»إيه اللي رماك علي المر.. قال اللي أمر منه« بعبارة أخري: ما الذي يدفع الناس إلي تقديم »تحويشة العمر« أو »حصاد الغربة« إلي نصاب محترف علي أمل استثمارها وتحصيل عائد متميز؟ ببساطة شديدة يمكن تفسير الأمر بغياب البدائل المتاحة، أو التي تُقدم فرصاً أكثر جاذبية، من ثم فإن الغلابة يقعون في حبائل المحترفين، بل ربما يبحثون عن »واسطة« أويبذلون أقصي ما في جعبتهم ليرق قلب النصاب، ويرضي بسرقتهم »!« حتي لا يكسر قلبهم المتلهف علي الربح الوفير! يمد النصاب أو النصابة حبال الصبر حتي يجمع بضعة ملايين، وبينما يتلهف الضحايا علي العائد الذي يفوق اضعاف ما تقدمه البنوك، يكون من »نصب الشرك« قد رتب لهروبه بالغنيمة، وتتكرر مشاهد السيناريو الذي أصبح محفوظا: بلاغات للشرطة والنيابة، اهتمام اعلامي واسع، تصريحات تأتي متأخرة- كالمعتاد- من جانب الجهات المعنية، وقد ينتهي المسلسل الممل بالقبض علي النصاب خالي الوفاض، أو اكتشاف نجاحه في الهروب، ثم وضعه علي قائمة الانتظار.. ربما إلي يوم الدين! وقبل ان يوجه كل من يدعي الحكمة نصائحه للضحايا، مذكرين بالقضايا المماثلة علي مدي 03 عاما، ليضع أي ناصح حكيم نفسه موضع هؤلاء الغلابة الذين أفنوا أحلي سنوات عمرهم في العمل بلا كلل أو في غربة قاسية، ولا يملكون خبرة السوق والتجارة والاستثمار، ولايوجد أمامهم الا احد خيارين: البنك بفائدته المتواضعة التي لاتتناسب مع الظروف الحياتية الصعبة خاصة مع توحش غول الاسعار، أوطرق أبواب شركات النصب التي ترفع لافتة توظيف الأموال! آخر قضية نصب بإحدي مدن الدلتا، تم الكشف عنها بعد أن استولت احداهن علي 11 مليون جنيه، وتركت ضحاياها للندم، واظن انها لن تكون القضية الأخيرة، مادامت العوامل والظروف التي تصنع هذه المآسي مستمرة! متي يجد المصري الوعاء الادخاري أو الاستثماري الآمن الذي يقدم عائداً عادلاً يبعده عن الوقوع في حبائل محترفي النصب؟ علاء عبدالوهاب