استطاع مقال الصحفي الكبير وعمنا الاستاذ جميل جورج في جريدة الأخبار »رؤية شخصية« ان يؤجج الجراح لاعاود الكتابة حول التفريط في أصول الوطن. وحين يقر الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار المسئول عن شركات قطاع الاعمال باننا افرطنا في بيع عدد كبير من الشركات وسقط معها الضحايا من العمال كما اعترفت بذلك أيضا عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة ولاتزال تعمل لفك الاشتباك بين المستثمرين من رجال الأعمال الذين اشتروا المصانع وطردوا العمال، وارصفة مجلسي الشعب والشوري حتي الآن تستقبل المظلومين من عمال المصانع والشركات. وحين طفح الكيل اضطر سيادة الرئيس شخصيا للتدخل في واحدة من المخالفات ليعلن ان عينه ستكون حارسا علي اصول الوطن ومحاربة الفساد والافساد. ولا يستطيع المرء ان يحصي المخالفات الظاهرة المعلن عنها وما خفي منها فهو اعظم. فهناك آلاف الأفدنة من الاراضي الزراعية أو اراضي الاسكان حصل عليها اشخاص دون وجه حق والكثير منهم ما زرعوها وما اقاموا عليها مشروعات تفيد المواطنين وتحل أزمة البطالة بل تحولت إلي منتجعات وملاعب للجولف - ومثال للضحك علي الشعب المصري قصة استحواذ رجل اعمال عربي علي أجمل فندق في العالم داخل نهر النيل ويغلق أبوابه ويتركه خرابا ليسقعه »بلغة السوق« كي يتمكن من إعادة بيعه بمكاسب فلكية -والآخر الذي اشتري فندقا بالغردقة ب51 مليون دولار اقترضها من البنوك المصرية ويغلقه أيضا 02 عاما ليعرضه للبيع بمئات الملايين. ولنقرأ معا هذا الاعلان المستفز لاحدي شركات الاستثمار الخاصة الذي جاء فيه.. للباحثين عن قمة الرفاهية والخصوصية.. إلي من وقتهم أثمن من إهداره في السفر لساعات طويلة.. 8 قصور ملكية علي نيل القاهرة في أول مشروع من نوعه يقام علي ضفاف النيل مباشرة بلا فواصل أو حدود فالمركبات مرساة في حديقة قصرك ومياه النيل ملك لك لتبحر فيها مع من تحب -والمرحلة الأولي تمت والمرحلة الثانية تضم 41 قصرا- القصر بثمانية ملايين. والمشترون عرب والشعار النيل ملك لمن يدفع والردم والتبوير علي أشده لاكثر من 21 فدانا من اخصب أراضي طرح النهر مع ردم لمساحة ممتدة لأكثر من 0003 متر بطول حرم النيل.. في البدرشين. ان اصول هذا الوطن من أراض ومصانع وشركات هي أمانة في أعناقنا علينا ان نسلمها للاجيال القادمة مزدهرة وناجحة - ويكفينا ما أقمناه من منتجعات ومدن سياحية فتنمية البشر أهم من تنمية الحجر، واقامة مستشفي أو مدرسة أو سكن للشباب أهم من هذه الابراج.. فالإنسان معيار كل شيء ونشأة جيل من المصريين ينعم بالتربية الصحيحة والتعليم الجيد في مدارس حديثة التقنية، ومستشفيات حديثة نظيفة.. مع توفير وظائف للعاطلين.. كل هذا يساهم في نشأة جيل جديد يثق في وطنه ويتطلع إلي المستقبل بآمال تراوده للرقي ولا يرمي بنفسه للتهلكة في قارب قاصدا المجهول وهاربا من واقع غير مجد.. ووجهته الأرض الغريبة ووراء ظهره منتجعات وقصور ولافتات من بينها »منتجع الملوك والباشوات«. وهذه اللافتة حقيقة ولا أدري في أي زمن يعيش صاحب هذا المنتجع.. انه للآن لم يع ان زمن الملوك والباشوات عدي وفات.