وقبل أن نتفقد أحوال التعليم.. هيا بنا نلقي الضوء علي الأمية في مصر ومع الرسائل من أسفل لأعلي م. عصام الدين محمد يقول: بالرغم من الجهود الضخمة التي تبذلها هيئة محو الأمية بالاشتراك مع العديد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بغرض ما يسمي بتعليم الكبار.. فإن التسرب من التعليم يمثل عائقا كبيرا يعرقل آثار هذه الجهود, ولذلك فمن الافضل أن تركز الهيئة جهودها علي تعليم الصغار المتسربين من التعليم لكي نغلق صنبور التسرب أي نبدأ من أسفل إلي أعلي.. وليس العكس, و هكذا نعالجها.. أ.طارق محمود والحل هو عمل أبحاث علي غير القادرين ومساعدتهم ماديا بدلا من ملايين الجنيهات التي تصرف علي البسكويت الذي لا يؤكل!! مع صرف الكتب لهم بالمجان.. ورسالة الأرقام المفزعة د. إلهامي عمارة.. بل الارقام الفضيحة!! هي تلك الأرقام التي عرضت في أحد مؤتمرات اليونسكو والتي تنم عن مدي حاجة الانسان العربي للتعليم والثقافة والقراءة بقدر حاجته للطعام والشراب, فمن بين340 مليون نسمة هم عدد سكان الأمة العربية أكدت الاحصائيات إن عدد الاميين وصل في عام2007 إلي نحو100 مليون!! أي إن30% من سكان الوطن العربي أميون... وبالطبع نسبة كبيرة من هؤلاء مصريون!! وبعد ذلك نتساءل لماذا نحن متخلفون؟! وعن الأمية بمعناها الجديد أو كما يفهمها العالم المتقدم.. ورسالة هذه الامية د.عبداللطيف أبوالسعود.. يري أنه من الضروري بل من المفيد تدريس علوم الكمبيوتر في جميع سنوات الدراسة بكليات الهندسة حتي نلحق بالدول التي سبقتنا.. فطالب اليوم هو مهندس الغد وهو نواة لعضو هيئة التدريس في جامعة المستقبل.. ولن يمكن تطوير الدراسة في كليات الهندسة مادام القائمون علي التطوير بعضهم أو معظمهم بحاجة إلي محو الامية الكمبيوترية!! ورسالة الإرث الخطير أ.دعادل الغندقلي.. يري أن الطريق للقضاء علي الامية يتطلب الاستفادة من خريجي كليات التربية والآداب ومنحهم الحوافز المقررة لتعليم ومحو أمية كل فرد.. والاستفادة واستثمار المدارس في إنشاء فصول لمحو الامية في غير أوقات الدراسة.. ويمكن أيضا منح حافز مادي ولو ضئيلا لكل دارس يتم محو أميته. ورسالة أفضل وأرقي أ.أمين عارف.. مشيرا إلي ما أكده د.رأفت رضوان رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار عن أن هناك مشروعا لخطة إعلامية قومية للقضاء علي الامية بتكلفة15 مليون جنيه!! ويتساءل.. لماذا لاتقوم وزارة التربية والتعليم بتسليم كل مدرس5 أشخاص لمحو أميتهم.. فهذا أفضل وأرقي للمدارس من امتحانات الكادر التي ذهبت مع الريح هي والمصاريف التي صرفت من أجلها!! ويمكن بعد ذلك أن نصرف لهم الأموال المخصصة للكادر فهذا أجدي وأنفع!! * التعليم الاساسي قبل الجامعي! فعن المدارس وأحوالها!! الشق الأول د.عبدالحميد عمر.. مؤكدا انهيار الشق التعليمي بوزارة التربية والتعليم, والدليل علي ذلك المدارس الخاوية علي عروشها في كل مراحل التعليم, حيث أصبح الطالب لا يذهب إلي مدرسته إلا مرتين طوال العام الدراسي.. مرة لتسجيل اسمه في الفرقة التعليمية والثانية لأخذ رقم الجلوس.. أما باقي الأيام فهو ينتقل من شقة إلي شقة أو من سنتر إلي آخر لتعاطي الدروس الخصوصية!! أما الشق الأول لاسم الوزارة وهو التربية فهو يتآكل أيضا, وقد قرأنا جميعا عن مدرس الكمبيوتر بإحدي مدارس البنات الابتدائية آه والله الابتدائية الذي أتي بأعمال مشينة مع8 تلميذات صغيرات!! ورسالة داخل المدرسة.. أ.