محطة التليفزيون العربي التي أمر بإطلاقها أنس الفقي وزير الإعلام بمناسبة الاحتفال بمرور 05 عاما علي انشائه هي بالفعل ضربة معلم تماما كما وصفها الجميع. القناة كانت كالطعنة التي اسكتت كل من شكك او ادعي غير حقيقته ان التليفزيون المصري هو أبو الريادة في هذا المجال في الشرق الأوسط والعربي وردا بالغا علي كل من يحاولون اللهث وراءنا مدعين قدرتهم علي سحب البساط من تحت اقدامنا ولكن هيهات ومهما فعلوا فالفارق شاسع مهما ملكوا من امكانات. التليفزيون المصري الذي ولد عملاقا منذ اللحظة الأولي ولايزال، ولد علي ايدي المصريين الذين تكاتفوا جميعا لإنجاح التجربة ولم يكن في يوم من الايام معتمدا علي آخرين خططوا له ووضعوه ومازالوا يقودونه تحت سمع وبصر أصحابه من المدعين.. التراث الذي يمتلكه التليفزيون المصري ومازال خير دليل علي ان ارضه التي يقف عليها صلبة قوية برغم محاولات الاخرين وبرغم السطو الذي حدث علي اجزاء كبيرة منه لحساب تلك الفضائيات المدعية فهي لا تعتمد إلا علي ثروة الشاشات المصرية سينما وتليفزيون بعد ان تمكنت بشكل أو بآخر من الاستيلاء عليها. التجربة خلال الايام الماضية منذ بدء ارسال القناة حققت نجاحا كبيرا كان في رأيي متوقعا فالناس كانت علي عشق لمعرفة كيف بدأ التليفزيون المصري خاصة وهو يحتفل بعيده الخمسين »الذهبي« شاهد الملايين حجم وكمية ما تحتويه المكتبة العامرة من ذخيرة وتراث قلما تجده في اي تليفزيون آخر. رأينا قوة التراث وتميزه وعظمة المعدين والمقدمين والمخرجين وروعة المادة التي تقدم. رأينا مباريات كتبت احرفها من نور في التاريخ ومسرحيات تفوق بها التليفزيون علي نفسه وبرامج حوارية ولقاءات نادرة لاساطين الفن والادب والشعر والموسيقي والرياضة صنعوا جزءا من تاريخ مصر استطاع التليفزيون بتراثه ان يحافظ عليهم باشكالهم احياء صنعوا ارواحهم بيننا. حلقة التليفزيون التراثية مع عميد الادب العربي طه حسين مع اللامعة التليفزيونية ليلي رستم كانت قمة في درس العطاء، حلقة جمعت كلا من العميد وحاوره ادباء مصر ومفكروها نجيب محفوظ وأنيس منصور وعبدالرحمن الشرقاوي ويوسف السباعي ومحمود أمين العالم وكامل زهيري وهم من هم، حوار راق في قيمته الادبية وروعته الحوارية التي دارت حول الادب العربي. القناة اخرجت لنا دور المسرحيات التي ماتزال حتي الآن اعجازا فقد ولدت عملاقة في بدايات التليفزيون خلقت جيلا من الاساتذة تخرجوا من مدرسته وتحت عباءته فيما عرف بعد ذلك بمسرح التليفزيون ولا نعرف لماذا توقف نشاط قدمه هواه صاروا فيما بعد اساتذة عمالقة؟! وامتعتنا القناة علي مدي الساعات التي يشملها الارسال بتراث من البرامج الأخبارية التي كانت جزءا من تاريخ مصر وعلي رأسها زيارات الرئيس عبدالناصر للجبهة استعدادا للحرب والرئيس السادات وزيارة الشاه لمصر وغيرها من البرامج التي شكلت جزءا من تاريخنا. أتمني ان تستمر القناة القوية العملاقة وادعو انس الفقي وزير الاعلام الي تقويتها شريطة ألا تلوثها الاعلانات فهي قناة من التراث الجميل وهناك الملايين وانا منهم اسعدهم وجودها ويسعدهم اكثر استمرارها. ويا أيها المدعون هل عرفتم من أصحاب الريادة الحقيقيون؟. SHALASH_OSAMA@ HOTMAIL.COM