تتجه انظار العالم الي مدينة شرم الشيخ غدا - الثلاثاء - حيث تستأنف الجولة الثانية للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. بهذا تظل مدينة شرم الشيخ مدينة السلام وملتقي قادة وزعماء العالم ليضعوا علي ارضها أسس السلام ومواجهة التطرف والعنف. وستظل تجسد ثالوث السلام والتنمية والاستقرار.. لقد جاء قرار اختيار مدينة شرم الشيخ لهذا العمل الكبير تقديرا لدور مصر في القضية الفلسطينية ومن مسئولياتها التاريخية في دعم الشعب الفلسطيني للحصول علي حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة.. وقد أضحي هذه الدور بمثابة مرجعية مهمة لاحتواء أي تحد يهدد بانهيار ما يتم اتخاذه من خطوات والعمل علي وضع عملية استئناف المفاوضات المباشرة في اطارها الصحيح ووفقا للمبادرات المطلوبة.. وترتكز الرؤية المصرية لتحقيق هذا الهدف وتهيئة المناخ واستعادة الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل التسوية العادلة والسلام الدائم. كل الأطراف الاقليمية والدولية المعنية بعملية استئناف المفاوضات المباشرة تؤكد وجود فرصة سانحة للعودة الي عملية السلام والتسوية.. هذا التأكيد بالاضافة الي المتغيرات السياسية التي نتجت عن القمة الخماسية بين مبارك واوباما والملك عبدالله الثاني وابومازن ونتنياهو وحالة الحراك التي تشهدها المنطقة يضع مسئولية كبيرة علي الاطراف المعنية ليتحمل كل منهم التزاماته ويقوم بالدور المنوط به لانتهاز هذه الفرصة السانحة والعودة الي عملية السلام التي تجمدت خلال السنوات العشر الاخيرة.. فهناك مسئولية اساسية علي الحكومة الاسرائيلية وبما تضمه من حمائم وصقور وهي الايقاف الكامل للنشاط الاستيطاني.. فهذا هو مطلب رئيسي للادارة الامريكية واللجنة الرباعية والطرف العربي.. فالاستجابة لعملية السلام يتطلب من اسرائيل التوقف عن فرض اي شروط مسبقة وعلي الحكومة الامريكية الضغط علي اسرائيل للوفاء بالتزاماتها.. كما انه يضاف الي ذلك علي الجانب الفلسطيني توحيد الصفوف ومخاطبة العالم بصوت واحد فهذا مستقبلهم. هذه كلها مبادرات مطلوبة من اطراف المفاوضات المباشرة في شرم الشيخ تشكل بوابة حقيقية لمراحل مقبلة للسلام في المنطقة.. فلم تعد هناك امكانية ولو يسيرة لخيبة امل اخري بشأن السلام الشامل والعادل في المنطقة.. فلأول مرة هناك فرصة سانحة للوصول الي ذلك السلام المراوغ بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اطار الحل التاريخي والتسوية المؤلمة.. ان الطريق واضح والفرصة مهيأة لانجاح المفاوضات لان التفريط فيها يعني مستقبلا مجهولا للمنطقة بأكملها.. وهكذا فان اطراف المفاوضات المباشرة يدركون جيدا الحقائق والثوابت فالمنطقة لم تعد تحتمل تعنت اي طرف.. الطريق الي السلام معالمه واضحة.. فرسالة الرفض للسلام ليست الرسالة التي يرغب الجميع في سماعها ولن يكون امرا مستغربا في ظل أي تعنت ان تنزلق الامور باتجاه الأسوأ أو ان تلتهب المنطقة من جديد بسبب سياسة المعايير المزدوجة.