عبدالحميد سالم.. لفت نظره وجود سرنجات ملقاة علي الأرض في مدرسة أحمد شوقي الابتدائية نعم أيضا الابتدائية.. خدوا بالكم!! وعلم من حارس المدرسة إن هناك مدمنين يقفزون من علي السور ليلا لتعاطي الأبر والمخدرات!! ولا يستطيع أحد التصدي لهم وعندما أشار كاتب الرسالة علي ناظر المدرسة بتعلية السور.. أكد له الناظر أن هيئة الابنية التعليمية تمنع ذلك!!.. ويطالب كاتب الرسالة بانشاء شرطة مدرسية لحماية أبنائنا الصغار من مدمني المخدرات.. وهذه نقطة ضوء وسط الظلام.. ورسالة تجربة رائعة م.موريس فرج.. يلقي فيها الضوء علي تجربة محافظة دمياط التي ترفع شعار جودة التعليم بدون دروس خصوصية والتي تمت بدعم من المحافظ عن طريق مجموعات تقوية بعد الظهر يقوم بها المدرسون نظير مقابل مادي يتم صرفه من المحافظة وليس من الطلاب. * وعن المدرس.. حاله وأحواله.. ورسالة علي درب التقدم د.خليل عبدالمقصود.. يقول: لا يعقل أن نترك المدرس وهو أساس العملية التعليمية علي حالة ومعلوماته المجمدة برغم التطويرات والتغييرات العلمية في العالم كله.. ويتساءل لماذا إذن نهاجم الوزارة التي قررت الارتقاء بهذا المدرس؟ ولماذا يرفض المدرسون أمتحانات الكادر؟.. ورسالة طريق العودة م.جلال غريب يؤكد أن جودة التعليم ليست مجرد مبان حديثة لها تجهيزات. ومعايير أنشئت من أجلها هيئة قومية!! ولكن الجودة تعني المدرس المدرب علي أساليب التعليم الحديثة.. وتلاميذ يجب اعدادهم وتنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم ليتمكنوا من تطبيق ما تعلموه.. وهذا يتطلب الوجود الدائم للتلاميذ في مدارسهم علي مدي العام الدراسي.. ويطالب بمؤتمر عام يناقش كيفية عودة التلاميذ لمدارسهم؟! * وعن الامتحانات.. وسرقتها!!.. والغش عيني عينك.. والعديد من الرسائل.. ورسالة حرائق وجه قبلي! عن واقعة غريبة نشرتها الصحف وهي قيام الاشقياء بجمع أوراق الاجابات وسط فناء احدي مدارس محافظة سوهاج.. وأشعلوا النار فيها.. تصوروا! ويتساءل كاتب الرسالة: أين الأمن والمراقبة والحراسة؟! وهل من الصعب حفظ هذه الاوراق داخل خزائن حديدية؟! ورسالة علي الأساور والأكمام د.حمدي عبدالسميع.. بل والايدي والأذرع والأرجل!! يكتب الطلبة الغشاشون المقرر! فكيف ستكون صورة المستقبل الذي سيبنيه من نجح بالغش والتدليس؟! * وعن الثانوية العامة..!! ورسالة ليست اتجاها واحدا أ.محمد حسين حجازي.. فهي تنتقل من نظام المرحلة الواحدة إلي نظام المرحلتين ومن نظام تحسين المجموع الكلي للدرجات إلي صرف النظر عنه كلية.. وهو أمر يبرهن علي أن نظم وأساليب التعليم في بلدنا تسلك طرقا بتعبير مروري يسمح فيها بالعودة ولو بعد حين وليست بالضرورة اتجاه واحد!! ورسالة صور بلا رتوش أ.د. صلاح الغزالي حرب.. يقول: ما يحدث في امتحانات الثانوية العامة أمر لا يمكن السكوت عليه ولابد من وقفة حازمة لإنهاء هذه المهزلة التي لا مثيل لها في كل بلدان العالم! ويجب أن نعترف جميعا بأن أصل الكارثة يكمن في اختفاء دور المدرسة نهائيا مع الاعتماد شبه الكامل علي الدروس الخصوصية في المنازل والمراكز تحت سمع وبصر كل المسئولين, مما يعني وبكل وضوح رضاء الاجهزة المسئولة عن هذا الوضع المشين تجنبا لإثارة الناس المهمومين وإرضاء للمدرسين المظلومين والمحتاجين!! ويطالب بضرورة مراجعة فلسفة الامتحانات وطريقة وضعها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منها طبقا للمواصفات العالمية المتفق عليها وليس طبقا لمزاج هذا الوزير أو ذاك!! أو طبقا لأقدمية الموظف المسئول!! * التعليم الجامعي والبحث العلمي: ليس أحسن حالا من سابقه!! وكيف ذلك والطالب قضي حوالي12 عاما قبل التحاقه بالجامعة متعاطيا ومدمنا للدروس الخصوصية.. * فعن التعليم المميز.. ورسالة السؤال المطروح: أ. عماد عبدالمسيح.. وهي القضية التي أثارها أ.