سياسي، ولكن وجود محمد بديع المرشد العام وكل قيادات الجماعة أعطي انطباعا بأنه تأكيد علي أن الشاطر مرشح ديني يلبس عباءة السياسة، والأغرب أن يرشح الإخوان المسلمون رجل أعمال للرئاسة، رغم أن أحد أهم أسباب قيام الثورة كان التخلص من سيطرة رجال الأعمال علي الحكم! مشكلة الإخوان الأزلية، أنهم يريدون التكويش علي كل شيء، وكأنهم يعيشون وحدهم، وهو ما يهيئ المجال لمزيد من الخلافات والمشاكل مع كل القوي الوطنية، ويفتح الباب لجدال كبير حول مصداقية الإخوان، خاصة أن من يريد كل شيء يخسر كل شيء. الإخوان اختاروا القرار الصعب في التوقيت الخطأ، ومن يقامر في السياسة يخسر نفسه وبلده، وللأسف مصر تمر بمنعطف خطير قد يعصف بها إلي دوامة من الصراعات، ونفق مظلم لا أحد يعلم نهايته. مصر بتضيع يا بديع!