شهدت منافسات الأسبوع الثالث من الدوري العام لكرة القدم مفاجآت ومفارقات بعضها يدخل في إطار النوادر والخوارق.. واجه الناديان الكبيران العريقان الأهلي والزمالك كوبتين.. أفلت الأهلي من هزيمة أوشك علي الوقوع بها أمام المصري وخرج بنقطة لم يكن يستحقها لولا مساندة الحظ والتوفيق.. وسقط الزمالك في فخ إنبي وخسر أمامه بثلاثية مقابل هدف وحيد.. وإذا كانت الكبوتان من المفاجآت غير السارة للجموع الحاشدة من جماهير مصر الرياضية التي تظاهر التطبيق.. فإن هناك بعض الجوانب الطريفة لهذا الأسبوع الزاخر.. من بينها مثلاً تمسك الإنتاج الحربي النادي الحديث الذي لم يمض علي وجوده بالممتاز سوي عام واحد فقط بالقمة للأسبوع الثالث وبالعلامة الكاملة وهو ما يحسب للوزير مشعل ومعاونه د. عبدالمنعم حسن.. وملاحقة الاسماعيلي له علي مركز الوصيف بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لضيق ذات اليد واحتلال أحمد سمير مركز هداف المسابقة الأول برصيد ثلاثة أهداف.. وقبل أن نستعرض تلك المعالم ببعض التفاصيل لابد أن نشير إلي أن هوالأول الذي انتهي بنهايات إيجابية لكل مبارياته وأنه شهد إحراز 12 هدفاً بمعدل 8.2 هدف في كل مباراة وهو معدل طيب حتي وإن كان بناقص خمسة أهداف عن الأسبوع الذي سبقه. المتابع لمباراتي الزمالك مع إنبي والأهلي مع المصري لم يشعر بالتعاطف مع القطبين بل لعله أشفق عليهما وتخوف من استمرار تواضع المستوي لكل اللاعبين من جميع الجهات باستثناء نفر قليل منهم أمثال محمد عبدالشافي وابراهيم صلاح في الزمالك وسيد معوض في الأهلي.. الغريب أن هناك بعض العناصر بالفريقين لا تستحق ارتداء زيهما وربما أية أزياء أخري بين أندية الدوري العام ومكانهم في دوري المدارس الثانوية.. مثلاً الأكذوبة التي اسمها أبو كونيه الذي استقدمه الزمالك بآلاف اليوروهات والدولارات لم يلعب كرة واحدة بما يرضي الله وتحمله الكابتن حسام حسن طويلاً قبل أن يستبدله في الشوط الثاني.. وعلي نفس المستوي وربما أسوأ بدا محمد شوقي العائد من رحلة احتراف انجليزية وتركية كالتائه بالملعب وهات ياتجلية ووقع في شرك خداعي من محمود عبدالحكيم أثمر عن هدف المصري المبكر في مرمي الأهلي واستمر طويلاً هو الآخر قبل أن ييأس الكابتن حسام البدري من جدوي استمراره فقام بتغييره.. ولا أود أن أعدد وأحدد أسماء الفاشلين في الفريقين لأنهما يمثلون السواد الأعظم وتضم قائمتهم أسماء رنانة ونجوما خفاقة أمثال عمرو زكي وشيكابالا والمحمدي وأبو تريكة وبركات وحسن.. وكان الله في عون جماهير الناديين.. فحال النجوم لا يبشر بأي خير تألق للمدافعين لم يكن أحمد سمير فرج مدافع الاسماعيلي والمنتخب الوطني هو المدافع المتألق الوحيد الذي استطاع ترجيح كفة الدراويش بأهدافه الصاروخية في آخر مباراتين أمام كل من إنبي ثم الجونة.. بل شاركه حالة التألق عدد من المدافعين في بعض الأندية الأخري وكأنهم نشطوا لتعويض حالة العقم والفشل التي أصابت معظم المهاجمين من أصحاب الصيت الزائع والشهرة المدوية.. جاء مثلاً المدافع أحمد صديق علي رأس هذه القائمة بهدفه البديع الذي أحرزه بعد مشوار طويل مارس فيه مهارة المراوغة المجدية ثم سدد الكرة بيسراه غير المستخدمة كثيراً داخل الشباك.. وزاملهما أيضاً محمد عبدالشافي مدافع الزمالك الأيسر الذي أحرز هدفاً بصاروخ نظر إليه أبو جبل بحسرة دون أن يحول دون الاستقرار في الشباك وأوشك عبدالشافي علي إحراز أهداف أخري لولا أن تخلي عنه التوفيق في صواريخه.. كما انضم لهذه القائمة المبدعة من المدافعين الأكفاء فرج شلبي ظهير الوسط الذي أحرز هدف بتروجت الوحيد في مرمي سموحة ورضا العزب صاحب الهدف الثالث للشرطة في وادي دجلة.. ولعل هذه الأمثلة الطيبة تعوض الإخفاق الذي صادف المهاجمين بل تعوض الجماهير عن حالة هشاشة الدفاعات التي شهدتها منافسات الأسبوع الثاني وتسببت في أهدافه الغزيرة التي وصلت 62 هدفاً. نجوم خارج الخطوط ندرة النجوم علي البساط الأخضر وخفوت الضوء والشعاعات داخل الملعب يجعلنا نلتفت لبعض العناصر التي تألقت خارجه من المديرين الفنيين ومعاونيهم من المدربين.. يأتي علي قمة هؤلاء الكابتن أسامة عرابي الذي يثبت مع الأيام أنه تلقي خبرات تراكمية من مدربين أوروبيين عمل معهم يوم أن كان لاعباً ومدرباً بالأهلي وأن هذه الخبرات تجعله ينفذ جُملاً فنية محددة تصنع الفوز لفريقه وتعيد له التوازن إذا كانت البدايات في غير صالحه.. من هؤلاء أيضاً الكابتن طلعت يوسف الرجل الهادئ المؤهل الكفء الذي يترك أعماله تتحدث نيابة عن أقواله.. والكابتن حلمي طولان الذي يكافح لقهر الظروف المعاكسة التي يتعرض لها بتروجت حالياً.. وحمزة الجمل الذي حقق أولي نقاطه مع المقاولون بتعادل إيجابي خارجي مع الحرس بالاسكندرية.. وفاروق جعفر الذي قاد الجيش للتفوق علي الاتحاد بملعبه وبين جماهير الثغر المتحمسة.