أحمد البري.. وكيف تم التوسع فيه حتي أصبح الآن يشمل معظم الطلبة مما أدي بالطبع إلي انتشار القلق والسخط بين الناس.. وبرغم تصريح الوزير في بداية تطبيق تجربة التعليم المميز بأن التجربة ستكون محدودة علي بعض الطلبة فإن الواقع يقول إن تلك التجربة الوليدة في طريقها نحو التعميم!! ويتساءل بمرارة:فهل الدولة مقبلة علي إلغاء حق مجانية التعليم والمنصوص عليه في الدستور؟ * وعن التعليم المفتوح!!.. ورسالة بلا فلسفة واضحة.. أ.لطفي النميري.. مندهشا عن إصرار د.هاني هلال وزير التعليم العالي علي قراره بإتاحة التعليم المفتوح في كليات الإعلام بمجموع50% مع إلغاء شرط مرور5 سنوات!! وذلك ردا علي مقالات أ.أحمد البري الذي يري أن إتاحة دخول أي كلية بمجموع50% سواء عن طريق المعاهد الخاصة أو التعليم المفتوح فيه غبن شديد في حق الطالب المتفوق الحاصل علي95% في الثانوية العامة في نفس العام!! فهل صار التعليم في مصر حقلا للتجارب بلا فلسفة واضحة؟ * وعن كليات القمة!.. ورسالة ظاهرة مصرية د.محمد محمود يوسف.. يعرب فيها عن أسفه لأن مجتمعنا قد تشبع بثقافة كليات القمة!! ويقول: وطبقا لنظرية تداعي المعاني فهناك بالمقابل كليات القاع!! وستكون المفاضلة دائما بين القمة والقاع!! وسيكون الانحياز بالطبع وتلقائيا للقمة... ويشير إلي عزوف الطلاب عن الالتحاق بكليات الزراعة في بلد هو في الحقيقة بلد زراعي. ورسالة ليس الطب وحده د.عبداللطيف أبوالسعود الذي يري أن التعليم الجامعي في مصر يعاني من حالة انهيار كامل لاينكره الا مكابر أو جاهل.. وأشار إلي مشاكل التعليم الطبي ودرجات الرأفة وطالب بإلغائها.. والحق أن الطب ليس وحده الذي يعاني من ذلك.. حيث أصبح حال خريجي الجامعات المصرية لا يخفي علي أحد في البلاد الأجنبية لدرجة أن بعض البلاد العربية لاتسمح للطبيب المصري الحاصل علي درجة الدكتوراه بمعالجة مرضاهم قبل أن يعقدوا له امتحانا ليطمئنوا إلي علمه وخبرته!! * جودة التعليم الجامعي.. ورسالة د.حامد عبدالرحيم عيد إذ لديه آمال وأحلام ورجاء في أن تكون لدينا جامعة جديدة.. وهي رسالة تتحدث عن الجودة من منظور آخر غير الجودة المطبقة حاليا في جامعاتنا, والتي تربط زيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس بجودة الاداء وأهم شروطها حضور عضو هيئة التدريس4 أيام اسبوعيا بواقع7 ساعات يوميا. ورسالة اجتماعات بلا فائدة د.نبيل فتح الله.. مشيرا إلي أنه لم يعد لنا ذكر في ترتيب الجامعات بين جامعات العالم!! والغريب أننا مازلنا نبحث ونفحص ونمحص ونعقد المؤتمرات والاجتماعات لنقرر هل نربط الجودة بزيادة دخول أعضاء هيئة التدريس بالجامعات, أم نزيد الدخول بدون ربطها بالجودة كما قضي الحكم القضائي أم نلغي الزيادة تماما!! وكأنك يا أبوزيد ما غزيت! ورسالة جهود زائدة د.مينا بديع عبدالملك.. متسائلا: هل يعقل أن تنحصر جودة التعليم الجامعي في كتابة استمارات تفيد الوجود المنتظم في الكلية وعلي أساس ذلك يتم صرف المكافأة لعضو هيئة التدريس كل10 أسابيع تسمي جهودا زائدة؟ ثم هل تحسن التعليم الجامعي بعد هذه الجودة المزعومة!! ومناشدة للمسئولين بألا يدمروا الجيل الجديد من أعضاء هيئة التدريس بأمور شكلية لاتمت إطلاقا إلي الجودة والحقيقة وضمير الاستاذ الجامعي بأي صلة؟. ورسالة وغير المتفرغ أيضا د.