أصبح مؤكدا من تعدد التجارب وتطورات الاحداث ان الولاياتالمتحدة اختارت طريق الظلم والتخلي عن القيم والمباديء والالتزام بالقوانين الدولية.. إنه يصعب عليها الاقدام أو الاستمرار في اي خطوة يمكن ان تدخل الرضا الي قلوب العرب والمسلمين أو حتي تشعر العالم بالامل في امكانية اتباع سياسة حيادية وعادلة تجاه قضية السلام في الشرق الاوسط. تتجلي هذه الحقيقة الصادمة المؤسفة في انحيازها السافر إلي اسرائيل حتي وإن وصل الامر الي تعمدها انتهاك كرامتها ومكانتها ليس كدولة عظمي وانما كولية النعم والحامية والراعية لوجودها.. هذه المسرحية الهزلية والتي كشفت عن مدي المهانة التي ألحقتها الربيبة المدللة بصورة الولاياتالمتحدة ونائب رئيسها بايدن الصديق الصدوق لها منذ اكثر من عشرين عاما.. تجسدت في استقبالها له من اجل دفع عملية السلام باعلان الشروع في اقامة 0061 وحدة سكنية جديدة في القدس العربية بالاضافة إلي انتهاك المقدسات الاسلامية بما يمثل تحديا لقرارات الشرعية الدولية ولمبادرة واشنطن ببدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. ان لجوء الرباعية الدولية التي تسيطر عليها واشنطن الي اصدار البيانات »الفشنك« ما هو إلا انعكاس لهذا الموقف الامريكي المتحيز لاسرائيل، ان الوسيلة الوحيدة لاثبات غير ذلك هي مساندة الرباعية لقرار يصدر عن مجلس الأمن بقيام الدولة الفلسطينية علي اراضي ما قبل 7691. ان احدا لم يطلب من الولاياتالمتحدة ان تثأر لكرامتها التي لا وجود لها في التعامل مع اسرائيل أو ان تغضب لهذا العدوان المبيت علي قرارات الشرعية الدولية وتوجهات الرأي العام العالمي. ولكن فإن من حقنا ان نسأل الادارة الامريكية عن هذا السر الذي يحكم خضوع وخنوع دولة القطب الواحد في مواجهة اهانات اسرائيل وعدوانيتها. أليس مثيرا للضحك ان تعقب الضجة التي ثارت بعد الاهانة والاستهانة الموجهة إلي نائب الرئيس الامريكي ان يسرع الرئيس اوباما بالاشادة باسرائيل والتأكيد علي استراتيجية العلاقات معها. في نفس الوقت تخرج وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لتعلن الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل المعتدية علي الحقوق الفلسطينية والمواثيق الدولية وتؤكد أيضا علي انه لا توجد اي ازمة في العلاقات الامريكية الاسرائيلية. هذا الذي حدث يشير إلي ان اي مسئول امريكي مستعد للتنازل عن شرف الدفاع عن كرامته وكرامة بلاده من اجل ان ترضي عنه اسرائيل والعصابة التي تحكمها. هذا يتجسد في العلاقة الشاذة التي تستمد وجودها واستمراريتها من عمليات الابتزاز الصهيوني للحزبين الرئيسيين في الولاياتالمتحدة سواء كان الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري. ان كلا الحزبين علي استعداد للتنازل عن كل شيء من اجل ضمان التمويل والصوت اليهودي اللذين يتحكم فيهما اللوبي الصهيوني حتي لو كان هناك ما يثبت عدم تأثير هذين العاملين علي النتيجة في كثير من الاحيان. بالطبع وعلي ضوء اقتراب موعد التجديد النصفي لاعضاء الكونجرس في نهاية هذا العام فقد كان علي اوباما ان ينزلق إلي التخلي عن كل المباديء والوعود وشعارات التغيير التي جاءت به إلي البيت الابيض واللجوء الي النفاق والاستجداء لهذا الصوت اليهودي ولتذهب كرامة امريكا والشرعية الدولية إلي الجحيم.