في جلسة ساخنة شهدت الكثير من الشد والجذب كادت أن تفجر لقاء حول طبيعة الثورة المصرية والسورية وباقي ثورات الربيع العربي وإتفاقية كامب ديفيد بين أعضاء الوفد الصحفي المصري الذي يزور طهران حاليا من جانب وبين الدكتور علي أكبر ولاياتي المستشار الاعلي السياسي والدولي للقائد الاعلي للثورة الاسلامية الايرانية الامام الخامنئي - وأمين عام المجمع العالمي للصحوة الاسلامية من جانب أخر . في البداية أكد د. علي أكبر ولاياتي أن قطع العلاقات مع مصر بسبب توقيعها لإتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل جاء بناء علي رؤية وموقف طهران وليس بطلب من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وعلق أحد أعضاء الوفد الاعلامي بأن هذا المنطق مرفوض وأن إيران نفسها إعترفت بدولة أرمينيا المسيحية والتي إستولت علي جزء من أراضي أذربيجان المسلمة بل أن إيران ساندت أرمينيا ضد أذربيجان فعلق الدكتور ولاياتي أن إيران إعترفت بأرمينيا قبل إحتلال أراضي أذربيجان وقدمت مساعدات إليها . وحول عدم إطلاق النظام السوري رصاصة واحدة علي إسرائيل منذ 33 عاما لإسترداد أرضه المحتلة وكيف تثق إيران وبعض الشعوب العربية في النظام السوري ؟ قال ولاياتي يجب علينا حتي في الامور العسكرية أن نتدبر أمورنا وليست كل المواجهات لابد أن تكون مباشرة لكننا شاهدنا خلال السنوات الماضية وقوف النظام السوري مع المقاومة اللبنانية وحركة حماس ولا نري أي دولة عربية إلا سوريا وقفت مع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل . وأضاف أننا شاهدنا لأول مرة كسر إسرائيل من جانب حزب الله ومن جانب حماس في غزة مضيفا أن مصر قد أسقطت دولة حسني مبارك وسقطت معه. وعلق أحد أعضاء الوفد المصري بأن مصر كانت هي أول من كسر شوكة إسرائيل في حرب 73 وأن مصر قدمت ألاف الشهداء والتضحيات العديدة في حروبها ضد إسرائيل علي مدي عقود ووقفت وحدها تواجه إسرائيل ولايجب أن يزايد عليها أحد فماذا قدمت إيران لفلسطين كما أنها لم تقدم شهيداً واحدا. وأكد علي أكبر ولاياتي أن إيران تعتبر مصر وشعبها المركز الرئيسي للعالم العربي ثقافيا وفكريا وسياسيا مشيرا إلي أننا شاهدنا بداية الثورة المصرية وإجراء الانتخابات التشريعية وسوف نشهد قريبا إنتخابات رئاسية معربا عن الامل ان تنتهي الحركة التي بدأها الشعب المصري بتحقيق كافة أهداف ثورته التي حددها والمستقبل الذي يريدونه . وقال ولاياتي إن الصحوة الاسلامية كانت لها موجات عديدة علي مدي التاريخ الي أن سكنت ثم جاء الطور الثاني للصحوة الاسلامية مشيرا إلي أن الموجه الجديدة لهذه الصحوة بدأت الان من شمال أفريقيا في تونس ومصر. وشدد ولاياتي علي أن العالم الاسلامي لن يحقق أهدافه إلا بالوحدة الاسلامية وقال ان هناك محاولات جدية لتحقيق الوحدة الاسلامية بين الشيعة والسنة قائلا أننا لانريد جعل الشيعة سنة او العكس لكن هناك مشتركات بين المذاهب الاسلامية أكبر بكثير مقارنة بالمشتركات بين المذاهب المسيحية. وحول علاقة إيران بالاخوان المسلمين في مصر قال ولاياتي أن إيران لاتريد التدخل في شئون الدول الاخري وتري أنه إذا كان غالبية الشعب من السنة فإن إرادة الشعب هي التي ستتحقق. وحول مستقبل العلاقات بين إيران ومصر قال ولاياتي أن كل دولة بها أشخاص لهم وجهات نظر مختلفة لكننا نشاهد الاغلبية ويجب علينا ذلك بالاضافة الي أن ما شهدناه خلال هذه السنوات من شعب مصر ومفكريها أنهم يريدون العلاقات بين مصر وإيران وكذلك الامر من جانب شعب إيران فلدي الشعبين رغبة وحب كبير لتكون العلاقات بين الجانبين جيدة .