هل من الممكن أن يبدي شخص استعداده للترشح لرئاسة الجمهورية، ويدعو للفوضي والاعتصام المدني، اذا لم تستجب الدولة له بتعطيل الدستور ووقف القوانين، أو تفصيل دستور وقوانين علي مزاجه. هل من الممكن ان يدعي شخص الدعوة إلي الإصلاح الديمقراطي والسياسي ويعتبر هذه الفوضي خطوة في الاصلاح بدعوة الناس للتظاهر والعصيان المدني ضد الدولة. بل ويشترط الا يقل عدد المتظاهرين عن مائة ألف شخص. فهل هذه هي الحرية التي يدعونا اليها، واذا كان يدعونا لقبول رأيه، فلماذا لا يقبل هو الاخر رأي الاغلبية التي تري ان هذا تخريب وعدم تقدير للمسئولية. أصحاب هذه الدعوات، هل يدركون جيدا ظروف البلد، وأصابع الارهاب الخفية، أو ظروف المنطقة وعناصر زعزعة الاستقرار والأمن تحت شعارات عديدة، ولكنها في الحقيقة تعبير عن حقد دفين لمصر، ورفض لمواقفها السياسية العاقلة والتي لا تتفق مع اهوائهم. هل يدرك هؤلاء المؤامرات التي تحاك ضد البلد من الصديق قبل العدو. للضغط عليها وقت اللزوم اذا لم تدر في فلك هذا أو ذاك حسب رغباتهم سياسية كانت أو غيرها.. من دول كبرت أو صغرت. أليسوا يريدون في ادعاءاتهم مصر قوية قادرة مستقلة في رأيها ومواقفها وسياساتها! وهل يري أصحاب الدعوة للفوضي والتظاهر والعصيان ان البلد تتحمل تعطيل ساعة عمل في مصنع أو مخبز لشعب فقير. إذا كان هؤلاء لا يعرفون الاجابة الحقة علي هذه التساؤلات. فكيف يجدون في أنفسهم التأهل للترشح لرئاسة الجمهورية. وهل يعتبرون هذه التساؤلات مشروعة لنا أم يتعاملون معها علي اساس انها رأي مرفوض يعبر عن سلطة.. ولماذا يرون ان كل من يعبر عن رأي مناقض لهم دفاع عن نظام وليس رأيا لاغلبية الشعب أو دفاعا عن البلد والمجهول الذي يجرنا له هؤلاء باسم الاصلاح وهو الفساد بعينه! اعرف ان يحدد هؤلاء قصورا سياسيا أو اقتصاديا في اداء الدولة والحكومة ويقترحون الحلول العاقلة المدروسة، التي تتواءم مع ظروفنا السياسية والاقتصادية ومصلحة الشعب. اعرف ان يطالب هؤلاء بمواجهة حاسمة لبعض مظاهر الفساد الاداري والمالي لدي الحكومة والفساد الاخلاقي والاجتماعي والذمة الخربة لدي بعض الاشخاص في فئات معينة. استغلت الفساد الاداري بالدولة للثراء غير المشروع. ولكن يبدو ان هؤلاء لا يعلمون شيئا عن حياة الشعب المصري لانهم اما مشغلون بجلسات النضال الاعلامي أو حفلات ومنتديات اوروبا وأمريكا؟!