سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان عواد في مؤتمر صحفي : الرئيس مبارك أكد لأوباما أن المنطقة العربية والدول الإسلامية حريصة علي تحقيق السلام
مصر لن تفقد الأمل وتدعو القوي الدولية إلي مواصلة التزامها إزاء العملية السلمية
أعلن السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس حسني مبارك أكد خلال لقائه أمس بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبيت الأبيض أن المنطقة العربية والدول الإسلامية حريصة علي تحقيق السلام وتنتظر التوصل إلي نهاية ناجحة لجولة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي ستبدأ في العاصمة الأمريكية اليوم. وقال عواد في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس بواشنطن إن الرئيس مبارك قدم رسالة واضحة للرئيس أوباما تؤكد أن مصر تساند التوصل إلي حل سلمي سريع للقضية الفلسطينية من أجل تحقيق السلام في المنطقة مشيرا إلي أن مصر هي أول دولة تفتح ابوابها للسلام. واضاف المتحدث الرسمي أن مصر تأمل أن تنجح هذه الجولة من المفاوضات لأن عملية السلام مرت خلال الفترة الماضية بلحظات هبوط وصعود، مشيرا إلي أن هناك علي الساحة كثيرا من التساؤلات والانتقادات والتشكيك في هذه الجولة التفاوضية والمهم ليس اقامة مراسم احتفالية لإطلاقها ولكن المهم هو المضي قدما بجدية وإرادة سياسية إلي أن يتم تحقيق حل والتوصل إلي اتفاق. ودعا عواد القوي الدولية لمواصلة التزامها إزاء العملية السلمية وخاصة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يعد أكبر مانح للسلطة الفلسطينية ويلعب دورا مهما في بناء المؤسسات الفلسطينية. وردا علي سؤال حول إمكانية أن تمد إسرائيل مهلة وقف الاستيطان التي تنتهي في 26 سبتمبر الحالي، قال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الكثيرين يأملون في مد هذه المهلة، واضاف إنني لا أريد أن أطلق علي هذه الرغبة كلمة شروط للاستمرار في المفاوضات، مشيرا إلي أنه حتي الأمريكيين يقولون إن الاستيطان يعد عقبة في طريق السلام، حيث أن المستوطنات تلتهم الاراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية المرتقبة. واضاف أن الجميع يأملون في أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات بنجاح، ولكن إذا اتخذت إسرائيل القرار الخطأ باستئناف بناء المستوطنات فقد تنهار المفاوضات وعلي إسرائيل أن تتحمل عواقب ذلك. وردا علي سؤال عما إذا اكان يتوقع أن يحدث تقدم خلال المفاوضات في الأسابيع المقبلة، قال السفير سليمان عواد إن المسألة ليست مسألة شعور أو تفاؤل أو تشاؤم ونحن لا نمتلك كرة بلورية يمكن من خلالها أن نستطلع المستقبل. وأضاف ان أول تطلعات الحكومة المصرية والشعب المصري والشرق الاوسط برمته هي رؤية السلام يتحقق وإذا لم يتحقق ذلك في عهد نتنياهو فمتي سيتحقق، ونحن علي ثقة بوجود إرادة سياسية لدي رئيس الوزراء الإسرائيلي لتحقيق النجاح، موضحا انه في حالة حدوث ذلك سينفتح الباب أمام انجازات مماثلة علي مسارات أخري في سوريا ولبنان. وردا علي سؤال حول ما دار في اللقاء بين الرئيسين مبارك وأوباما، قال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الزعيمين تبادلا وجهات النظر حول التطورات الجارية في منطقة الشرق الاوسط، وتنسيق المواقف لضمان أن تصل المفاوضات إلي نهاية ناجحة وبدون مزيد من العقبات، كما أبلغ الرئيس مبارك نظيره الأمريكي استعداد