حذر وهدد البلطجي »نتنياهو« رئيس وزراء اسرائيل من تداعيات سعي السلطة الفلسطينية إلي التقدم إلي مجلس الأمن للحصول علي اعتراف دولي بقيام الدولة الفلسطينية علي حدود ما قبل حرب 76 . هذا التحرك من جانب الفلسطينيين ينسجم ويتوافق مع ما تقضي به قرارات الشرعية الدولية بأن لا مشروعية للاستيلاء علي ارض الغير بالقوة. أن موقف نتنياهو ان دل علي شيء فإنه يدل علي ان اسرائيل تخشي هذه الخطوة حتي مع وجود ضمان لها باستخدام امريكا للفيتو لوقفه. من المؤكد ان تصرف الولاياتالمتحدة بهذه الصورة البشعة الفاضحة من خلال استخدامها للفيتو في مجلس الأمن ضد ظهور الدولة الفلسطينية إلي الحياة سوف يضعها في مواجهة مع الرأي العام العربي والاسلامي بل والعالمي. ان عليها أن تدرك ا ذا كان لديها من بقايا القيم الاخلاقية والانسانية بأن تبني مجلس الأمن لهذا القرار ما هو إلا تفعيل لاقتراحها بمبدأ الدولتين الذي حظي باقرار وموافقة المجتمع الدولي. أن استخدام الفيتو يعني اجهاض محاولة انهاء الصراع الدائر منذ ستة عقود والذي جعل الأمن والاستقرار يغيبان تماما عن المنطقة العربية الحساسة والتي لامريكا ولكل حلفائها مصالح اقتصادية استراتيجية مع دولها. ان ما تخشاه اسرائيل ومعها الولاياتالمتحدة ان هذا الطلب الفلسطيني حتي لو تم افشاله بالفيتو الامريكي الذي يعكس التواطؤ مع العدوانية الاسرائيلية قد يقود القضية الفلسطينية إلي منحني دولي اخر يأخذ نفس مسار دولة جنوب افريقيا التي كان يسيطر عليها الاستعمار الابيض وانتصر العالم لعودتها إلي اصحابها السود الذين اصبحوا يهيمنون علي شئونها الان. ان قادة اسرائيل ينظرون إلي اي قرار أو اجراء لصالح قيام الدولة الفلسطينية خاصة في ظل المتغيرات التي شهدها العالم بانه يمثل ضربة فاضحة لمخططاتها والاعتقاد الراسخ لديها بأنها دولة فوق القانون مستندة في ذلك إلي ما تملكه من قوة بطش بالاضافة للرعاية والدعم الكاملين من جانب دولة القطب الواحد. ان امام الفلسطينيين بديل اخر له نفس القوة الدولية في حالة استخدام الفيتو الامريكي ضد قيام دولتهم علي حدود 76 وهو اللجوء الي الجمعية العامة للامم المتحدة التي من المؤكد وعلي ضوء قراراتها السابقة للحقوق الفلسطينية باغلبية ساحقة سوف تكشف عزلة الولاياتالمتحدة واسرائيل. ان مثل هذا التحرك يحتاج إلي اتصالات ومشاورات عربية واسلامية مع كل القوي العالمية بما فيها الولاياتالمتحدة لتوضيح الاثار السلبية لاي معارضه لقيام الدولة الفلسطينية تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية وعمليات التسويف في التفاوض من اجل تحقيق السلام علي مدي عقدين منذ توقيع اتفاق اوسلو. لقد كان لسلوكيات اسرائيل العدوانية وانتهاكاتها الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني طوال السنوات الاخيرة اثر ايجابي في احداث انقلاب حقيقي في مفاهيم شعوب العالم التي ظلت مخدوعة بالدعايات والمزاعم الاسرائيلية المضللة. لقد كشفت جرائمها ضد الابرياء الفلسطينيين من نساء واطفال ورجال حقيقتها العارية تماما وجعلتها تتخذ موقف الدفاع بعد ان ظلت ومنذ قيامها في موقف الهجوم والتمتع بتأييد وتعاطف الرأي العام العالمي. وتحاول واشنطن المتورطة في كل هذه الجرائم استخدام خداعها وتضليلها وتهديداتها من اجل منع اقدام الفلسطينيين علي خطوة طلب الاعتراف بدولتهم المستقلة. ان الشيء الذي يجب ان يدركه الرئيس الامريكي اوباما هو انه باستخدام الفيتو سوف يعلن سقوطه تماما في نظر العرب والمسلمين والعالم وكذلك سقوط المباديء التي جاءت به إلي الحكم والداعية إلي التغيير والعمل علي تحسين صورة امريكا القبيحة المشوهة نتيجة سياساتها ضد شعوب العالم. وللخائفين من تأثير انتخابات التجديد النصفي الامريكية ودورها في تغيير مسارات سياسة اوباما بما في ذلك موقفه من القضية الفلسطينية اقول لهم ان العامل الاساسي في هذه الانتخابات هي الاوضاع الداخلية في امريكا خاصة الاقتصادية وانه لا تأثير لاي موقف عادل يتم اتخاذه تجاه القضية الفلسطينية لو كانت لديه الشجاعة والنية حقا. من ناحية اخري فانه من الضروري لفت نظر الفلسطينيين إلي بدء نتنياهو وجماعته ضمن محاولاتهم التصدي للتحرك الفلسطيني والعربي إلي الساحات الدولية بالحديث عن التفكك الفلسطيني المتمثل في انفصال غزة وان ذلك لابد من اخذه في الحسبان باعتباره عقبة امام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. انهم أي الاسرائيليين وعلي هذا الاساس يثيرون التساؤل علي اي حدود يريد الفلسطينيون ان تقوم عليها دولتهم المقسمة فلسطينيا حاليا بين الضفة الغربيةوغزة. كم ارجو ان يعي الفلسطينيون هذه الحقيقة ويؤمنوا بان الاسراع في انهاء الانقسام واعادة التلاحم الوطني يعد ورقة رابحة في نضالهم المشروع.