الرئيس حسني مبارك عاد وبقوة بعد الجراحة الناجحة التي أجراها في ألمانيا والتقي مع عدد من القادة والزعماء علي مدي الأيام الماضية .. وبالرغم من عدم صدور تصريحات صحفية عقب هذه اللقاءات المكثفة .. إلا أن القارئ المدقق بعمق في تطورات ومواقف مصر ومستجدات الوضع في الشرق الأوسط وأفريقيا يستطيع أن يعرف أهمية هذا الحراك الذي يقوده الرئيس علي الساحتين العربية والإقليمية ... . بهذه الكلمات المختصرة المفيدة التي تعكس الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر والرئيس مبارك لإحياء عملية السلام لب الصراع في المنطقة .. أجابني السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وسكرتيرالرئيس للمعلومات والمتابعة .. صاحب الرؤية الوطنية الخالصة .. واللغة الدبلوماسية الخاصة جدا .. والمصطلحات المميزة المؤثرة النافذة في العمق والتي تجمع بين الدلالة والرشاقة والقوة والحسم والحس المرهف .. فهو يؤدب السياسة بحنكة عالية وبساطة ومعرفة موسوعية .. فلا يبخل علينا نحن مندوبي رئاسة الجمهورية بالمعلومة والإيضاح والرد علي الاستفسارات مهما كانت انشغالاته العديدة .. أقول بهذه الكلمات أجابني السفير سليمان عواد عندما سألته عن مغزي اللقاءات المكثفة التي عقدها الرئيس مبارك علي مدي الأيام الماضية .. وأضاف قائلا: إن الرئيس مبارك يبذل جهودا مضنية من أجل إنقاذ عملية السلام وإستقرار الأوضاع في المنطقة وقد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بضرورة أن تؤدي المفاوضات غير المباشرة إلي نتائج إيجابية حول كافة قضايا الحل النهائي .. ولوبشكل مبدئي يتفق والخطوط العامة حول مسألة الحدود .. وفقا لوجهة النظر المصرية التي أصبحت تؤيدها الولاياتالمتحدة .. لأن الاتفاق بشأن الحدود يؤدي بشكل مباشر إلي الاتفاق حول قضايا المستوطنات والقدس .. باعتبارهما من موضوعات الحل النهائي الستة.. ولم يكن غريبا أن يكون الرئيس مبارك هو القائد العربي الوحيد الذي تلتقي عنده كل الأطراف ... تأتي سعيا للمشورة والاستماع .. لما يلعبه من دور فريد من نوعه حيال قضايا المنطقة .. ولما يتمتع به من حكمة ونظرة ثاقبة .. فكما استقبل الرئيس .. نتنياهو وشدد علي مواقف مصر الثابتة .. وحذره من عدم الامتثال للشرعية الدولية لأن المفاوضات غير المباشرة تعد الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام .. إن كان حقا يريد سلاما .. فقد أجري مشاورات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقبل ساعات قليلة من عودة السيناتور جورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام إلي المنطقة .. وأيضا قبل القمة الأمريكية - الفلسطينية .. وقبل التئام المفاوضات التقريبية مع إسرائيل .. مما يؤكد عمق التنسيق مع السلطة الفلسطينية وأهميته في هذه المرحلة .. في ظل تفاقم الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية .. وفي مقدمتها التعنت الإسرائيلي الصهيوني وعرقلة عملية السلام.. ما يؤكد أيضا أهمية بناء موقف عربي موحد. كما دعا الرئيس مبارك أكثر من مرة .. للتصدي للمشروع الصهيوني الاستئصالي .. الذي يشكل خطرا مصيريا علي الأمة كلها.