أكد علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي للشئون الخارجية، و علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيرانية أن ما وصلت إليه إيران من تقنية نووية سلمية يعد انتصارا للعالم الإسلامي ونجاحا لكل شعوب الدول الإسلامية يجب التضامن معه من جميع الشعوب الإسلامية. كما أشار ولايتي في حواره مع «روزاليوسف» إلي أن مستقبل مصر بعد الثورة سيكون جيدا لكن لابد من الحذر من بعض الجماعات المدفوعة من الخارج، كاشفا عن تفاصيل مجلس الصحوة العالمي الذي يضم ممثلين من 80 دولة والذي تعتزم إيران تدشين مجلس شوراه خلال الأيام المقبلة.. والعديد من القضايا التي تشغل الرأي العام الإيراني والعالمي.. فإلي نص الحوار: • بداية يتصدر الملف النووي الايراني اهتمام العالم حاليا نظرا للتهديدات المتزايدة علي إيران والتي وصلت لحد التهديد بالقصف من إسرائيل، فكيف ترون موقف الدول العربية والإسلامية من قضية الملف النووي الإيراني؟ إن الوصول إلي التقنية النووية في إيران هو نجاح للشعب الإيراني وكل الشعوب الإسلامية، ومن الطبيعي ان يفخر العالم الإسلامي بما حققته إيران من إنجازات في مجال التقنية النووية السلمية"، وظهور مواقف رسمة غير إيجابية تنسب لبعض الحكومات الإسلامية وإن كنا متأكدين أنها غير معبرة عن الشعوب الإسلامية والتوجه العام للعالم الإسلامي. • إذن ما المطلوب حاليا من الدول الإسلامية والعربية تجاه إيران؟ -لابد أن تقوم الحكومات الإسلامية والعربية بدعم الملف النووي الإيراني علي جميع المستويات في ظل هذا التعنت الغربي ضدنا والذي لا يخضع في اعتباره سوي لمصلحة إسرائيل. فإيران دولة إسلامية وحين يكون لها مفاعل نووي سلمي فإنها بذلك تخدم الحكومات الإسلامية، مشيرا إلي أن هذا الدعم يجب ان ينبع من الشعوب الإسلامية وحكوماتها علي السواء. • لكن قد يقف أمام هذا الدعم ما يتردد عن أن إيران تقف وراء مظاهرات المنامة والحركات الشعبية في اليمن، وتعادي مظاهرات سوريا؟ ما يقال أن إيران وراء المظاهرات في كل الدول العربية وتدعم كل الحركات الشعبية وما يقال حول البحرين غير صحيح جملة وتفصيلا وعلي من يتهم إيران بدعم حركات التغيير بالدول العربية ان يثبت هذا بدليل عملي، وأؤكد انه لم يوجد إيراني واحد وسط المظاهرات التي قامت في العاصمة البحرينية المنامة ولم يحدث أي تحريض أو أي دعم بأي شكل من إيران". أما ما يقال حول سوريا ودعم إيران للحكومة ضد الشعب فهو أيضا شائعات كاذبة بحاجة إلي توضيح، فإيران تري ضرورة الإصلاحات في سوريا وأعلنت ذلك، مع مراعاة ان سوريا هي المحور الرئيسي للمقاومة ضد الصهاينة، كما أن الحكومة السورية قامت بتأسيس جبهة التصدي والصمود علي الحدود مع إسرائيل ضد كامب ديفيد وأن المقاومة في فلسطين لم يكن لها ملجأ سوي سوريا كما حدث مع قيادات حماس والجهاد وخالد مشعل وباقي خطواتها في دعم القضية الفلسطينية. • كيف ترون في إيران مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير؟ لدينا أمل كبير لمستقبل مصر الحبيبة لا سيما أن العالم العربي ينظر إلي مصر وإلي دورها المهم والمحوري في المنطقة، وإذا اتخذت مصر مواقف إسلامية وثورية، فكل العرب يفعلون ذلك، ويشهد ويؤكد علي ذلك تاريخ مصر القديم وبعد الإسلام وعصر الخلفاء الفاطميين وحكومة جمال عبدالناصر. إن لدي الشعب المصري إمكانيات واستعدادات عالية ومتفوقة ونحن نقدرها وكجزء من الأمة الإسلامية لدينا أمل كبير في مستقبل باهر للشعب المصري ونأمل أن تكون مصر إحدي المجموعات الفاعلة للصحوة الإسلامية كما نقدر دور الطرق الصوفية في المجتمع المصري كمحبين لآل البيت وحرصها علي انهاء التفرقة في مصر. • ما العوائق والمخاطر التي ترونها تهدد مستقبل مصر؟ إن لدينا شبهات كثيرة حول بعض الجماعات التي تشكلت في القرن الماضي علي يد مجهولين ولهم أهداف خاصة ومن أبرزها المجموعة الوهابية، كما لدينا شكوك كثيرة عن اتصالات وعلاقات بعض المجموعات او الجماعات مع دول اخري ونحن نؤكد أن أيا من تلك الجماعات الإسلامية لن تنجح في إيجاد أي تفرقة في العالم الإسلامي وأن اعداء الإسلام لن يربحوا من تلك التفرقة، خاصة أن الوحدة المرجوة في العالم الإسلامي لها اسس حيث لا خلاف في الأصول بين المذاهب الإسلامية". • ما الخطوات التي تمت بخصوص إنشاء إيران مجلسًا عالميا للوحدة الإسلامية يضم 80 دولة من بينها مصر؟ شكلت إيران الأمانة العامة لمجلس الصحوة الإسلامية بعد الاجتماع الذي عقد بطهران منذ شهرين بمشاركة 700 عالم من مختلف الدول الإسلامية، وتم انتخابي من قبل المشاركين في المؤتمر أمينا عاما لمجلس الصحوة الإسلامية علي ان يكون مقر الأمانة العامة هو طهران، كما تقرر تشكيل لجنة الشوري العامة التابع للمجلس، وسيتم الأسبوع المقبل عقد اجتماع لاخيتار مجلس الشوري المركزية بحضور جميع المفكرين والعلماء من العالم الإسلامي سنة وشيعة وطرقًا صوفية. ونأمل استمرار حركة هذا المجلس ليؤثر في الصحوة الإسلامية في مختلف بلدان العالم الإسلامي حيث قال لي أحد المفكرين السودانيين إن إيران بإنشاء هذا المجلس نجحت في الجهاد الأصغر، وعليها ان تنجح في الجهاد الأكبر والمتمثل في استمرار وصيانة هذا المنهج الذي يتثمل في الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي. • ما الدور المنتظر لهذا المجلس؟ إن المهمة الأصلية لهذا المجلس هي استمرار الصحوة الإسلامية كي يزدهر العالم الإسلامي وتنجو الشعوب الإسلامية من المؤامرات والفتن الخارجية، والمجلس يعتبر جهة غير حكومية وغير تابعة للحكومة الإيرانية وان الطرق الصوفية هي ممثل للشعب المصري الذي بيده الآن راية الصحوة الإسلامية. وأهداف المجلس تتمثل في وحدة الأمة الإسلامية والتقريب بين المذاهب وتقوية واستمرار الصحوة الإسلامية، وإدارة الحوارات مع المفكرين والعلماء للتصدي لأي محاولات خارجية لاختراق الصحوة الإسلامية، فدون وجود مركز يجمع العلماء من العالم الإسلامي لتحقيق الصحوة الإسلامية، لن تتحقق وحدة العالم الإسلامي. كم عضوًا يمثلون مصر في مجلس الصحوة الإسلامية؟ يضم المجلس 21 عالمًا من مصر، من بينهم الكاتب الصحفي فهمي هويدي ومجدي احمد حسين، ود. محمد عمارة، والشيخ محمود عاشور، ود. محمد سليم العوا، والسفير محمد رفاعة رافع الطهطاوي، و السفير أحمد الغمراوي ، وقررنا ضم الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية كممثل للطرق الصوفية في المجلس، علي ان يتم تشكيل مجلس شوري للصحوة الإسلامية في مختلف دول العالم الإسلامي " كما ستتم قريبا دعوة د. عبد المنعم أبو الفتوح، ود. محمد سليم العوا للمشاركة في جلسة اختيار مجلس شوري الصحوة الإسلامية • ما معوقات تنفيذ فكرة الصحوة الإسلامية في الدول العربية والإسلامية؟ هناك معوقات كثيرة ومن أهمها ضعف التواصل والعلاقات بين الشعوب الإسلامية، ولذلك قمنا في إيران بالاهتمام بإقامة علاقات شعبية لدراسة تلك العوائق ووضع الخطط لتجاوزها هذا بالإضافة لوجود مخططات من الدول الاجنبية لاختراق الصحوة الإسلامية" • ما الذي يدفع الدول الأجنبية لمحاربة العلاقات بين الدول الإسلامية؟ إن الدول الاجنبية من مصلحتها إفشال العلاقات بين الدول الإسلامية علي المستويين الشعبي والرسمي حتي لا تفقد الثروات في تلك الدول لاسيما مع فقدان كثير من ثروتها في بلادها، كما أن من العوائق أيضا أمام حدوث تواصل وتقوية العلاقات بين الدول وجود اجزاء متبقية من الحكومات الديكتاتورية في عدد من الدول الإسلامية. • ماذا عن دور الصوفية في مجلس الصحوة الإسلامية؟ الصوفية لها جذور عميقة في التاريخ ونحن نري أنها أكثر التيارات اعتدالا، وتاريخ الصوفية حفظ الإيمان والاصول الإسلامية منذ مجيء الصليبيين وحتي ونحن داعمون لتيار الصوفية وسيكون لها دور مركزي في أمانة الصحوة الإسلامية ومندوبها سيكون الشيخ علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية، وسيتم إصدار كتب لعلماء شيعة من خلال الطريقة العزمية للتعريف بالشيعة وكشف انحراف وزيف الوهابية في اتهاماتها للشيعة بالكفر.