مصر للمشاركة في استضافة الجولات القادمة من المفاوضات بين الطرفين. واضاف عواد أن الرئيس مبارك ذكر أنه لا يريد أن يكرر عملية أنابوليس للسلام ولكن مصر تتطلع إلي مساندة قوية من الإدارة الأمريكية لأنها ملتزمة بالسلام منذ يومها الأول. وأشار عواد إلي أن مبارك قال لإوباما أنه إذا كنا قد تركنا كلا من السادات وبيجين بمفردهما لما كانا قد توصلا إلي اتفاق للسلام، وأننا جئنا إلي الولاياتالمتحدة ليس لالتقاط الصور التذكارية ولكن لكي تشارك الولاياتالمتحدة بقوة في العملية السلمية لمواصلة التزامها ومشاركتها من أجل تقريب المواقف وحل الخلافات. وردا علي سؤال حول ضرورة عقد جولات عديدة من المفاوضات قال عواد :من قال إن السلام سيتحقق خلال فترة قصيرة او في دفعة واحدة وقال "ينبغي ان تواصل الاطراف الاقليمية والدولية التزماتها بالسلام واشار الي ان الرئيس مبارك علي علاقة طيبة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو منذ ولايته الاولي في رئاسة الوزراء في التسعينات واشار الي ان لقاء اليوم هو اللقاء السادس منذ تولي نتنياهو الحكم في اسرائيل واضاف عواد اننا نعتقد ان نتنياهو علي علم بالمنعطف الاخير الذي تمر به منطقة الشرق الاوسط ولا احد يريد ان تضيع هذه الفرصة لان فشل المفاوضات يمكن ان يؤدي الي موجة جديدة من الارهاب ليس في المنطقة فقط ولكن في مختلف مناطق العالم بسبب تاخر حلول السلام واشار عواد الي ان الفلسطينيين يعانون منذ اكثر من 60 عاما وهذا هو سبب الارهاب مشيرا الي ان القيم التي يعتنقها الغرب مثل الحرية والعدالة لا تصل للشعب الفلسطيني. وردا علي سؤال حول مستقبل المفاوضات في حالة عدم تجديد اسرائيل لمهلة تجميد الاستيطان، قال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إنه إذا لم يتم مد المهلة فستتوقف الأمور موضحا انه ليس من المنطق أن يتوقف الاستيطان خلال فترة المفاوضات غير المباشرة ثم يستأنف في حالة المفاوضات المباشرة، وأنه في حالة عدم تجديد المهلة فسيضطر الرئيس أبو مازن إلي الانسحاب من المفاوضات خاصة أن هناك كثيرا من الآراء المعارضة سواء الفلسطينية أو العربية لعملية التفاوض. وبالنسبة لحادث مقتل 4 مستوطنين اسرائيليين أمس الأول بالقرب من الخليل، أعرب عواد عن اسفه لوقوع هذا الحادث وقال إن هناك دائرة من العنف في المنطقة بسبب عدم تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأضاف أنه إذا لم نصل إلي نهاية ناجحة لعملية السلام فلن تنتهي موجة العنف وإراقة الدماء، مؤكدا أن مصر تبذل كل جهودها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وإنهاء دائرة العنف. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت هناك انتقادات عربية لواشنطن لعدم قيامها بجهد كبير لدفع السلام، قال عواد إنه كانت هناك تطلعات كبيرة في العالمين العربي والإسلامي بعد الخطاب الذي ألقاه أوباما بجامعة القاهرة والذي اثار موجة من التفاؤل واعتقد الجميع أنه ستكون هناك صفحة جديدة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ولكن الذي حدث أن مشاعر الإحباط هي التي ظهرت علي السطح سواء فيما يتعلق بعملية السلام أو فيما يتعلق بالمخاوف التي ظهرت من التجمعات الإسلامية في الغرب وما يطلق عليه صراع الحضارات. وإختتم عواد أننا لن نتوقف عن الأمل والتفاؤل إلي أن يتحقق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق التنمية لشعوب المنطقة.