حقا انه عالم مجنون بالساحرة المستديرة.. التي استولت علي العقول بمفاجآتها المثيرة.. أسألكم أيها الناس هل خلت البشرية من المتاعب.. وتغلب المصلحون علي المصاعب.. فلم يعد غير كرة القدم.. وكأس العالم الذي تشارك فيه الامم.. هل شبعت بطون الجياع.. وهل أمن الفقراء شر الضياع.. والاطفال الذين يموتون.. وهم من الجوع يتضورون.. وعددهم بالملايين في شتي البقاع.. من المعمورة يفترسهم الفقر والمرض عرايا جياع.. الجفاف ضرب أرضهم.. واضني وأذوي اجسادهم والبؤس وراءهم وامامهم.. انهم الضحايا يصرخون ويناشدون الضمائر الحرة ويتوسلون.. ويلقي اليهم بالفتات.. وكأنهم نفايات.. واهالي المناطق المنكوبة بالفيضانات.. وثورة الطبيعة والتغيرات المناخية.. واعصارات وثورات بركانية.. وصراعات طائفية واقتتالات.. بين اهل البلد الواحد والاخوات ويأتي كأس العالم في توقيت غير مناسب.. امتحانات الثانوية العامة والجامعات.. ويتفرغ اغلب الطلاب لمتابعة المباريات.. علي القنوات الارضية وشاشة الفضائيات.. وينصرفون عن المذاكرة ويهدرون.. وقتهم ويغضب الاباء ويثورون.. وهم يشاهدون اولادهم يركزون.. في متابعة »الماتشات« ويراهنون.. علي الفريق الاسباني.. والبعض يشجع الالماني.. وهذا يشجع البرازيل.. والصغير ارجنتيني.. وتبدأ المشاحنات.. وتنقلب الي مشاجرات.. هل الكأس اوروبية.. ام لاتينية امريكية.. وينقلب البيت الي ملعب ومراهنات علي من سيخسر ومن يكسب.. ولن يرحمنا من هوس المتعصبين.. لكل فريق سوي الله رب العالمين.. مثبت العقل والدين.. وان يرحمنا من اصوات المعلقين.. الذين تشق حناجرهم الفضاء.. مع كل كرة ترتفع في الهواء.. وتحترق اعصابنا بسبب الانفعال.. والوصف التفصيلي والقيل والقال.. وأنا لست من اعداء الرياضة الناقمين علي اللعبة الحلوة ولا من الكارهين.. ولكن لماذا كرة القدم بالذات.. المفضلة علي جميع اللعبات.. ليس في مصر فقط ولا المنطقة العربية.. بل علي مستوي العالم في الكرة الارضية.. وزمان قالوا ان العقل السليم في الجسم السليم.. وهي مقولة حق ومع الواقع تستقيم كما أن الرياضة تقرب بين الشعوب.. مهما كان الغالب والمغلوب.. وهي لغة تفاهم عالمية واقرب الي القلوب من اللغات الرسمية.. ولكن لازلت.. اسأل لماذا كرة القدم هي اللعبة الشعبية.. وابطالها للعجب يوزنون بالذهب.. ولا عزاء او رثاء للجائعين البؤساء.. أطفال آسيا والقارة السمراء.. ويا أيها العالم المجنون بالساحرة المستديرة، و»المونديال« بجنوب افريقيا احداثه كثيرة.. اقول من يا تري الفائز بالكأس الذهبية.. المجتهد أم المحظوظ من الفرق الاجنبية وحتي ذلك الحين.. نحن من المنتظرين.