كل انسان بمن فيهم أنا وأنت له عند ربنا »42 قيراط رزق« سيحصل عليها، سيحصل عليها!.. وإذا كان بعض حقوقك عند الناس تضيع، فإن حقك عند ربنا لا يضيع أبدا.. ولكن بصراحة.. البعض منا لا يرضيه توزيع ال 42 قيراطا الخاصة به، ولا يرضي بقسمة ربنا له.. ومن هنا تبدأ دراما الحياة كلها وتدور الاحداث والاختبارات حول منسوب الرضا عن الله بين عبد وآخر! أحداث يجريها ربنا عليك ليري ما عندك من »شكر« علي عطاء وفير أو »صبر« علي القليل ويا بخته الفائز برضا الله ويا تعاسة حظه الخسران! وانظر الي تدابير ربنا وشئونه في خلقه.. فقد يعطي لانسان مالا كثيرا بغير تعب.. أو يعطيه صحة وعافية بغير طلب.. بينما تري انسانا شقيان من كثرة العمل وحظه في المال قليل.. أو تراه ذا مال بغير عدد وصحته في ذبول وتداع دون ان ينفعه المال.. ولو سألته ماذا تريد يقول: أريد الصحة.. وتراه زاهدا في المال.. ولو سألت صاحب الصحة عما يريد تراه يريد المال وهو غافل عن قيمة الصحة!! وهكذا تمضي الحياة وكل انسان يبحث في شوق عما نقص منه.. يريد الكمال ويتمناه ويحلم به وهو محال في الدنيا.. فلا كمال أو اكتمال إلا هناك.. عند الله حيث العيش بلا تعب والشباب بلا هرم والصحة بلا مرض والسعادة بلا بؤس! المهم ان تفهم أن نصيبك في حياتك سيصل إليك كاملا وان نجاحك يكمن في شكرك لله علي ما اعطاك.. وفي صبرك علي ما نقص منك. وليس معني ذلك ألا تسعي وتجتهد لتعويض النقص فالله الذي خلق المرض أمرك بالتداوي وخلق لكل مرض خمسة أنواع من الادوية.. كما أمرك بأن تسعي في الأرض طلبا للرزق.. ولكن المهم ان تفهم ان كل شيء منه.. وان كل شيء له.. وأنك في اختبار بين المنع والعطاء فترضي دون ان تسخط علي قدر الله وعدله. لي صديق حرمه الله من نعمة الانجاب خمسة أعوام.. ظل فيها يستغفر ويطلب من الله ويسعي بين الاطباء.. واستجاب الله له واعطاه بعد ذلك أربع بنات! اقسم لي وهو يضحك ويبكي في نفس الوقت: والله أنا وابويا وأمي ومراتي نفسنا في ولد.. لكن بصراحة مكسوف اسأل ربنا فقد اعطاني اكثر مما استحق.. ولم استوف شكره علي نعمة الاربع بنات حتي الان فكيف اطلب المزيد دون أن أسدد عن الموجود؟! عنده حق. عصام حشيش