رغم ان العالم كله بما فيهم الحامية والداعمة الولاياتالمتحدة يعلم ويدرك ان اسرائيل قامت علي العنصرية والظلم وانها وجدت لتكون مسمار جحا في الجسد العربي إلا انه مازال يمارس نفاقه وتدليسه وتخليه عن القيم ومباديء الشرعية الدولية وحقوق الانسان باستمرار انكاره للحقوق الفلسطينية المشروعة. ومنذ قيام هذا الكيان العدواني العنصري توافقت القيادات التي تولت إدارة شئونه علي مدي ال36 عاما الماضية علي الالتزام بهذه الاستراتيجية ومحورها.. الاستيطان والتوسع واثارة القلق وعدم الاستقرار في كل منطقة الشرق الأوسط. هذا الفكر الصهيوني سيطر علي كل تحركات اسرائيل بمباركة ودعم وتأييد الولاياتالمتحدةالأمريكية رافعا شعار دولة يهودية من النيل حتي الفرات. الي ان جاءت الضربة القاصمة التي خطط لها الزعيم الراحل أنور السادات رحمه الله عام 3791 والمتمثلة في حرب أكتوبر المجيدة لتندحر كل هذه الطموحات العدوانية. لقد تبنت هذه القيادات الإسرائيلية سياسة القضاء علي الهوية الفلسطينية بعد هزيمة حرب 3791. في هذا الاطار تصاعدت مخططاتهم في اتجاه المزيد من الاستيطان والعنصرية واستخدام كل الوسائل والطرق للتسويف والمماطلة والتهرب من قرارات الشرعية الدولية مستندين في ذلك علي الدعم والمساندة والحماية الأمريكية. اذن فإنه يمكن القول أنه لا خلاف بين أي من هذه القيادات في الاهداف التي تسعي إليها حتي لو اختلفت شخصياتهم ووسائلهم . وفي الآونة الأخيرة برز دور رئيس الوزراء الحالي نتنياهو الذي قامت سياسته علي التطرف والبلطجة والخداع والمراوغة في مواجهة استيقاظ الضمير العالمي الذي اظهر تفهما لبعض جوانب مأساة الشعب الفلسطيني. لقد سعي إلي احتواء مشاعر الادانة العالمية للممارسات الوحشية الفاضحة ضد الشعب الفلسطيني خاصة بعد حرب غزة. لجأ الي ممارسة كل أنواع الضغوط مستعينا بهيمنة وسيطرة اللوبي اليهودي علي الولاياتالمتحدة من أجل اطلاق ما يسمي بالمباحثات المباشرة. ورغم الاستجابة لهذه الضغوط علي أمل ان تؤدي إلي تحقيق إنجاز لصالح السلام ، واصل البلطجي منذ اللحظة الأولي ألاعيبه لاجهاض أي تقدم علي هذا الطريق مركزا كل جهوده علي أن تستمر هذه المفاوضات إلي ما لا نهاية ودون أي جدوي. ان ما يدل علي هذه الحقيقة.. اصراره علي استمرار عمليات التوسع الاستيطاني لفرض الأمر الواقع ولكي يصبح من المستحيل في ظل أي اتفاق للسلام في ظل المتغيرات الجغرافية التي ترسخت علي الأرض.. قيام الدولة الفلسطينية. لم يقتصر موقف نتنياهو علي عدم القبول بوقف الاستيطان بزعم ان ذلك ان سوف يؤدي إلي انهيار حكومته وبالتالي مفاوضات السلام غير المجدية.. وإنما تعداه إلي مخططات أخري ليس من هدف لها سوي العمل لاضافة مزيد من التعقيدات للمفاوضات. لقد اشترط للمضي في هذه المفاوضات العبثية ان يعترف الجانب الفلسطيني بيهودية اسرائيل وعلي أساس أن الدولة الأخري التي تطرحها مفاوضات السلام ستكون فلسطينية. ليس من تفسير لهذا المطلب سوي انه يريد دولة يهودية تقوم علي الفرز العنصري الديني. انه يخدع العالم موحيا كذبا بأن هذه الدولة الفلسطينية سوف تقوم علي شعب من المسلمين وهو قول غير صحيح اطلاقا حيث ان هذه الدولة تضم مسلمين ومسيحيين عربا. ليس خافيا ان الهدف من وراء هذا الشرط هو الحصول علي ترخيص بحقه في الخلاص من الفلسطينيين المقيمين داخل الكيان الصهيوني علي أرضهم التاريخية. هذه الدعوة تفسر تكثيف البناء الاستيطاني الذي من المؤكد انه يستهدف التفاوض والمساومة مستقبلا لإنهاء وجود الفلسطينيين علي الأرض المحتلة التي يعيش عليها أصحابها الفلسطينيون منذ كارثة 8491. في اطار هذا المخطط يحاول نتيناهو وعصابته التلاعب في تفسيرما جاء في القرار 181 الصادر عن الأممالمتحدة والذي يقضي بقيام دولة يهودية وأخري فلسطينية ناسيا أو متناسيا ان هذا القرار كان يستهدف تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب في ذلك الوقت وهو ما يعني أن تكون مساحة اسرائيل نصف المساحة التي كانت عليها قبل حرب 7691. من ناحية أخري فإن السياسة الاسرائيلية الصهيونية تضع في اعتبارها العمل علي استمرار الصراع الفلسطيني الفلسطيني من اجل انجاح سياستها العنصرية . انها تدرك ان استمرار الانقسام الفلسطيني هو لصالحها علي طول الخط ولهذا فإنها تعمل بكل الطرق والوسائل علي تعميقه لتتلاقي في هذا الموقف مع ايران التي تعتقد انها تلعب بورقة استقطابها لحركة حماس وزعمائها في غزة وخارج عزة للمساومة وتحقيق المكاسب السياسية . ان أي مراقب محايد لهذه الأحداث لابد أن يدرك حالة الغباء السياسي التي تسيطر علي الفلسطينيين عملاء الدولار الايراني ومنهم مشجعوهم من السوريين المستسلمين تماما لاستمرار احتلال اسرائيل للجولان السورية. المطلوب من العرب والمسلمين في هذه المرحلة الخطيرة أن يركزوا تحركهم علي فضح عنصرية اسرائيل وممارساتها ضد حقوق الانسان وكشف حقيقة دعوتها لقيام دولتها علي أساس ديني . من الممكن اذا خلصت الجهود والنيات أن يتحول مثل هذا التحرك إلي حملة عالمية ضد هذا الكيان العدواني المنافي لكل القيم والمباديء وباعتباره نظاما مرادفا لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الذي تحالفت كل شعوب العالم وحكوماته من أجل اسقاطه وتصفيته.. النجاح في هذا المسعي مرهون بالطبع بمدي استعادة العرب والفلسطينيين والمسلمين لوحدتهم وأن تسود بينهم روح الاخوة والتعاون والتنسيق والاخلاص لعروبتهم وقوميتهم.