قررت أن أضئ شموعي غدا .. وأن أقضي وقتا رومانسيا معها .. وقتا رومانسيا افتقدته مما حولي ومن حولي .. ولكن يبدو أن الله استجاب لدعائي ورزقني إياه أخيرا ، ولكن ويالدهشتي فإن الدعوة الرومانسية عندما جاءتني فإنها قد جاءت من البيئة .. البيئة التي نادتني أنا وكل سكان كوكب الأرض مطالبة بالتعامل معها برقة وبنبذ الإساءة لها .. وإنقاذها من شرور الاستخدام المسئ لمواردها .. وإنقاذ وجودها الذي أصبح مهددا بسبب الاحتباس الحراري الذي بات يخنق أنفاسها ويزهق قدرتها علي الصمود في وجه التلوث .. وهو ماجعلها تستنجد بكل محبيها من أجل التدخل من أجلها .. ولكن فلنعد لحقيقة القصة .. وهي فعلا قصة جديرة بالاهتمام .. لأنها تتعلق في المقام الأول بضرورة الوعي بحقيقة المشاكل التي أصبحت تهدد البيئة العالمية بسبب سوء استخدام الموارد علي كوكب الأرض وعدم ترشيد استهلاك الطاقة من جانب الإنسان ، وهو ما سبب ظاهرة التغيرات المناخية والتي أصبحنا شهود عيان علي مخاطرها من كوارث طبيعية وفيضانات وارتفاع في درجات حرارة الأرض وظاهرة التصحر وقلة المياه للزراعة بسبب نقص الأمطار، وانصهار الثلوج وارتفاع سطح البحر بما ينذر بغرق مناطق كثيرة علي سطح الأرض منها دلتا النيل وغيرها وهو ماسيتسبب لاقدر الله في نزوح ملايين السكان في أنحاء العالم من محل سكنهم ليتحولوا إلي لاجئين بيئيين ! لقد زمجرت البيئة ، وأعلنت عن غضبها لذا لم يعد من مفر أمام كل سكان الكوكب من أن يتعاونوا علي تهدئتها ، ولعل هذا ما أدي في 2007 إلي إطلاق حملة الصندوق العالمي لصون الطبيعة حملة "ساعة الأرض " التي شاركت فيها العديد من دول العالم ، كما شارك فيها 2.2 مليون شخص من سكان العالم بإطفاء أنوار المنازل والمباني لمدة ساعة بهدف حماية كوكب الأرض من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحجيم الإنبعاثات الحرارية بترشيد استهلاك الطاقة ، ولينضم للحملة أكثر من 400 مدينة عالمية في 2008و 88 دولة في عام 2009 وليتم هذا العام الإعلان العالمي عن أن 92 دولة منها مصر ستشارك غدا في إطفاء الأنوار من الساعة 8.30 - 9.30 مساء في حملة ساعة الأرض كدليل علي اكتساب سلوكيات بيئية إيجابية يمكن اتباعها في المستقبل ، ولتشكيل رأي عام ضاغط علي الدول الكبري لمراجعة سياستها الخاصة باستخدام الطاقة للتقليل من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية .. مسك الكلام : " غدا اطفئوا النور ساعة واحدة من عمركم .. واستمتعوا بعدها بعمركم كله وبقدرتكم الإيجابية علي مشاركة كل سكان العالم ،ساعة زمنية ذات قيمة سامية هدفها حماية البيئة " دعوة من وزير البيئة المهندس ماجد جورج .. لايمكن إلا احترامها«.