أسعدتني المكالمة التليفونية التي تلقيتها من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تعليقا علي الكلمة التي كتبتها الأسبوع الماضي حول خطابه الشامل الذي وجهه للعالم في الاحتفال بليلة القدر شارحا فيه ببساطة وعمق كيف صار الإسلام دستورا للاخلاق والمثل العليا واحترام الإنسان. الحديث دار بيني وبين الإمام الأكبر حول دور الأزهر وما يمكن ان يقدمه ليعود منارة كبري كما عهدناه دائما لنشر مباديء الدين السمح والتواصل مع الاديان والحضارات الأخري وكيف يكون له دور في خلق الكوادر القادرة علي نقل تلك الرسالة إلي كل العالم بقوة وسماحة وما اعلنه فضيلته من ان هناك تطويرا يجري حاليا لخلق اجيال من الازهريين المتخصصين في أمور الدعوة سيكونون النواة لذلك مشددا علي انه لا تهاون بعد اليوم في مسائل التعليم الازهري مطلقا ولا مجاملة لأحد علي حساب النتائج أيا كان مستواها. ما علمته من الامام الاكبر من أن هناك تطويرا يجري حاليا للتعليم الأزهري أسعدني جدا خاصة انه بدأ بالفعل استحداث شعبة للدراسات الإسلامية تماما كشعبة الأدبي والعلمي ويلتحق بها عدد محدود من الطلاب المتفوقين الحاصلين علي الشهادة الاعدادية الازهرية. المسألة ليست مطلقة كما يؤكد فضيلة الإمام الأكبر ولكن الاختيار يتم بالرغبة أولا ثم باجتياز اختبارات دقيقة للغاية لقياس الاتجاهات السلوكية والنفسية ودرجة الاستعداد للتعليم. البرنامج الدراسي لهذه الشعبة يتميز بالتركيز علي دراسة كتب وعلوم الدين بجانب بعض المقررات التي تغطي جوانب المعرفة في العلوم الطبيعية والانسانيات فضلا عن مهارات اللغة الأجنبية واستخدام الحواسب وتكنولوجيا المعلومات. بدأت الخطوات التنفيذية بموافقة المجلس الأعلي للأزهر علي استحداث الشعبة اولا ثم اختيار 01 محافظات تمثل كل محافظة المنطقة الازهرية بها للبدء في تطبيق المشروع علي ان يتم اختيار ما بين 02 و52 طالبا متميزا بعد اجتياز الاختبارات للالتحاق بالشعبة التي سيوجه خريجوها للدراسة في كليات التراث الإسلامي وهي اللغة العربية وأصول الدين والشريعة.. الأمر لا يقتصر علي الطلاب فقط بل تم اجراء الاختبارات واختيار الاساتذة الذين سيقومون بالتدريس بالشعبة واعطاؤهم الدورات التدريبية اللازمة واجراء الاختبارات لهم.. والجميل في الأمر ان اللجنة التي تم اختيارها لاجراء الاختبارات للطلبة رأسها الدكتور ابراهيم بدران وزير الصحة الأسبق ومعه نخبة من الاساتذة الأفاضل تم تكليفهم بوضع المناهج والدراسات الخاصة بما يدرس في العلوم الانسانية بجانب العلوم الدينية، بجانب توفير المعهد المناسب من حيث المباني والتجهيزات والبنية التحتية وتوفير الاقامة والتغذية والدعم المادي للطلاب الملتحقين بالشعبة التي سيتم توجيه خريجيها إلي الكليات التي تدرس التراث الإسلامي دون غيرها. الهدف من هذا التطوير هو تربية وإعداد عالم أزهري متنور وبرامج دراسية عميقة تربط علوم الدنيا بعلوم الدين بلا حشو ولا زيادة لتخريج علماء لديهم القدرة علي حمل الرسالة العالمية للأزهر الشريف باعتباره منارة الإسلام في كل أنحاء الدنيا. قلت لفضيلة الإمام البداية صحيحة وقال ندعو الله ان يعيننا عليها.