أعلنت الأممالمتحدة أمس أن عدد الأشخاص الذين شردتهم الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان ارتفع إلي أكثر من أربعة ملايين، فيما يتوقع أن تعقد المنظمة الدولية اجتماعا في نيويورك خلال الساعات القادمة لحشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين. وقال ماوريتسيو جوليانو المتحدث باسم الأممالمتحدة "وفقا لتقديرات تقريبية فان أكثر من أربعة ملايين شخص في السند والبنجاب ما زالوا يعيشون بلا سقف فوق رؤوسهم" في إشارة إلي الإقليمين الأكثر تضررا بالفيضانات في جنوب ووسط باكستان. وأضاف أن "المانحين حسنوا من مساهماتهم، إنهم يقدمون المزيد والمزيد، رد فعل المانحين لهذه الكارثة يتحسن أكثر فأكثر لكنه لا يزال غير مناسب"، مشددا علي أن الوضع في باكستان "يثير قلقا بالغا". ومن المقرر أن يبدأ اجتماع الأممالمتحدة بكلمة للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيقدم موجزا عن زيارته للمناطق المنكوبة في باكستان الأحد الماضي والحاجة الملحة لضرورة الإسراع في معالجة آثار الكارثة غير المسبوقة. ومن المنتظر أن يتبني المشاركون قرارا يطالب المجتمع الدولي بتوسيع نطاق وتسريع وتيرة المساعدات الإنسانية العاجلة إلي باكستان، لمواجهة التداعيات الفورية للكارثة وتأمين متطلبات إعادة الإعمار المتوسطة والبعيدة المدي. كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أن الوزيرة هيلاري كلينتون ستعلن في اجتماع الأممالمتحدة زيادة حجم المساعدات المدنية لباكستان، علاوة علي 90 مليون دولار كانت قد قدمتها واشنطن لإسلام آباد لمواجهة كارثة الفيضانات. ومن جانبه، أعلن البنك الأسيوي للتنمية أنه من المتوقع أن يساهم بملياري دولار علي الأقل، وقال البنك الذي يتخذ من العاصمة الفلبينية مانيلا مقرا له في بيان "بينما ستستغرق عملية التقييم عدة أسابيع حتي تكتمل إلا أن الأضرار حتي الآن صادمة". وأعلنت باكستان أنها تلقت 300 مليون يورو من المساعدات الدولية لإغاثة الملايين من منكوبي الفيضانات لكن الكثير من المتضررين لا يزالون بلا مأوي أو غذاء ما يزيد من حدة الانتقادات لفعالية أداء الحكومة. وأعلن مركز الأرصاد الجوية تراجعا في هطول الأمطار الموسمية بعد تساقط أمطار غزيرة لثلاثة أسابيع هي الأسوأ في تاريخ باكستان، ألحقت أضرارا بنحو عشرين مليون شخص من إجمالي سكان البلاد البالغ 170 مليون نسمة وخمس أراضي باكستان.