[email protected] إذا نظرنا إلي الواقع السياسي الذي تمر به المنطقة، نستطيع ان نقف علي بعض الشواهد التي توضح وتؤكد نوايا حكومة تل أبيب، ومدي جدية توجهاتها تجاه السلام مع الفلسطينيين. فبقراءة بسيطة لتحركات تلك الحكومة نستطيع ان نحدد تلك التوجهات، فضم مناطق عربية بمدينة القدس، والتعرض للمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصريحات الاستفزازية تجاه مشروع الدولة المؤقة، وعدم الاعتراف بحدود 76، ومطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية واجبار عرب 84 علي القسم والولاء لدولة إسرائيل واستمرار تنفيذ السياسة الأمنية ضد المناطق الفلسطينية، ووضع الحواجز الأمنية علي المدن الفلسطينية وفرض الحصار علي غزة، وتصريحات نارية تجاه الجولان ثم بعد ذلك مخاطبة المجتمع الدولي ومطالبته برعاية المسيرة السلمية! خاصة انه لا يوجد ميثاق فلسطيني يستطيع ان يحدد الطرف المفاوض مع حكومة نتنياهو. فبنظرة سريعة يمكن ان نخلص بالآتي.. ان من صنع حماس هي »الشاباك« الإسرائيلي ومن فرض الحصار علي غزة هي حكومة إسرائيل، ومن اضعف أبومازن ومن قبله عرفات هي قيادات إسرائيل. فمنذ ان بدأت المفاوضات في عهد الرئيس الشهيد عرفات لم يحصل من حكومات إسرائيل علي أي مكاسب يستطيع ان يضعها في مواجهة الأصوليين والمتطرفين، وبالتالي هدفت إسرائيل إلي معارضة عرفات أمام المجتمع الدولي لاظهار حسن نواياها ومن جهة اخري تقوي معارضيه وتدعم من تواجد نفوذ المتطرفين الإسلاميين في مواجهة الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي، وبما يضمن فرض قيود وشروط فلسطينية علي عرفات من قبل الفرقاء المتطرفين المدعومين من تل أبيب، وهو الأمر الذي يتكرر هذه الأيام. إسرائيل تتحجج بوجود حماس وعدم قدرة أبومازن علي السيطرة علي الموقف واتخاذ قرارات في حين إذا نظرنا إلي الواقع نجد ان الممارسات الإسرائيلية تبني علي خطة أساسية أولها الفصل بين غزة ورام الله كمشروع دولتين. وثانيهما هو اضعاف موقف أبومازن واتهامه بعدم القدرة علي التفاوض رغم انهم الذين يمارسون سلطات تضعف من موقف الرئيس أبومازن وتقوي من معارضيه في مواجهته، فحتي فتح انقسمت علي رئيسها، وجزء منها كفر بموقف المفاوضات، وتوجه إلي قاعدة حماس المتطرفة، ومن جانب آخر تراهن إسرائيل علي الموقف الحالي لأمريكا. فرغم التصريحات البراقة وتعهدات أوباما باقامة دولة فلسطينية الا ان الرئيس الأمريكي يقع تحت ضغط الجماعات الصهيونية واليمين المتطرف في أمريكا في ظل الانتخابات التشريعية »الكونجرس الأمريكي« في نوفمبر القادم، فلو استطاع أوباما ان يمر من هذه الأزمة وهي الانتخابات فان إسرائيل تعلم انه سوف يحصل علي أغلبية في الكونجرس تضمن للديمقراطيين القدرة علي اتخاذ القرارات وتمريرها وهو الأمر الذي تسعي إسرائيل لاجهاضه لضمان وجود معارضة جمهورية صهيونية قادرة علي تحجيم حركة الرئيس الأمريكي، وبالتالي فان رهان إسرائيل ليس علي استمرار المفاوضات والوصول بشكل مباشر خلال 0102 ولكن رهان إسرائيل هو احتواء فترة الرئيس الأمريكي وحتي نهايتها سعيا لاعادة الموازنة من جديد وعودة الجمهوريين إلي الحكم. فمن المنتظر من نتنياهو هو سياسة التسويف والمماطلة خلال الاعوام القادمة، وحتي الانتخابات الأمريكية. وهنا يجب ان نتوقف ونري.. هل أوباما قادر علي مواجهة هذا المخطط من عدمه. وماذا يمكن للعالم العربي ان يقدم لأوباما لدعمه سياسيا لاحراج إسرائيل؟ فالرؤية من خلال التجارب السابقة ان مصلحة العرب مع الحزب الديمقراطي وليس الجمهوري وبالتالي يجب علينا كعرب ومصر ان نبدأ في اعداد سياسة لمواجهة مخططات إسرائيل ودعم موقف الاعتدال الأمريكي تجاه المفاوضات القادمة، بما في ذلك تقديم المشورة والنصح والتعاون مع الرئيس أبومازن حتي يستطيع ان يواجه المخطط الذي يحيط بالقضية الفلسطينية سواء من الداخل الفلسطيني أو المحيط الإسرائيلي. إلي من يهمه الأمر التغيير حلم.. أصبح واقعا لست مع المعارضين الذين يصنعون قداسة علي مواقفهم ويبدون وكأنهم يوزعون صكوك الوطنية علي الآخرين. القصف بالمدافع الصحفية لن يقرب اختلافا في الرأي وإنما يفسد كل قضايا الود. ليس بعدد الوحدات الصحية يعالج المواطن المصري.. ولكن بما تقدمه هذه الوحدات من خدمة طبية. من الأكثر فسادا.. نوابا الكيف والقمار والملاهي الليلية والتجنيد والجنسية.. ام نواب العلاج والتعينيات البرلمانية بالشركات الحكومية.. اعتقد ان الاخرين كانوا يسرقون حياة المواطنين ومستقبل الشباب! الاعلام صناعة وعندما ينجح كمشروع اقتصادي يكون قد نجح في رسالته ووظيفته الإعلامية. لا بديل لحل مشكلة البطالة والفقر الا بزيادة حصتنا التصديرية في عالم مفتوح علي التنافس الحر. جمعيات تنمية المجتمع أصبحت عبئا علي المجتمع!