انسب عنوان لمؤتمرات تطوير التعليم التي تعقد في بلادنا علي مدي اكثر من ثلاثين عاما هو: دروايش حلقات ذكر، وطوال هذا التاريخ الطويل لايمل المسئولون من وزراء تعليم ورؤساء جامعات من ترديد كلمة: تطوير التعليم وملاحقة التقدم العلمي العالمي.. وعندما تلتفت حولك، لاتجد تطويرا.. وتسأل اين ذهبت توصيات هذه المؤتمرات، ولماذا لم يتم تنفيذها.. لاتسمع اجابة، انما تسمع جعجعة ولاتري طحنا.. وبعد انتهاء الليلة ، اقصد مؤتمر تطوير يتسابق الدراويش الذين تم اختيارهم وفق معايير المودة والانتماء والمحبة، علي قصعة الفتنة ليأخذ كل واحد نصيبه من الفتة أقصد المكافآت.. والكل بيرزق .. وربنا يجعل خزانة الدولة عمار. وقد تلقي »المحرر« من الدكتور السيد محمد عمار الاستاذ المتفرغ بكلية الصيدلة جامعة المنصورة هذه الرسالة: تعقيبا علي ما كتبتموه ب »اخبار الجامعات« بتاريخ 03 يونيو الماضي، عن مؤتمر تطوير التعليم الطبي، فانني أشارككم الرأي، في ان معظم هذه المؤتمرات مؤتمرات شكلية ومضيعة للوقت واهدار للمال ويظل التخلف علي ما نحن فيه، والدنيا من حولنا تركض إلي التقدم والمزيد من المعرفة، فمن يعرف اكثر يملك القوة والغلبة.. وأري انه يجب اعادة النظر في سياسة المؤتمرات العلمية التي تقيمها الجامعات ومراكز البحوث. بحيث تقتصر الجلسة الافتتاحية علي الترحيب بالحضور من المسئولين والمشاركين بالابحاث في المؤتمر دون ترديد اسمائهم ووظائفهم عشرات المرات بلا داع، ثم ندخل مباشرة في فعاليات المؤتمر حيث ينتقل المسئولون من علي المنصة إلي مقاعد المشاركين في المناقشات، .. وللأسف ننفق علي المؤتمرات الوهمية ببذخ ونستقدم اساتذة اجانب، ندفع لهم ونستضيفهم، بينما لا يعامل أساتذة وعلماء الداخل بالمثل ، والمتابع للمؤتمرات في الخارج يعلم انه من النادر ان تقيم الجامعات مؤتمرات علي حسابها الخاص، وانما تتولي ذلك الجمعيات العلمية باشتراك يدفعه الباحثون من مشروعاتهم البحثية ويتحملون نفقات اقامتهم، وفي بعض الاحوال تساهم الاقسام العلمية في النفقات واذكر انه عندما كنت استاذا زائرا بجامعة ولاية أوهايو الامريكية ، ان حضرت احد المؤتمرات نظمته وكالة حماية البيئة الامريكية عن الاثار الصحية لمعقمات مياه الشرب في أحد الفنادق الكبري، وكان ابني وعمره ست سنوات مشغولا بالسباحة في حمام الفندق وفي استراحة بين الجلسات سأله استاذ امريكي مداعبا: لماذا لا تحضر المؤتمر معنا يا عمرو، فرد عليه الطفل بتلقائية: ما هذا المؤتمر، إلا اناس يتكلمون واناس يستمعون جالسين علي الكراسي، فقال الاستاذ الامريكي للطفل: لقد وصفت المؤتمر بدقة، وفي جملة بسيطة، ربما قالها الطفل استغرابا ولكنها طبيعة المؤتمرات، ان يظل الجميع جالسين في مقاعدهم للاستفادة العلمية والمناقشة، اما في مؤتمراتنا العلمية، في جامعاتنا فالامر يختلف، المؤتمر عبارة عن جلسة الافتتاح، وانفض المولد أو السامر، بالمناسبة ان من يريد الاشتراك في العشاء في مؤتمرات الخارج يدفع قيمة عشائه، فالاموال التي تنفق في سفه في مؤتمراتنا هي من حصيلة ما يدفعه المواطن البسيط من ضرائب اثقلت كاهله ولا مكان للفنجرة، من جيب الدولة. يا اصحاب القرار في جميع مواقع البحث العلمي من مسئولين وباحثين وجهوا ما تصرفونه ببذخ إلي انتاج بحث علمي متطور، فهو أحق بذلك،والا فقولوا لنا ما عائد هذه المإتمرات علي المجتمع وما حجم الاموال التي انفقت عليها وضاعت هباء ولنتق الله في مصر .. وإلا فلن نتقدم، ونظل دائما الي الخلف در .. ! المحرر