لماذا تم اختيار موقع الضبعة علي الساحل الشمالي لاقامة اول محطة نووية مصرية؟ ولماذا تأخر الاعلان عن ذلك الموقع لبدء البرنامج النووي المصري للاستخدامات السلمية للطاقة النووية؟ وماهي اسباب الانتظار التي اجلت بدء التنفيذ منذ الثمانينيات؟. يمكن ان يقال ان البرنامج النووي المصري لايبدأ من فراغ حيث كانت بداية البرنامج منذ الخمسينيات في مفاعل انشاص وتم تدريب كوادر مصرية علي مدي تلك السنوات وصار لدينا من الخبرات ما يمثل النواة التي يمكن عليها بناء البرنامج الاستراتيجي لاقامة محطات نووية لتوليد الكهرباء. وبرؤية مستقبلية قرر الرئيس مبارك البدء في البرنامج في الثمانينيات وخلال زياراته لالمانيا جرت مباحثات لبحث وتمويل المشروع السلمي وقطع ذلك شوطا ولكن توقفت الخطوات بعد وقوع حادث مفاعل تشر نوبل في الاتحاد السوفيتي وقتها للتأكد من سلامة المحطات النووية المقرر اقامتها ومدي الامان النووي قبل البدء بالتنفيذ، وقال لي ماهر اباظة وزير الكهرباء السابق الذي شارك في المباحثات: انه من الضروري اقامة محطات نووية لتوليد الكهرباء كما هو الحال في العالم ولكن ظروف حادث مفاعل تشر نوبل تحتم ضرورة التريث حتي يتم اعادة النظر في معايير الامان النووي!. وكان موقع الضبعة هو الموقع الوحيد الذي اكتملت حوله الدراسات منذ فترة الثمانينيات.. وكانت اسباب الانتظار انه قد استجدت تطورات كبيرة في تكنولوجيا اقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والدول المتقدمة في هذا المجال مثل الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وكندا وكوريا تبحث في اجيال متعاقبة من المحطات النووية وبدرجة ان فرنسا وصلت الي الجيل الرابع وقد حدثت تطورات في تكنولوجيا اقامة تلك المحطات الجديدة منذ الثمانينيات وبالتالي لم تقتصر الدراسات علي ما تم بالنسبة لموقع الضبعة في ذلك الوقت ولكن روعيت المعايير الجديدة التي تم تطبيقها علي ضوء ما حددته وكالة الطاقة الذرية وقد اعادت التأكيد بأن الضبعة هي الموقع الامثل لاقامة اول محطة نووية علي ارض مصر!. ويتميز موقع الضبعة بانه بعيد عن حزام الزلازل وآمن من الهزات الارضية، والمكان هو الانسب لانها ارض منبسطة علي البحر المتوسط وليس به تلال او مرتفعات وكما تتميز الضبعة بوجودها علي شاطيء البحر حيث تتوافر المياه اللازمة لتشغيل المفاعل النووي. وكانت قد حدثت حملة من بعض المستثمرين للاستيلاء علي ارض الضبعة ووضع ايديهم عليها ومنع اقامة المحطة النووية بها بحجة ان ذلك يؤثر علي مشروعاتهم الاستثمارية السياحية ولذا اثير الجدل علي مدي سنوات.. واخيرا قام الرئيس مبارك بحسم الجدل وقرر ان تكون الضبعة موقعا لاول محطة نووية بعدما استعرض كل اراء الخبراء وذكر ان الدراسات القديمة والحديثة بما في ذلك الدراسات التي اجريت بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت الي ان موقع الضبعة هو الامثل لاقامة مفاعلات المحطة النووية!. وما يحسب للرئيس مبارك انه يعطي اهتماما خاصا بموضوع المحطات النووية للاغراض السلمية وفي وقت مبكر، وعندما اعلن في اكتوبر 7002 عن البرنامج الاستراتيجي النووي المصري ومؤكدا تمسك مصر بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وذكر ضرورة مراعاة اعلي مستويات الامان في التنفيذ والتشغيل.. واعداد وتدريب الكوادر التي تتولي اقامة المحطات وصيانتها!. وتشمل محطة الضبعة اربعة مفاعلات نووية وتنتج اربعة الاف ميجاوات ويتم تشغيل المفاعل الاول في عام 9102 وتكتمل مفاعلات المحطة حتي عام 5202.. ان المفاعلات النووية ضرورة حتمية وقد حدث تقدم كبير في اقامة المفاعلات وسط المناطق السكنية وبدرجة ان الاهالي في الدول الاوروبية يستحمون في مياه البحر بجوار المفاعلات!.