محمد صالح الفيومي.. الذي يرجو السماح للأستاذ غير المتفرغ بالاشتراك أيضا في نظام الجودة أسوة بجميع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية.. ورسالة وحسمت الخلاف د.أحمد عثمان.. حسمت الدولة الخلاف مشكورة لمصلحة شيوخ الاساتذة, وسمحت بالاشتراك في نظام الجودة لمن وصلوا لسن السبعين عاما خلال العام الجامعي وحتي نهاية العام الدراسي.. ورسالة منزوع الجودة د. نبيل محمد النجار أستاذ متفرغ بجودة.. متسائلا ومندهشا.. إلي متي يستمر بذر الشقاق والتناحر بين أساتذة الجامعات.. فلقد تم تقسيمهم إلي اساتذة عاملين وأساتذة متفرغين وأساتذة غير متفرغين.. وازدادت الفرقة بينهم واتسع الشرخ باختراع جديد وهو ما يعرف بزيادة الدخل بشرط جودة الاداء!! فانقسم الاساتذة مرة أخري إلي قسمين.. أستاذ عامل بجودة.. واستاذ متفرغ بجودة.. أما غير المتفرغ فمنزوع الجودة؟! وتفرغ الجميع لتستيف أوراق الجودة وما أكثرها!, وتفنن الجميع وأبدعوا في الوسائل المختلفة للمطالبة بحقهم المادي,, ورأينا الاساتذة يقفون وقفات احتجاجية. ورسالة هكذا تتحقق الجودة أ.د.حمدي أبوبيه حيث يري ضرورة أن تكون إقامة عضو هيئة التدريس بالجامعة بنفس محافظة جامعته.. ويري أن ذلك شرط أساسي في تحسين الجودة. ورسالة غير معنية بالزيادة د.محمد صفاء الدين.. مشيرا إلي شائعة منتشرة عن ان مراكز البحوث لاتخضع لهذه الزيادة المرتبطة بجودة الأداء برغم كونها تتبع كادر الجامعة؟! ويتساءل أين الحقيقة؟ * البحث العلمي.. والجواهر والامواج د.صلاح عيد.. يقول: الحياة الانسانية بحر جواهره في أعماقه وأمواجه علي سطحه.. والمفروض في أساتذة الجامعات أن تنفذ أبصارهم إلي الجواهر.. ولا تقف عند الأمواج المتلاطمة بأحداث الحياة كبيرها, وصغيرها, فلقد لاحظت انحصار اهتمام بعض الاساتذة الاعزاء في أمواج بحر الحياة وأحداثها الجارية أستنكارا هنا!! وشجبا هناك!! أليس من الأجدي والانسب أن ترتفع أصواتنا بنظرية جديدة في الطب أو الهندسة أو الأدب أو غيرها؟! من جواهر بحر الحياة وهذا هو عملنا ومجالنا.. فيجب أن يكون همنا الأول هو الغوص في جواهر بحر الحياة وليس الوقوف عند أمواجه المتلاحقة.. ورسالة كيف يتحقق ذلك؟ د.ياسر النادي.. مشيدا بتلك الدعوة للاساتذة الجامعيين لاكتشاف أسرار الكون واكتشاف نظريات علمية جديدة.. مؤكدا انها دعوة جيدة ومطلوبة ولكن يتساءل: كيف يستطيع الاستاذ الجامعي ومن علي شاكلته في مراكز البحوث التفرغ لهذا الأمر, وهم يلهثون لمحاولة تدبير متطلباتهم المادية طوال الشهر؟ وأين الميزانية التي تعينهم علي ذلك؟ وعلي صعيد آخر.. عندما تم تطبيق نظام زيادة دخول أعضاء هيئة التدريس.. ارتبط هذا باجراءات ورقية متعلقة بالشكل أكثر من المضمون!! بالاضافة إلي إنه لم يتم الصرف حتي الآن في الغالبية العظمي من مراكز البحوث العلمية؟! وأين المشكلة م.محمد خطاب.. مشيرا لما جاء ب بالاهرام من أن د.هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي أكد أن هناك فائضا في الاعتمادات المالية الخاصة بالبحث العلمي هذا العام!! وذلك لعدم وجود مشروعات علمية لاستثمار تلك الأموال بها, مشيرا إلي أن اعتماد المشروعات قائم علي معايير الجودة في البحث العلمي والشفافية.. ويتساءل كاتب الرسالة موجها سؤاله لعلمائنا الأفاضل دائمي الشكوي من عدم وجود ميزانية لاجراء البحوث العلمية.. هل المشكلة عندهم؟؟ أم عند الوزير؟؟ أم في كلمة الشفافية التي أصبحت موضة العصر السخيفة وهي غير المطبقة علي أي مستوي!!..
د. أحمد فوزي توفيق الأستاذ بطب عين شمس وجبرتي بريد الاهرام