مدينة شرم الشيخ علي موعد جديد مع التاريخ يوم الثلاثاء القادم بانطلاق الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية علي أمل أن تكون نقطة انطلاق حقيقية نحو أتفاق سلام تاريخي وليست فصلا جديدا من المراوغات الاسرائيلية، فهذه هي المرة الخامسة التي تشهد فيها شرم الشيخ مثل هذه المؤتمرات والاجتماعات المهمة، في إطار الجهود المصرية الدائمة والمتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني في الحصول علي حقوقه الكاملة. كان أولها منذ 51 عاما مع انعقاد مؤتمر صانعي السلام عام 69، ثم مؤتمر تنفيذ اتفاق واي ريفر عام 99. ثم قمة السلام الثالثة عام 0002 وما أعقبها من القمة الرباعية للسلام عام 5002. واذا لم تنتهز اسرائيل الفرصة التاريخية بالمفاوضات الجارية الآن فسوف تكون هي الخاسرة كما قال ذلك الرئيس مبارك في انطلاق المفاوضات بواشنطن. فكل الجولات السابقة شهدت مناقشات مستفيضة وشاقة واسفرت عن تفاهمات كان من الممكن أن تؤدي الي أتفاق سلام مع الفلسطينيين، ولكن كما هي عادتها كانت اسرائيل تتنصل في اللحظات الأخيرة، أو تتمسك بتنازلات فلسطينية لا يقدر أي رئيس فلسطيني أو عربي علي القبول بها. لأنها تفريط واضح وكبير في الحق الفلسطيني. والمعضلة هي ما كشف عنه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في حديثه للتليفزيون المصري يوم الاثنين الماضي. عندما قال إن اسرائيل تريد دولة فلسطينية علي غرار سان مارينو. وهي جمهورية داخل الدولة الايطالية وهذا التشبيه يعني أن خطة اسرائيل في مفهومها للدولة الفلسطينية، لا تعدو أن تكون مثل مقاطعة فلسطينية، تتمتع بالحكم الذاتي، لا جيش ولا سيادة علي الأرض والحدود في البر والبحر والجو. كل شئ يحدث فيها أو معها لابد ان يمر من خلال علم اسرائيل وبرضاها. وهذا ما لا يقبله الفلسطينيون ولا مصر ولا أي دولة عربية وإسلامية. وعلي اسرائيل أن تتحمل العواقب وأولها ما سوف يحدث من انشقاق داخلها بعد مرور سنوات قليلة عندما يزداد عدد سكان عرب اسرائيل الي 9 ملايين في مقابل 7 ملايين يهودي. ويجب ان تعي اسرائيل انه لا تفريط في مساحة الدولة الفلسطينية والتي لا تصل الآن الي نسبة 02٪ من أراضي الضفة وغزة، من المساحة التي خصصها قرار التقسيم عام 74 قبل قيام اسرائيل. والذي كان ظالما بدوره عندما كان الفلسطينيون مليونا و053 ألفا يشغلون 49٪ من الأرض واليهود 056 ألفا يعيشون علي 6٪ من الأرض وحدد قرار التقسيم لهم 65٪ من الأرض مقابل 44٪ للعرب وهو ما جعل العرب يرفضونه ويخوضون بسببه أول حرب منظمة مع اسرائيل عام 8491. فهل تريد اسرائيل الآن وتسعي للتفاوض علي مقاسمة الفلسطينيين في نسبة 02٪ الباقية من الأرض تحت ذريعة المستوطنات التي اقاموها كذريعة لفرض أمر واقع.. فهذا خط أحمر وأول اختبار لجدية اسرائيل في المفاوضات ما سوف يكشف عنه موقفها بتمديد قرار تجميد الاستيطان ام لا يوم 62 سبتمبر!