[email protected] نشرت جريدة النيويورك تايمز الأمريكية الأسبوع الماضي مقالا لافتا للسفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن إنديك.. حول سياسة أمريكا في الشرق الأوسط.. وبكل وضوح يشير إلي عدم إرتياح الإدارة الأمريكية لمواصلة نتنياهو تحدي الولاياتالمتحدة.. وهو يقترح علي نتنياهو أن يختار : إما تحدي الولاياتالمتحدة.. أو تحدي جناح اليمين في بلاده.. ووضح أنه إذا إختار مع إدارته التي تعارض السلام .. تحدي أمريكا فسيكون العقاب وخيما.. ولم يتبين نوع العقاب الوخيم الذي يهدد العلاقات الأمريكية الاسرائيلية!! نقرأ من هذه اللهجة "سياسة التهديد" التي أخذت تبدو واضحة في سياسة أوباما التي تختلف عمن سبقه من الرؤساء الذين لم تصل مخاطبتهم لإسرائيل حتي للتلميح بالعقاب.. ففي إستخدام مصطلحات بها نبرة الغضب.. فهذا يعني أن إسرائيل تجاوزت حدودها مع واشنطن التي تحاول حفظ ماء الوجه أمام العالم الذي يصف العلاقة بين البلدين بالإنحياز وأن إسرائيل هي"الطفل المدلل".. وقد كانت كذلك وإلا لما ظلت تتحدي قرارات الشرعية الدولية.. والعالم كله مع وقوف أمريكا في صفها دوما. ما جاء في المقال يعبر بشكل واضح عن سياسة الإدارة الامريكية.. فقد حاول أوباما التعامل مع إسرائيل بسياسة الديبلوماسية الناعمة.. وأعلن بشكل صريح تصميمه لحل القضية الفلسطينية.. وبإقامة الدولة الفلسطينية... وحرصه هذا يأتي من منطلق إيمانه بالعمل علي حل مشاكل الشرق الأوسط المتفرعة والمتشعبة.. لإيجاد أجواء تساهم في خدمة مصالحها في المنطقة.. أمريكا هذه المرة تتحدي إسرائيل بتكرار المحاولة لردع نتنياهو ووزرائه الرافضين للسلام.. ولكن مع الأسف بنفس الأسلوب الفاشل وهو بعودة إرسال ميتشل للجلوس مع نتنياهو وإعادة نفس الطلب وهو" تجميد المستوطنات"وإن حاولت أيضا شطب هذا الطلب لبدء المفاوضات المشروطة أو غير المشروطة مع الفلسطينيين وبالتناقض في الاقوال.. وبتحدي إسرائيل لأوباما فإنها تعكر عليه التفرغ لاحتواء من تراهم خطرا علي المصالح الامريكية في المنطقة وبتحريض من إسرائيل المتواصل. تهديدات أوباما وتحدياته لأطراف مختلفة في المنطقة مثل التلويح بضربة عسكرية ضد إيران.. تزيد من تعقيد حل القضية الفلسطينية التي تعتبر" أم المشاكل".. ولا بد أن تنظم هذه التحديات في إستراتيجيات واضحة كونها تتصارع مع بعضها البعض ولا تتكامل.. فالتحدي الأمريكي والإسرائيلي يبدو واضحا بين أمريكا والإبن الوحيد.. الذي يتمسك بعناده برفض السلام من أجل كسب الوقت الي ما لانهاية.. ويبدو التحدي أيضا واضحا بين أمريكا ودول المنطقة المصممة علي التخلص من الهيمنة الأمريكية علي منطقة الشرق الاوسط.. أما التحديات العربية فلا خطط لها.. فهي ما زالت متفرقة لا تستطيع توظيف العلاقة"المتدهورة".. كما يبدو بين أمريكا وإسرائيل وتضارب المصالح بينهما والتي تزيد الأمر سوءا.. إسرائيل أصبحت عبئا علي أمريكا بعد أن كانت كنزا.. ولعل مواصلة تصلب أمريكا ضد هذا التصلب الإسرائيلي الكرتوني يحتاج الي فرض تسوية عادلة تحافظ علي الثوابت والحقوق الفلسطينية بما يفسح مجالا للتعامل بشكل أكثر عقلانية مع دول وشعوب المنطقة الغارقة في بحور وأمواج متلاطمة من عدم الأمان والتطلع للسلام الدائم..!